فيسبوك
واتساب
في حلقة من برنامجه "لعلهم يفقهون" على قناة dmc، تناول الشيخ رمضان عبد المعز جانبًا مهمًا من أخلاق النبي محمد صلى الله عليه وسلم، داعيًا إلى الاقتداء به لتحسين سلوكيات المجتمع وتقوية الإيمان. ركزت الحلقة التي حملت عنوان "وصدق الله ورسوله" على خلق "ترك ما لا يعني" والثقة المطلقة بالله.
استهل الشيخ رمضان عبد المعز حديثه بالإشارة إلى أن من أجمل أخلاق النبي محمد عليه الصلاة والسلام هو تركه لما لا يعنيه، وتخيل كيف سيكون المجتمع إذا انشغل كل فرد بنفسه ولم يتدخل في شؤون الآخرين. وانتقد بأسلوب ساخر الفضول الاجتماعي السائد، حيث يكثر الناس من الأسئلة التدخلية مثل: "من أين أتيت بهذا؟" و"بكم اشتريته؟" و"أين كنت؟"، معتبرًا ذلك نوعًا من التحقيق الذي يرهق العلاقات الاجتماعية.
واستشهد بالحديث الشريف: "من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه"، مؤكدًا أن هذا الخلق كان من سمات النبي الأساسية. وأوضح أن النبي صلى الله عليه وسلم ترك عن نفسه ثلاثًا: المراء (الجدل)، والإكثار، وما لا يعنيه. كما ترك عن الناس ثلاثًا: فكان لا يذم أحدًا، ولا يعيبه، ولا يطلب عورته.
ولتعزيز هذه الفكرة، روى الشيخ قصة الرجل الذي جاء إلى النبي معترفًا بفاحشة الزنا. وأشار إلى أن النبي لم يسأله عن الطرف الآخر في الجريمة ولم يسعَ لكشف عورة شخص آخر، بل حاول أن يصرف الرجل عن الاعتراف. وأكد أن الإسلام يدعو إلى الستر، مستشهدًا بقول النبي للرجل الذي حثّ المعترف على المجيء: "لو سترت عليه لكان خيرًا لك". وحذر من المجاهرة بالمعاصي، مذكّرًا بحديث: "كل أمتي معافى إلا المجاهرين".
انتقل الشيخ رمضان بعد ذلك إلى عنوان الحلقة "وصدق الله ورسوله"، موضحًا أن هذا المبدأ يتجلى في الثقة المطلقة بالله وحسن الظن به، وهو ما كان عليه النبي. وربط ذلك بالقرآن الكريم، حيث يبدأ المسلم في سورة الفاتحة بطلب الهداية "اهدنا الصراط المستقيم"، فيأتيه الرد في بداية سورة البقرة بأن القرآن هو الهداية: "ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين".
وختم حديثه بالإشارة إلى أن ثقة النبي بربه كانت مطلقة، فلم يطلب آية أو دليلاً كما فعل بعض الأنبياء قبله، بل آمن بما أنزل إليه إيمانًا كاملاً كما جاء في ختام سورة البقرة: "آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه". ودعا المشاهدين إلى التحلي بهذه الثقة، والرضا بقضاء الله وقدره، مدركين أن كل ما يأتي من الله هو خير، حتى لو بدا عكس ذلك في الظاهر.
