تتواصل جهود الحكومة المصرية، في مجال التنمية الريفية، وإقامة المشروعات بالمناطق الصحراوية، للمساهمة في توطين البدو وتوفير مصادر الدخل والخدمات اللازمة، للقضاء على البطالة بين بدو صحراء مطروح، خاصة سكان المناطق الصحراوية البعيدة عن المدن، من خلال استغلال الموارد الطبيعية وتنميتها وتعزيز القدرة على المواءمة في البيئات الصحراوية.
وشهدت السنوات الأخيرة، اهتمام كبير بتنفيذ مشروعات تأهيل وتطوير الوديان القديمة واستصلاح وديان جديدة لزراعتها صالح أهالي المناطق التي تقع بها هذه الوديان والاستفادة منها بزراعة على مياه الأمطار، بعد بناء السدود وحفر الآبار والخزانات لحصاد الأمطار واستخدامها طوال العام في الزراعة والشرب وتربية الحيوانات، لرفع المستوى الاقتصادي لسكان الصحراء وتوفير دخل ثابت للأسر والإسهام في زيادة الرقعة الزراعية والثروة الحيوانية.
وشهدت السنوات الماضية، نجاح الحكومات المتعاقبة بالتعاون مع برامج المشروعات التنموية الدولية، ، في إنشاء آلاف السدود بالوديان الصحراوية، لحجز مياه الأمطار وتخفيف سرعة انجرافها نحو البحر واستغلالها في زراعة أكثر 150 ألف فدان، وحفر حوالي 11 ألاف بئر، بالإضافة إلى أعمال الصيانة والتطهير والمحافظة على أكثر من 800 بئر روماني بسعات كبيرة، منتشرة في الصحراء، كان يستخدمها الرومان قديماً في حصاد وتخزين مياه الأمطار، ويجري استخدامها حتى الآن.
وشهدت الفترة الأخيرة، الانتهاء تنفيذ أحد مشروعات التنمية الريفية بمحافظة مطروح، بتمويل من برنامج الاتحاد الأوربي المشترك للتنمية الريفية، لتأهيل عدد من الوديان القديمة واستصلاح وديان جديدة وتنمية المجتمعات المحلية قي المناطق المختلفة الواقعة على الشريط الساحلي، بطول نحو 320 كيلومتر، من قرية فوكه شرقاً وحتى مدينة السلوم الحدودية غرباً.
وكان قد وقع الاختيار على مركز بحوث الصحراء، لتنفيذ المشروع نظراً لخبراته الواسعة فى تنفيذ مشروعات سابقة لتنمية الوديان وحصاد مياه الأمطار بمحافظة مطروح، وتم اختيار الوديان، بمشاركة المنتفعين وقادة المجتمع المحلى بالمحافظة، من خلال اجتماعات مكثفة معهم و المعاينة الميدانية لكل وادي.
وتم تنفيذ مشروع التنمية الريفية لتنمية وتأهيل الوديان بمطروح الممول من الاتحاد الأوربي، من خلال مركز التنمية المستدامة لموارد مطروح التابع لمركز بحوث الصحراء، على 3 مراحل، وأن المرحلة تضمنت تأهيل واستصلاح 13 وادياً والمرحلة الثانية 17 وادياً و المرحلة الثالثة 13 وادياً، منتشرة في المناطق الممتدة من قرية فوكه شرقاً وحتى حتى السلوم غرباً.
إعادة تأهيل 50 كيلومتر من الوديان و إنشاء 100 بئر نشو بسعة تخزينية من 100 الى 150 مكعب للبئر الواحد، مع زراعة حوالي 200 فدان من الوديان الجديدة بأشجار الفاكهة والمحاصيل الزراعية و تأهيل حوالي 450 فدان من أرضى الوديان القديمة.
وشهدت المرحلة الأولى استصلاح 13 بمساحة جديدة تقدر بـ 200 فدان تمت زراعتها بالتين والزيتون، بالإضافة إلى الزراعات البعلية مثل البطيخ والشمام التي تشتهر بهما المحافظة، ومن بين الموديان المستصلحة وادي الضباع ووادي الحشيفي الغربي ووادي رقبة عويشة ووادي رقبة أم الرجوم بمركز النجيلة، بالإضافة إلى وادي الكبش بمركز ومدينة سيدي براني.
وتضمنت المرحلة الثانية، تأهيل 17 وادياً بمساحة تصل إلى 340 فدانا للحفاظ على زراعة أشجار التين والزيتون، ومن بينها أودية المنشاوي ورثمة والطاجة ورتيم بقرية رأس الحكمة، ووادي الباكور والحلازين بمركز مرسى مطروح، والهلوبة التابع لمركز النجيلة، ووادي المسيد والحريقة وأبو مرزوق وسدرة ورقبة سعيد بمركز سيدي براني.
وتم الانتهاء من تنفيذ المرحلة الثالثة والأخيرة من المشروع بتنمية واستصلاح 13 وادياً تضم 260 فداناً، ومن هذه الوديان، وادي رقبة الجارية والحريقة ورقبة قدورة ووادي العرقيب والحشيفي.
وجاءت هذه المشروعات، لتعظيم الاستفادة من مياه الأمطار التي تتساقط بكميات كبيرة خلال فصل الشتاء، من خلال حصادها باحتجازها خلف السدود في الوديان أو تخزينها في الخزانات والآبار، لاستخدامها في الزراعة والشرب وتربية الأغنام والماشية، والمساهمة في تنمية المحافظة، من خلال تنفيذ خطة شاملة للتنمية الزراعية، والاستفادة من إمكانيات مركز بحوث الصحراء بالتعاون مع منظمة إيفاد التابعة للأمم المتحدة ومشروعات الاتحاد الأوربي وغيرها من المنظمات التنموية.
وتعد تنمية الوديان أحد أنواع أساليب حصاد مياه الأمطار لاستغلالها في الزراعة، حيث أن مياه الأمطار تأتي من الجنوب بعد تجمعها وتنحدر إلى الشمال في اتجاه البحر بسبب طبيعة الأرض، وتجرف معها التربة الخصبة وتحملها إلى البحر، مشيراً إلى أن تنمية الوديان يسبقها إعداد دراسات ميدانية، للمناسيب الأرضية لكل وادي، بعدها تبدأ أعمال التسوية من بداية الوادي، وتقسيم الوادي إلى مساحات بمستويات مدرجة، يفصل كل مستوى سد يتم إنشائه بعرض الوادي، ويتم عمل فتحة بمنتصف السد "مفيض" يسمح بمرور المياه الزائدة عن الحاجة إلى المساحات والسدود التالية،وحتى نهاية الوادي، وبذلك يكون تم حصاد كميات كافية للزراعة من مياه الأمطار، قبل ذهاب الفائض إلى البحر، مع المحافظة على الطبقة الخصبة للتربة.
والنوع الثاني من حصاد مياه الأمطار، هو حفر الآبار والخزانات لتجميع وتخزين المياه، بحيث يتم حفر البئر بسعة من 100 إلى 150 متر مكعب، ويكون موقعه في اتجاه الميل ومجرى المطر، موضحاً أن الآبار الرومانية التي حفرها الرومان قديما، تتراوح سعتها بين 1000 و 5000 متر مكعب، وحاليا يتم إنشاء الآبار بهذه السعات الأقل، من أجل القدرة على الوفاء باحتياجات أكبر عدد ممكن من البدو، من سكان المناطق المختلفة في الصحراء، بحفر أكبر عدد أكبر من الآبار الصغيرة في مناطق كثيرة لتوطين البدو، وتوفير احتياجات أهالي كل منطقة، من تخزين المياه لاستخدامها في الشرب ولتربية الحيوانات، كما يمكن استخدام المياه المخزنة، في الري التكميلي للزراعات خلال الفترات التي لا يسقط فيها المطر.
يذكر أن محافظة مطروح تعتمد في زراعتها بالكامل على مياه المطر في زراعة القمح والشعير والبطيخ البعلي، خلال فصل الشتاء، إضافة إلى أشجار التين والزيتون وهي من أشهر الأنواع التي تتحمل الظروف الصحراوية وقلة الأمطار، مؤكداً أن عملية تنمية الوديان تزيد من الرقعة الزراعية، مع زيادة عملية التوطين وخلق فرص عمل للشباب، الذي بدأ يهجر المناطق الصحراوية والزراعة بسبب قلة المياه.
مشروعات تنمية وتاهيل الوديان بحصاد الامطار

محافظة مطروح تنفذ مشروعات لحصاد مياه الأمطار

محافظة مطروح تنفذ خطة لحصاد مياه الأمطار

محافظة مطروح- تنفذ خطة لحصاد مياه الأمطار

تنمية وتاهيل وزراعة الوديان بحصاد الامطار

تنمية وتاهيل وديان مطروح بحصاد الامطار

تنمية وتاهيل الوديان بحصاد الامطار

تنمية وتاهيل الوديان بحصاد الامطار - مطروح

تنمية وتاهيل الوديان بحصاد الامطار - صحراء مطروح
تنمية وتاهيل الوديان بحصاد الامطار بصحراء مطروح
تجهيز الوديان بالسدود لحجز الامطار واستغلالها في الزراعة
استصلاح الوديان وحصاد مياه الامطار بمطروح
استصلاح الوديان وحصاد مياه الامطار بالسدود والابار لاستخدامها في الزراعة بمطروح
احد مشروعات تنمية وتاهيل الوديان بحصاد الامطار بمطروح