- يدعم توفير فرص عمل.. والإرشاد السياحي والفنادق والبازارات والنقل أكثر المهن استفادة
- سنحتاج إلى إضافة ما لا يقل عن 100 ألف غرفة فندقية جديدة في محيط القاهرة والجيزة من الفنادق ذات الـ3 و4 نجوم
في إطار التجهيزات والاستعدادات النهائية الجارية للافتتاح الرسمي لـ المتحف المصري الكبير، المقرر له الأول من نوفمبر 2025، قال محسن آش الله رئيس النقابة العامة للعاملين بالسياحة والفنادق، ل"اليوم السابع"، إن افتتاح المتحف المصري الكبير يعد " حدث استثنائى " في قطاع السياحة، ليس فقط لأنه أكبر متحف أثري في العالم، بل لأنه يعكس قوة مصر الناعمة وقدرتها على تحويل حضارتها الخالدة إلى قوة اقتصادية فعالة، تسهم في دعم الناتج القومي وتوفير فرص العمل.
- في البداية.. كيف تنظرون في النقابة إلى قرب افتتاح المتحف المصري الكبير، وما يمثله من حدث عالمي بالنسبة للعاملين في القطاع السياحي؟
افتتاح المتحف المصري الكبير حدث مهم للقطاع السياحي كله، وسيكون حدثا عالميا، فهو مشروع ينتظره العاملون في السياحة منذ سنوات لأنه سيسهم في زيادة الحركة السياحية، هذا الافتتاح يعد أحد أهم الأحداث السياحية والثقافية في القرن الحادي والعشرين، نظرا لكونه أكبر متحف أثري في العالم، ولأنه يجسد قوة مصر الناعمة وقدرتها على تحويل حضارتها العريقة إلى رافعة اقتصادية تساهم في دعم الناتج القومي وتوفير فرص عمل جديدة.
إن المتحف سيبعث رسالة حضارية قوية للعالم بأن "مصر عادت بقوة إلى صدارة المشهد الثقافي والسياحي"، وأتوقع أن يسهم الافتتاح في زيادة أعداد السائحين، خاصة من الأسواق التي تكن شغفا بالحضارة المصرية مثل: أوروبا وآسيا وأمريكا اللاتينية، وقد لاحظنا منذ فترة اهتماما عالميا متصاعدا بالمتحف، باعتباره مقصدا سياحيا فريدا يربط بين الماضي العريق والحاضر المتطور، ويقدم تجربة استثنائية تتجاوز فكرة "زيارة متحف" لتصبح رحلة غامرة في أعماق الحضارة الفرعونية، مدعومة بأحدث تقنيات العرض والتجربة التفاعلية.
هذ بالإضافة إلى أن الافتتاح سيحدث نقلة نوعية في القطاع السياحي، من خلال إنعاش الطلب على الفنادق والخدمات السياحية، وإعادة رسم خريطة الاستثمار السياحي في مصر، لهذا ندعو إلى استثمار الزخم العالمي المصاحب للحدث عبر إطلاق حملات ترويجية دولية، وإدماج المتحف ضمن المسارات السياحية الرسمية لكل زائر.
- برأيكم، إلى أي مدى يمكن أن يسهم الافتتاح في إنعاش الحركة السياحية وخلق فرص عمل جديدة؟
من المتوقع أن يجذب المتحف أعدادا كبيرة من الزائرين الأجانب والمصريين، وهذا سيؤدي إلى زيادة الطلب على الخدمات الفندقية والنقل والمطاعم، وبالتالي توفير فرص عمل إضافية، خاصة فى المنطقة المحيطة بالمتحف التي من المتوقع أن تشهد نشاطا أكبر، فكثيرا من المنشآت هناك بدأت بالفعل في رفع جاهزيتها استعدادا لزيادة الزوار، سواء في العمالة أو الخدمات، وبالتالي من الطبيعي أن يتحسن التشغيل تدريجيا بعد الافتتاح، خصوصا إذا استمر الاهتمام بالترويج الخارجي.
والنقابة تتابع مع لجانها في المحافظات مستوى الجاهزية في المنشآت السياحية، هناك منشآت تستعد بشكل جيد، وأخرى تحتاج إلى دعم في التدريب أو في استكمال العمالة المطلوبة، وبالتالي نعمل على توفير الدعم اللازم لكل منشأة.
كما أتوقع أننا سنحتاج إلى إضافة ما لا يقل عن 100ألف غرفة فندقية جديدة في محيط القاهرة والجيزة، من الفنادق ذات الـ3 نجوم و4 نجوم، والتي ستجذب سوقا أخر من السائحين، وتطوير شبكة النقل السياحي، وتدريب ما يقارب 50 ألف عامل جديد في مختلف التخصصات، والقطاع الخاص يجب أن يبدأ الاستثمار الآن في تطوير الخدمات المحيطة من مطاعم ومحلات تذكارات ومراكز خدمية، بما يدعم خلق فرص عمل.
كما سيدعم الافتتاح خلق سوق عمل جديد للسياحة بجانب الأسواق الناشئة حديثا مثل سوق السياحة الشاطئية، في منطقة العلميين.
ـ ما دور النقابة في دعم برامج التدريب والتأهيل للعاملين بالسياحة خلال هذه المرحلة؟
النقابة تنسق مع عدد من مراكز التدريب، ومع بعض الفنادق الكبرى التي تنفذ برامج تدريب داخلية، ونحرص على أن تكون الأولوية للعاملين في الصفوف الأمامية الذين يتعاملون مباشرة مع الزائرين، بالإضافة إلى أن وزارة العمل ستعقد ورش تدريبية متخصصة في السياحة، بجانب التدريبات التي تجريها النقابة والسياحة ومن المنتظر أن يصدر بخصوصها قرارات وزارية في إطار قانون العمل الجديد.
وفى هذا الإطار نطالب وزارة السياحة بإعادة تدريب المتخصصين بشكل عملى في الفنادق، والتي تخلق كوادر عمالية سياحية مدربة عمليا على قدر عال من الخبرة، كما كان في السابق.
- من وجهة نظركم، ما أبرز المهن التي ستشهد زيادة في الطلب بعد تشغيل المتحف المصري الكبير؟
الإرشاد السياحي، وخدمات الزوار داخل المتحف، والعاملون في الاستقبال والنقل والمطاعم، إلى جانب عمال البازارات والحرف اليدوية، والفنادق هذه المهن ستتأثر مباشرة بزيادة الحركة.
- هل هناك خطة لدى النقابة لإعداد كوادر شابة مؤهلة للعمل في المناطق السياحية الجديدة؟
النقابة تشجع الشباب على الالتحاق بدورات التدريب المهني والسياحي، نعمل أيضا على توجيه الخريجين الجدد نحو مجالات العمل المطلوبة بدلا من انتظار الوظائف التقليدية.
والعمالة الموجودة حاليا لديها خبرات كبيرة في التعامل مع السائحين، لكن تحتاج إلى تطوير في مهارات بشكل دائم في التواصل واللغة، لذلك نعتبر التدريب المستمر أمرا ضروريا، خاصة أن طبيعة السائحين تتغير من وقت لآخر.
- كيف يمكن للعامل المصري أن يكون شريكا حقيقيا في نجاح المتحف كواجهة حضارية لمصر؟
من خلال الالتزام بالمظهر اللائق، وحسن التعامل، والانضباط في العمل، السائح يقيم التجربة بالكامل، والعامل جزء أساسي منها، سواء في المتحف أو في الفندق أو في وسيلة النقل.
- ما توقعاتكم لحركة السياحة في مصر خلال عام 2026 بعد الافتتاح المنتظر؟
من المتوقع أن يشهد القطاع السياحي في مصر انتعاشا ملحوظا خلال 2026 مع افتتاح المتحف المصري الكبير، التجارب الدولية المشابهة تشير إلى نتائج واعدة، فمثلا متحف اللوفر أبوظبي جذب أكثر من مليون زائر في عامه الأول، ومتحف الأكروبوليس في أثينا ساهم في زيادة السياحة اليونانية بنسبة 15% خلال عامين من افتتاحه.
بالنظر إلى الأرقام الحالية في مصر، نجد أن مصر استقبلت حوالي 14.9 مليون سائح في 2023، ونحو 15.78 مليون سائح في 2024، وإذا افترضنا معدل نمو طبيعي بين 8-12% سنويا مع تأثير المتحف، فمن الممكن أن نصل إلى 17-18 مليون سائح بحلول 2026، المتحف وحده قد يستقطب ما بين 3-5 ملايين زائر سنويا بناء على سعته وموقعه الاستراتيجي بالقرب من الأهرامات.
هذا بخلاف الإيرادات السياحية التي بلغت حوالي 13.6 مليار دولار في 2023، وارتفعت خلال السنة المالية 2024/2025 بنسبة 16.3%، لتسجل نحو 16.7 مليار دولار، فإذا استمر معدل النمو الطبيعي حتى بدون المتحف عند 12-15% سنويا، فالإيرادات السياحية يجب أن تصل إلى حوالي 19-20 مليار دولار بحلول نهاية 2026، أما مع التأثير الإيجابي لافتتاح المتحف الكبير كعامل جذب عالمي جديد، والحملات الترويجية المصاحبة، والتغطية الإعلامية الدولية، فمن المنطقي توقع قفزة أكبر قد تدفع الإيرادات إلى نطاق 22-25 مليار دولار.
خاصة أن المتحف سيكون محفزا لإطالة مدة الإقامة السياحية وزيادة الإنفاق اليومي للسائح، خاصة في شريحة السياحة الثقافية ذات القوة الشرائية الأعلى، التجربة تظهر أن السائح الثقافي ينفق ضعف ما ينفقه سائح الشواطئ تقريبا، وهذا وحده كفيل برفع متوسط الإيرادات بشكل ملموس حتى لو كانت الزيادة في أعداد السائحين محدودة نسبيا.