"اليوم السابع" فى مرسمه الخاص.. محمود حامد يسرد تفاصيل تجربته الفنية من قصر ثقافة الفيوم إلى أبواب الاحتراف بالقاهرة.. والفنان: الخشب والرموز ضمن أسرارى الفنية.. والفن يحتاج صبرا وتجريبا والموهبة وحدها لا تكفى

الجمعة، 17 أكتوبر 2025 05:30 م
"اليوم السابع" فى مرسمه الخاص.. محمود حامد يسرد تفاصيل تجربته الفنية من قصر ثقافة الفيوم إلى أبواب الاحتراف بالقاهرة..  والفنان: الخشب والرموز ضمن أسرارى الفنية.. والفن يحتاج صبرا وتجريبا والموهبة وحدها لا تكفى الفنان محمود حامد والزميلة بسنت جميل

حاورته بسنت جميل

انصح الجيل الجديد: لا تخف من الفشل فكل تجربة تعلم الإنسان وأطلقت معرضي الأول طفلا بقصر ثقافة الفيوم

 أمزج بين الفلك والسحر والرموز الشعبية في لوحاتي

في زيارة خاصة من اليوم السابع فتح لنا الفنان الدكتور محمود حامد أبواب مرسمه لأول مرة، لنعيش معه أجواء الفن عن قرب ونتعمق أكثر فى لوحته الفنية المليئة بالتفاصيل والحكايات التي قد تسمعها لأول مرة، فنحن نغوص معه في أعماق رحلته الإبداعية، نستكشف البدايات، ونتأمل تفاصيل الفنية التي لاتزال تنبض فى كل زاوية من زوايا مرسمه.

وقد كشف محمود جامد تفاصيل تجربته الفنية قائلا انصح الجيل الجديد: لا تخف من الفشل فكل تجربة تعلم الإنسان، مضيفا: أطلقت معرضي الأول طفلا بقصر ثقافة الفيوم كما تحدث عن مزجه بين الفلك والسحر والرموز الشعبية في لوحاته وإلى نص الحوار

فى البداية نود أن نغوص أكثر في تجربتك الفنية ونتعرف على التحديات التي واجهتك في مسيرتك الطويلة.. متى أدركت أن الرسم هو طريقك؟

في الحقيقة، البدايات دائما ما تكون من أهم المحطات في حياة أي فنان، طفولتي كانت مختلفة نوعا ما، ففي ذلك الوقت كان هناك اهتمام كبير بأي موهبة تظهر لدى الأطفال، وكانت البداية من المنزل، إذ لاحظ والدي أنني أحب الرسم، فبدأ في تشجيعي، رغم أن الحياة آنذاك لم تكن سهلة كما هي الآن، ثم جاء دور المدرسة، التي كان لها أثر بالغ في تنمية موهبتي، سواء في المرحلة الابتدائية أو الإعدادية أو الثانوية، حيث كانت مادة التربية الفنية تحظى باهتمام كبير، والهيئات الثقافية، مثل قصور الثقافة ومراكز الشباب، كان لها دور كبير في صقل موهبتي، هذا المزيج من دعم الأسرة والمدرسة والمراكز الثقافية هو ما شكل شخصيتي الفنية، خاصة مع وجود أشخاص احتضنوا الموهبة وآمنوا بها منذ وقت مبكر.

ذكرت أنك كنت ترتاد قصر ثقافة الفيوم هل تحدثنا أكثر عن هذه التجربة؟
 

في ذلك الوقت، لم يكن قصر ثقافة الفيوم كبيرا كما هو اليوم، بل كان عبارة عن بيت صغير من طابقين تقريبا، لكنه كان زاخرًا بالنشاط، كان يضم فرقة مسرحية، ومكتبة، وسينما، وقسمًا للفن التشكيلي على مستوى رفيع جداً، حيث قسم التربية الفنية كان يضم الأطفال الموهوبين، وكان المشرفون يمتلكون قدرة عالية على اكتشاف المبدعين بسرعة، وكانوا يقدمون لنا الدعم ويوفرون لنا الأدوات اللازمة من ألوان وأوراق، وهو أمر لم يكن سهل توافره فى ذلك الوقت، كنت متحمسا للذهاب إلى القصر بشكل شبه يومي، وكذلك في مركز شباب الفيوم، حيث كان هناك نشاط يسمى "الطلائع"، يجمع الأطفال ويقدم لهم أنشطة متنوعة، من بينها الفن التشكيلي وهناك تعرفت على شخصيات عظيمة كانت العلاقة معهم إنسانية جدا، أشبه بعلاقة الأب بابنه، وكانوا يشجعوننا بكل حب ويؤمنون بموهبتنا.

4c670485-8171-4873-8b3e-a46f49db960e
الفنان التشكيلى محمود حامد والزميلة بسنت جميل 
 
78fbe16b-e72a-4a17-af21-3a45c467b128
الفنان محمود حامد 

 

هل تتذكر اللحظة التي شعرت فيها أنك اخترت طريق الفن والدراسة فيه؟

نعم بالطبع.. كانت المرحلة الفاصلة في الثانوية العامة، حين تقدمت لاختبار القدرات ونجحت، وقبلت في كلية التربية الفنية، كنت مترددا قليلا لأن الكلية تقع في القاهرة وأنا من الفيوم، وفكرت حينها في الالتحاق بكلية أقرب، لكن والدي أصر على أن أكمل في طريق الفن، وكان هذا القرار نقطة تحول حقيقية في حياتي، لأنه فتح لي باب الاحتراف.

هل تذكر أول لوحة لاقت إعجاب الناس؟ أو أول معرض شاركت فيه؟

بالتأكيد كنت محظوظا جدا في طفولتي، لأن المدارس التي التحقت بها، والنادي، وقصر الثقافة، جميعهم شجعوني بشكل استثنائي، وأنا طفل صغير، أُقيم لي معرض خاص في قصر الثقافة رغم حداثه سنى، كان عمرى 11 أو 12 عاما يقام له معرض خاص، ويحضر افتتاحه المحافظ كانت تجربة عظيمة جدا بالنسبة لي في ذلك الوقت، ولا أتذكر أسماء المعارض بالتحديد لكني أذكر أن معظم لوحاتي حينها كانت تدور حول حرب أكتوبر والنصر، وكان هذا طبيعيا لأن الأحداث كانت لا تزال قريبة، وقد تأثرنا بها كثيرا.

بعد التخرج أصبح لك أسلوب فني مميز وخاص جدا.. هل تود أن تحدثنا عنه؟
 

بكل سرور.. الدراسة في كلية التربية الفنية تختلف نوعا ما عن غيرها من الأكاديميات، تقوم الكلية على فلسفة التجريب في الفن، حيث يتعلم الطالب من خلال التجربة وليس الحفظ، وكان أساتذتنا دائما يشجعوننا على تجربة خامات جديدة والخروج عن القوالب التقليدية، شخصيا درست في قسم الأشغال الفنية والتراث الشعبي، وهو قسم يجمع بين أمرين: الاهتمام بالفنون الشعبية والرموز التراثية، والرغبة القوية في تجريب الخامات المتنوعة، هذا الدمج خلق لدي حالة فنية خاصة جدا، كنت شغوفًا بالرموز الشعبية، والفلك، والسحر، والوشم الشعبي  كل هذه العناصر كانت تثير خيالي بشكل كبير، ومع الوقت بدأت أدخلها في أعمالي الفنية بشكل معاصر، أما من ناحية الخامات، فكنت أحب العمل على الخشب، ودمج خامات مختلفة لخلق ملامس متنوعة على سطح اللوحة، وهذا ما ساهم في تكوين الأسلوب الخاص بي، الذي يمكن تمييزه بسهولة اليوم.

eba863c4-0aea-4d00-bd22-c5a4d5fe05e7
 

 

49172def-672f-4447-972d-418c0461167e
مرسم الفنان محمود حامد 

 

e0924c63-3ba5-4b71-abca-acc41277db5f
التشكيلى محمود حامد 

ولو عدنا إلى البدايات، ما الذي تحب أن تقوله للأجيال الجديدة التي تحاول أن تبدأ طريقها في الفن؟

أود أن أقول لهم إن الموهبة وحدها لا تكفي، لا بد من وجود شغف، واستمرارية، وتجريب دائم، الفن يحتاج إلى صبر، وتجارب متواصلة، ولا يوجد شيء اسمه فشل فكل تجربة تعلمك شيئًا جديدا.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة