فيسبوك
واتساب
قد يُنظر إلى السهر الطويل والعمل المتواصل كعلامة على النشاط والطموح، لكن الحقيقة العلمية تقول العكس. فالجسم الإنساني صُمم ليعمل بكفاءة في دورة من اليقظة والراحة، وأي إخلال بهذه الدورة يفتح الباب أمام اضطرابات تمتد من الدماغ إلى القلب والمناعة.
وفقًا لتقرير نشره موقع Everyday Health، فإن النوم ليس مجرد وقت للراحة، بل عملية حيوية معقدة تتيح للجسم إصلاح أنسجته وتنظيم الهرمونات والحفاظ على توازن الكيمياء الداخلية. وعندما تُنتزع هذه الفرصة بشكل متكرر، تظهر نتائجها على شكل أمراض مزمنة يصعب تجاهلها.
1. تدهور الأداء الذهني وتراجع الذاكرة
العقل يحتاج النوم بقدر ما يحتاجه الجسد. فخلال النوم العميق، يُعيد الدماغ ترتيب المعلومات التي تلقاها طوال اليوم ويحوّلها إلى ذاكرة مستقرة. الحرمان من هذه المرحلة يؤدي إلى ضعف التركيز وصعوبة التعلم وسرعة النسيان، كما تشير أبحاث عديدة إلى أن قلة النوم على المدى الطويل قد تُسرّع تدهور القدرات الإدراكية.
2. اضطراب الجهاز الهرموني وزيادة الوزن
النوم القصير يخلّ بتوازن الهرمونات المسئولة عن الشهية والطاقة. فعند السهر، يرتفع هرمون الجوع (الغريلين) وينخفض هرمون الشبع (اللبتين)، مما يدفع الشخص لتناول كميات أكبر من الطعام دون وعي. هذا الخلل، مع انخفاض معدل الحرق الليلي، يؤدي تدريجيًا إلى زيادة الوزن والسمنة.
3. خلل في سكر الدم ومخاطر السكري
قلة النوم تُضعف استجابة الجسم للأنسولين، وهو الهرمون المنظم لمستوى السكر في الدم. ومع الوقت، يصبح الجسم أقل قدرة على التعامل مع الجلوكوز، مما يزيد من احتمالية الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني حتى لدى الأشخاص غير المصابين به مسبقًا.
4. ارتفاع ضغط الدم والإجهاد القلبي
النوم يمنح القلب فرصة للراحة، فعند النوم ينخفض الضغط ومعدل النبض. أما السهر المستمر، فيبقي الجهاز العصبي في حالة تنبيه دائم، مما يرفع ضغط الدم ويُرهق عضلة القلب. وقد وجدت دراسات واسعة أن من ينامون أقل من خمس ساعات يوميًا أكثر عرضة للنوبات القلبية والسكتات الدماغية.
5. ضعف الجهاز المناعي وسهولة العدوى
الجهاز المناعي يعتمد على النوم لإنتاج الخلايا الدفاعية والأجسام المضادة. عندما تقل ساعات النوم، تقل مقاومة الجسم للفيروسات والبكتيريا، ويصبح أكثر عرضة للعدوى المتكررة مثل نزلات البرد والإنفلونزا. كما تشير بعض الدراسات إلى أن فعالية اللقاحات نفسها تنخفض عند من يعانون من قلة النوم.
