قال الفنان التشكيلي الدكتور محمود حامد، إن البدايات دائما ما تكون من أهم المحطات في حياة أي فنان، مضيفا: طفولتي كانت مختلفة نوعا ما، ففي ذلك الوقت كان هناك اهتمام كبير بأي موهبة تظهر لدى الأطفال.
وأضاف الدكتور محمود حامد، في حواره لـ "اليوم السابع" الذى ينشر لاحقًا، لقد كانت بداياتى من المنزل، إذ لاحظ والدي أنني أحب الرسم، فبدأ في تشجيعي، رغم أن الحياة آنذاك لم تكن سهلة كما هي الآن، ثم جاء دور المدرسة، التي كان لها أثر بالغ في تنمية موهبتي، سواء في المرحلة الابتدائية أو الإعدادية أو الثانوية، حيث كانت مادة التربية الفنية تحظى باهتمام كبير، والهيئات الثقافية، مثل قصور الثقافة ومراكز الشباب، كان لها دور كبير في صقل موهبتي، هذا المزيج من دعم الأسرة والمدرسة والمراكز الثقافية هو ما شكل شخصيتي الفنية، خاصة مع وجود أشخاص احتضنوا الموهبة وآمنوا بها منذ وقت مبكر.
وتابع: في ذلك الوقت، لم يكن قصر ثقافة الفيوم الذى كنت أتردد عليه كبيرًا كما هو اليوم، بل كان عبارة عن بيت صغير من طابقين تقريبا، لكنه كان زاخرًا بالنشاط، كان يضم فرقة مسرحية، ومكتبة، وسينما، وقسمًا للفن التشكيلي على مستوى رفيع جداً، حيث قسم التربية الفنية كان يضم الأطفال الموهوبين، وكان المشرفون يمتلكون قدرة عالية على اكتشاف المبدعين بسرعة، وكانوا يقدمون لنا الدعم ويوفرون لنا الأدوات اللازمة من ألوان وأوراق، وهو أمر لم يكن سهل توافره فى ذلك الوقت، كنت متحمسا للذهاب إلى القصر بشكل شبه يومي، وكذلك في مركز شباب الفيوم، حيث كان هناك نشاط يسمى "الطلائع"، يجمع الأطفال ويقدم لهم أنشطة متنوعة، من بينها الفن التشكيلي وهناك تعرفت على شخصيات عظيمة كانت العلاقة معهم إنسانية جدا، أشبه بعلاقة الأب بابنه، وكانوا يشجعوننا بكل حب ويؤمنون بموهبتنا.