فيسبوك
واتساب
أكد الدكتور هيثم عمران، أستاذ العلوم السياسية، أن قمة شرم الشيخ للسلام لم تكن مجرد تحرك دبلوماسي عابر، بل جاءت تتويجًا لمسار مصري طويل ومتكامل المستويات هدف إلى إعادة القضية الفلسطينية إلى مركز الاهتمام الدولي ورفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني.
أوضح عمران، في مداخلة له على قناة إكسترا نيوز، أن الجهد المصري على مدار العامين الماضيين كان بمثابة مشروع استراتيجي متكامل وليس رد فعل مؤقت. وأشار إلى أن القاهرة أدركت منذ البداية أن إدارة الأزمة لا يمكن اختزالها في وقف إطلاق النار فقط، بل تتطلب رؤية شاملة تربط بين الأمن والسياسة والتنمية والكرامة الإنسانية.
وأضاف أن مصر قادت عملية شاقة من الاتصالات الإقليمية والدولية، ونسقت بين أطراف متناقضة المصالح، حيث فتحت قنوات تواصل مع واشنطن وتل أبيب من جهة، ومع الفصائل الفلسطينية والقوى العربية من جهة أخرى، في محاولة لخلق "توازن دقيق" بين متطلبات الأمن الإقليمي والعدالة الإنسانية.
ولم يقتصر الدور المصري على الدبلوماسية، بحسب عمران، بل امتد ليشمل مسؤولية ميدانية هائلة تمثلت في إدارة معبر رفح وتأمين تدفق المساعدات، ليصبح شريان الحياة الوحيد لقطاع غزة، بالإضافة إلى استقبال الجرحى والنازحين.
واعتبر عمران أن انعقاد القمة على أرض مصرية وبرعاية رئيسها يعد "ترجمة رمزية" لدور مصر التاريخي في صناعة السلام، واعترافًا إقليميًا ودوليًا بمكانتها كضامن موثوق ووسيط نزيه ينطلق من موقع القوة الأخلاقية والسياسية.
واختتم بالتأكيد على أن مصر تطرح السلام كرؤية حضارية تسعى لنزع جذور العنف عبر العدالة والتنمية، لا بالقوة العسكرية، مشددًا على أن مسؤولية مصر الجغرافية والتاريخية لا تتيح لها خيار الحياد، وأن دفاعها عن فلسطين هو دفاع عن استقرار الإقليم بأسره.
