غادر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مدينة شرم الشيخ وهو لا يخفي إعجابه الشديد بما رآه ولمسه على أرض الواقع.. انبهارٌ لم يخفه ترامب، بل حرص على نقله إلى الدائرة المقربة منه قبل أن تطأ قدماه الطائرة عائدًا إلى بلاده.
لم يكن الأمر مجرّد زيارة عابرة، بل كانت – بحسب تعبير أحد مستشاريه – «لحظة فاصلة» أعادت تشكيل صورة مصر في ذهن ترامب، وربما في عقول الكثير من الساسة الأمريكيين الذين طالما رسموا لها ملامح مشوهة. فقد رأى الرئيس الأمريكي مصر كما هي: بلدٌ آمن، مستقر، ومنظم.
شرم الشيخ، تلك المدينة الساحرة التي جمعت العالم على طاولة مفاوضات غزة، قدّمت نفسها أمام ترامب بصورة لم تترك مجالاً للشك في أن مصر ما زالت لاعبًا رئيسيًا في معادلة الشرق الأوسط. الانضباط الأمني، التنظيم الدقيق، والاحترافية العالية التي ظهرت في إدارة الحدث، كانت كفيلة بإسقاط كل ما قرأه أو سمعه من تقارير مضللة صدرت عن بعض المنظمات ووسائل الإعلام الأمريكية.
ترامب الذى كثيرًا ما هاجم الإعلام في بلاده، وجد نفسه هذه المرة أمام مثال حيّ على مدى الفجوة بين الواقع وما يُكتب. ولذلك قالها صراحة:
"ما رأيته في مصر لا يشبه شيئًا مما تنشره صحفنا. هذه دولة قوية، منظمة، وآمنة.. لقد رأيت الحقيقة بعينيّ".
ووفقًا لمصادر مقربة، يعتزم ترامب نقل هذه الانطباعات بشكل مباشر إلى قيادات الحزب الجمهوري، وأعضاء الكونجرس، ووسائل الإعلام الأمريكية، في رسالة واضحة مفادها أن «مصر ليست كما يصوّرها البعض في واشنطن».
لكن ما قاله ترامب لم يكن مجرد انطباع شخصي، بل جاء كصفعة على وجه المنظمات المشبوهة التي بنت دعايتها على الأكاذيب، وروّجت لصورة سوداء عن مصر لسنوات. هذه المنظمات التي تلقّت دعمًا وتمويلًا من جهات مشبوهة، لم يكن هدفها الدفاع عن حقوق أو نشر الحقيقة، بل تنفيذ أجندات تستهدف ضرب استقرار الدولة المصرية من الداخل.
ومن المعروف أن تلك المنظمات كانت تستند في تقاريرها إلى روايات مفبركة مصدرها فئة باعت الوطن بحفنة من الدولارات، تتقدمها جماعة الإخوان الإرهابية ، التي لم تتوقف يومًا عن محاولات تشويه صورة مصر في الخارج، مستغلة منصات دولية وإعلامًا منحازًا لترويج أكاذيبها. هؤلاء ومن على شاكلتهم، سعوا جاهدين لتقديم صورة مشوهة عن بلد ظل ثابتًا في وجه العواصف، آمنًا رغم كل محاولات العبث بأمنه واستقراره.
تصريحات ترامب، التي جاءت عفوية وصريحة، كانت بمثابة صفعة على وجوههم. لأنها لم تصدر من مسؤول مصري أو إعلام محلي، بل من رئيس أمريكي ، وزعيم لحزب له وزن وتأثير في دوائر صنع القرار داخل واشنطن. وهذا ما جعل وقع كلماته أقوى، وتأثيرها أعمق.
فحين يتحدث ترامب عن أمن مصر، فهو لا يجامِل، وحين يصف تنظيم الفعاليات في شرم الشيخ بأنه احترافي ودقيق، فهو ينقل شهادة شاهد عيان رأى بنفسه كيف تُدار الدولة المصرية بوعي واحتراف. وهذا وحده كفيل بتقويض حملات التشويه التي طالما تغذت على الكذب والفبركة.
إن كلمات ترامب ليست فقط رسالة لواشنطن، بل أيضًا صفعة رمزية على وجوه من خانوا وطنهم وباعوه بثمن بخس. وهي في الوقت نفسه اعتراف دولي غير مباشر بمكانة مصر وقوتها، وبأن هذه الدولة لم تعد تنتظر من أحد أن يمنحها شرعية، لأنها ببساطة تصنع شرعيتها بأفعالها، وبما تحققه على أرض الواقع.
ولعل الأيام المقبلة ستكشف أثر هذه الزيارة في كواليس السياسة الأمريكية. فحين يتحدث رجل بحجم ترامب عن مصر بإعجاب ووضوح، فإن دوائر القرار في واشنطن لا يمكن أن تتجاهل ذلك. وربما تكون هذه هي اللحظة التي يعاد فيها رسم الخطوط العريضة لطريقة التعامل مع القاهرة، لا على أساس تقارير مزيفة أو أصوات مأجورة، بل بناءً على واقع تفرضه مصر على الأرض.
ولكل من يتربص بهذا الوطن، ولكل من اعتاد ترويج الأكاذيب عن مصر، أقولها بوضوح: هذه الدولة لا تنتظر شهادة من أحد، ولا تخشى حملات التشويه مهما علت أصواتها. مصر لا ترد بالكلام. بل ترد بالفعل، بالإنجاز، وبالقدرة على فرض حضورها في أصعب الملفات وأعقدها.
أما أولئك الذين باعوا وطنهم بثمن بخس، ورضوا أن يكونوا أدوات في أيدي من يكره مصر، فإنهم لن يحصدوا إلا الخزي. فصوت الحقيقة يعلو مهما طال الزمن، والحقائق التي شهدها ترامب وغيره على أرض شرم الشيخ، ستظل أقوى من كل الأكاذيب التي تُصاغ في الغرف المظلمة.
إن مصر التي عرفوها من بعيد ليست هي مصر التي تُصنع على أرضها المواقف. مصر التي حاولوا تشويهها هي نفسها التي تُثبت يومًا بعد يوم أنها حجر الزاوية في استقرار المنطقة. وأنها، برغم الحملات، قادرة على أن تُبهر العالم بما تفعله لا بما يُقال عنها.
هذه هي مصر من أراد أن يفهمها، فليأتِ ليراها كما رآها ترامب: قوية، آمنة، راسخة لا تهتز، ولا تنكسر.