تتنوع مقتنيات المتحف المصري ومنها اللوحات الخشبية المكتشَفة في مصطبة حسي رع (مصطبة رقم 3، سَقَّارة) التى تمثل إحدى أهم المجموعات الفنية التي تعود إلى عصر الدولة القديمة، وتحديداً عهد الملك زوسر (الأسرة الثالثة) وتشكل هذه اللوحة المحددة وهي منحوتة من خشب السنط، جزءًا لا يتجزأ من النظام الطقسي والتصويري للمقبرة.
تصور اللوحة حسي رع، الذي حمل ألقاباً هامة مثل "رئيس الكتبة الملكيين"، جالسًا في وضع وقور أمام مائدة القرابين. وتُظهر النقوش المصاحبة للوحة ألقاباً دينية واجتماعية متعددة تبرز مكانته الرفيعة، وعلاقته بإدارة بعثات الدولة للمحاجر والمناجم في الصحراء، من الناحية المعمارية والجنائزية، وُضِعت هذه اللوحة داخل نيشة عميقة، وهي النيشة الواقعة في أقصى جنوب الممر داخل المصطبة.
عُثر على ست لوحات لحسي رع، وقد تم تعليقها جميعاً داخل هذه النيشات، وهو ترتيب يهدف إلى محاكاة الانتقال بين الوضع المتحرك والوضع الثابت للمتوفى لاستقبال القرابين. تتطابق هذه الصورة، وتحديداً موقع صاحب المقبرة جالسًا أمام المائدة في النيشة الجنوبية من واجهة المصطبة، مع المنظر الشائع في ذلك العصر. من الناحية العقائدية، كانت هذه النقطة تُعتبر بمثابة "نقطة اتصال الروح" (Ka-portal)، التي تُمكِّن روح المتوفى (الـ كا) من العودة إلى العالم السفلي وتلقي المؤن (القرابين) اللازمة لاستمرار حياته الأبدية.
تُؤرَّخ هذه اللوحة إلى عصر الملك زوسر في الأسرة الثالثة من الدولة القديمة. وقد تم اكتشافها ضمن مصطبة حسي رع في سَقَّارة، بواسطة عالم الآثار أوجيست ماريت، خلال الحفائر التي أجريت عام 1860م. وتُشير المادة الخام المستخدمة في صناعتها إلى خشب السنط، مما يعكس مهارة الحرفيين المصريين القدماء في التعامل مع المواد المحلية.

إحدى لوحات حسى رع