الأسير الفلسطينى باسم خندقجى: عندما أنهى رواية أشعر كأننى أنجبت طفلًا

قال الروائي الفلسطيني باسم خندقجي بعد خروجه من سجون الاحتلال التي قضى فيها 21 عاما: في البداية، علمت بوصول روايتي إلى القائمة الطويلة لجائزة البوكر العربية عبر إحدى المحاميات المتطوعات التي زارتني في السجن، أما خبر الوصول إلى القائمة القصيرة، فعرفته من خلال مذياع مهرب كنا نحتفظ به في الزنزانة، ومن خلال صوت أمي التي أبلغتني الخبر عبر برنامج "مراسيل الأسرى".

وأَضاف باسم خندقجي في تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع": كانت تلك من أجمل اللحظات في حياتي، أن يصلني صوت أمي ومعه بشرى أدبية كهذه، كنت أتوقع الوصول إلى القائمة القصيرة، وكنت أطمح للفوز، لكن مجرد الوصول كان كافياً في تلك الظروف القاسية، بعد ذلك، ازدادت سياسات الاحتلال قسوة، تمت مصادرة المذياع، وتعرضت للضرب ونُقلت إلى سجن "عسقلان" في مايو 2024، وهو موعد تسليم الجائزة،  لم أكن أعلم أنني فزت بالجائزة إلا عندما اقتحمت وحدة القمع زنزانتي واقتادوني إلى التحقيق لدى جهاز "الشاباك" خلال الاستجواب، ومن طبيعة أسئلتهم حول الرواية، فهمت أنني فزت، بعدها عُزلت لأيام وتعرضت للتنكيل والضرب، تغير تعامل إدارة السجون معي تمامًا بعد الفوز، وأصبح أكثر بطشًا وتعسفًا، وكأن فوزي بالجائزة كان جريمة في نظرهم.

الكتابة في السجن ليست ترفاً

وتابع الروائي الفلسطيني أن الكتابة في السجن ليست ترفاً، بل هي ضرورة في الداخل، تتحول الكلمة إلى فكرة، والفكرة إلى سلاح أقوى من الرصاصة ومن الفاشية، والكلمات والجمل حين تتحول إلى رواية، تصبح وطنًا صغيرًا، هذا الوطن كان يحميني داخل المعتقل، وكان يدفئني في زمن البرد العنصري القارس.

وأكد "خندقجي" أن الكتابة كانت شأنًا يوميًا بالنسبة لي، وعندما أنهي رواية، أشعر كأنني أنجبت طفلًا، كنت أرى رفاقي الأسرى يهربون نطف الحرية لينجبوا أطفالًا، أما أنا فكنت أقول لهم: أن تخرجون أطفالاً من لحم ودم، وأنا أخرج أطفالاً من حبر وكلمات،  وعندما يقرر الأسير أن يكتب، يتحول من أسير إلى مطارد، وتصبح كلماته هي الأخرى مطاردة.