لماذا تأتى كلمات الرحمة في دعاء النبي بصيغة المفرد؟.. رئيس جامعة الأزهر يجيب

الجمعة، 17 أكتوبر 2025 06:30 م
لماذا تأتى كلمات الرحمة في دعاء النبي بصيغة المفرد؟.. رئيس جامعة الأزهر يجيب الدكتور سلامة داود رئيس جامعة الأزهر الشريف

محمد شرقاوى

أكد الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر الشريف، أن كلمات الرحمة في أدعية النبي ﷺ تأتي غالبًا بصيغة المفرد رغم شمولها لكل المعاني، موضحًا أن هذه المفردة تحمل في معناها الكثير من الخير للمؤمنين.

وأشار داود، خلال حلقة برنامج "بلاغة القرآن والسنة"، المذاع على قناة الناس، اليوم الجمعة، إلى دعاء النبي ﷺ: «اللهم إني أسألك رحمة من عندك تهدي بها قلبي وتجمع بها أمري وتلم بها شعثي وتصلح بها غائبي وترفع بها شاهدي وتزكي بها عملي وتلهمني بها رشدي وترد بها الفتى وتعصمني بها من كل سوء».

وبيّن أن كلمة رحمة جاءت مفردة، لكنها تشمل جميع الجوانب التي ذكرها النبي ﷺ في الدعاء، فهي تهدي القلب، تجمع الأمر، تلم الشعث، تصلح الغائب، ترفع الشاهد، تزكي العمل، تلهم الرشد، وتعصم من كل سوء.

وأوضح رئيس جامعة الأزهر أن الرحمة من الله واحدة لكنها واسعة وشاملة، كما أن القليل منها كثير في أثره، مؤكدًا قول العلماء: "القليل من رحمة الله كثير"، مستشهدًا بمثال النبي ﷺ حين سمع أعرابيًا يقول: «اللهم ارحمني ومحمدًا ولا ترحم معنا أحدًا»، فقال له النبي ﷺ: "لقد ضيّقت واسع رحمة الله"، في إشارة إلى شمول رحمة الله للجميع.

وأضاف داود أن أحيانًا تأتي كلمة رحمة مفردة بجوار كلمة جمع مثل الصلوات، كما في دعاء النبي ﷺ لسيدنا سعد بن عبادة: «اللهم اجعل صلواتك ورحمتك على آل سعد بن عبادة»، فبين أن الرحمة رغم مفردها تعادل جمع الصلوات في شموله، وهو ما يتوافق مع قوله تعالى: ﴿أُو۟لَـٰٓئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوٰتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ﴾.

ونوه بأن المفردة هنا ليست تقييدًا في الكمية بل دلالة على وحدة مصدر الرحمة وعظمتها وشمولها لكل خير، مشيرًا إلى أن رحمة الله واسعة وكافية لكل المؤمنين، والقليل منها يحمل الكثير من النفع والبركة.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب