تمر اليوم الذكرى العاشرة على رحيل الكاتب الكبير جمال الغيطاني، توفي 18 أكتوبر 2015، والتي تعد رواية الزيني بركات من أشهر أعماله، ومنذ صدورها بداية السبعينيات، استقبلها النقاد، بوصفها رواية تؤسس لكتابة تاريخية تُحاكم الحاضر بلغة الماضي.. ومن الآراء الواردة عن الرواية:
رأى صبري حافظ أن الرواية لا تقدم واقعا "محاكاتيًا" للقرن السادس عشر بقدر ما تصنع استعارةً شاملة لافتتان السلطة بنفسها وفسادها، مستخدمةً التاريخ أداة لإضاءة آليات القمع المعاصر، لا ديكورًا سرديًا" .
وأشار إدوارد سعيد — في تقديمٍ للترجمة الإنجليزية — إلى أن "الزيني بركات" مطابقة بوضوح لصورة الزعيم الكاريزمي، وأن الغيطاني "يُطعم الرواية الحديثة بمادة التاريخ" ليعلق على الحاضر عبر الماضي.
وتفصّل سامية محرز في دراستها "السرد بوصفه استراتيجية" أنّ الرواية تنهض على تعدد الأصوات، وتوظيف الصيغة الوثائقية (محاضر، رسائل، تقارير) كخدعة جمالية تمنح النص سلطة "الأرشيف"، بينما تُبقي المعنى مفتوحًا على تأويلات الحاضر.
وفي قراءات عربية حديثة، تُعرض الرواية بوصفها واحدًا من أهم نصوص القمع والخوف في السرد العربي، تستنطق "بدائع الزهور" لابن إيّاس وتُسقطها على منظومات التجسس والطبلخانة والسجون، لتبيّن كيف يتحوّل المجتمع كلّه إلى شبكة رصد ووشاية يذوب فيها الفرد.
