يزخر ساحل البحر الأحمر بالعديد من الشواطىء والمناظر الطبيعية الخلابة، حيث تتمتع أغلب هذه الشواطئ بالعديد من الأنشطة البحرية والسياحية، وخاصة المحميات الطبيعية الممتدة على الساحل منها جزر البحر الأحمر الشمالية، التى تعد من المحميات المهمة والمعروفة على مستوى العالم، إذ أنها تضم أهم مواقع الغوص وأكثرها شهرة حول العالم، ومنها منطقة العرق والفانوس، والتي تقيم بها أسراب كبيرة من الدلافين، مما جعلها مقصدا مهما وموقعاً مميزاً للغطس عالميا.
كما تشكل موقعا مهما لتكاثر العديد من الكائنات البحرية النادرة مثل السلاحف الخضراء كما تحتوى على مساحات شاسعة من الشعاب المرجانية، إضافة إلى محمية وادي الجمال، التى يوجد فيها مجموعة متنوعة من المواقع ذات الأهمية السياحية الكبيرة، ومنها الشواطئ الرملية، والبيئة البحرية الزاخرة بالشعاب المرجانية الفريدة في جمالها كما تضم أشجار المانجروف التي يصل عمرها إلى 250 سنة بداخل البحر، بالإضافة إلى تنوع البيئات الصحراوية والجبلية بالمحمية.
خلال هذا التقرير نرصد أبرز الإجراءات التى نفذتها وزارة البيئة فى تطوير محميات البحر الأحمر ودعم
الإستثمار البيئى فى المحميات الطبيعية، وآخرها مشروع ممارسة النشاط بمحمية وادي الجمال الذى ينفذه أحد المستثمرين الإيطاليين بالتعاون مع المجتمع المحلي بابوغصون بتكلفة تقدر بحوالي مليون 200 ألف يورو .
فى السياق ذاته يصل أغلب سياح العالم لمدن الغردقة ومرسى علم ومدن محافظة البحر الأحمر المختلفة لممارسة النشاط البحرى فى المقام الأول، ويكون دائما الغوص والسنوركلنج هى أهم أفرع النشاط البحرى، حيث يصل الآلاف منهم لممارسة الغوص والسنوركلنج فقط، ويمارس السياح الغوص بشكل متكرر ويومى ويقضون عدة أيام على متن أحد مراكب السفارى البحرى المختلفة، لمشاهدة ما يتميز به قاع البحر الأحمر من طبيعة خلابة وكائنات بحرية فريدة من نوعها قد تكون هى السبب الأساسى والأصلى لجذب السياحى بالبحر الأحمر.
من بين الكائنات البحرية المختلفة وأشهرها السلاحف الخضراء التى تعتبر أهم الكائنات البحرية التى تشهر محبى الغوص بالأمان خلال الغوص، وكذلك أهم عنصر فى سلسلة الكائنات البحرية المختلفة بالبحر الأحمر، حيث تعد من الأنواع الرئيسية فى النظام البيئى البحرى.
ويضم البحر الأحمر عدة أنواع مختلفة من السلاحف أهمها السلاحف الخضراء وهى الأكثر انتشارا، وهى مهددة بالانقراض بشكل كبير، حيث وضعها الاتحاد الدولى للحفاظ على الطبيعة على قائمة الكائنات المهددة بالانقراض، والتى تعد من أقدم الزواحف التى تعيش على البحار والمحيطات.
فيما قال مصدر بوزارة البيئة، ، إنه أصبحت قرية القلعان، التابعة لمدينة مرسى علم، والواقعة داخل نطاق محمية وادى الجمال، أول قرية نموذجية، لتحقيق المحافظة الاستدامة والتنمية السياحية دون تغير فى المعالم الطبيعية، من خلال إدارة محميات البحر الأحمر، إضافة إلى أنها مصدر الطاقة للقرية بالكامل من محطة طاقة شمسية، وتسعى وزارة البيئة لتكون أول القرى الصديقة للبيئة لموقعها المتميز حيث يقع بالقرية غابات المانجروف التى تجذب السياح من شتى دول العالم.
وأضاف المصدر أنه تم إنشاء محطة تحلية للمياه داخل قرية القلعان تعمل أيضا بالطاقة الشمسية، وتضم القرية 14 منزلا خشبيا تشبه منازل قبائل العبابدة، التى تم إنشائها للأهالى من خلال محافظة البحر الأحمر بالتعاون جهات أخرى.
وأوضح المصدر أن القرية بها منفذ لبيع المنتجات اليدوية والتراث البدوى والتى يتم عملها بمشغل ابو غصون، كما تضم مخيم بيئيى سياحى لبيع المشروبات وتقديم الوجبات، مؤكدا أن لقرية القلعان دورًا كبيرًا فى التوازن البيئى، حيث إن أشجار المانجروف الموجود فيها يمتص المياه ويقوم بعملية فلترة الملح، وأن الطيور المهاجرة تنزل تضع بيضها ما بين تلك الأشجار.
مقومات محمية وادى جمال
فى البداية أكد دكتور على أبو سنة علي ان محمية وادي الجمال، أحد أهم المحميات لما تتمتع به من مقومات طبيعية فريدة من نوعها عالميا، مشيرا لخطة الوزارة فى دعم السياحة البيئية بها بالتعاون مع المستثمرين والقطاع الخاص، من أجل توفير تجربة سياحية بيئية فريدة ومتكاملة، حتى ترتقي إلى المستوي العالمي في أسلوب الإدارة والتشغيل.
وأشار أبو سنة فى تصريحات خاصة لليوم السابع، أن أعمال التطوير المحمية تشمل فى المرحلة الأولي ثلاث مكونات، منها تطوير مركز الزور و منطقة الخدمات بشاطئ حنكوراب، اضافة الي إقامة مخيم بيئي بمنطقة أم بيساو، وأن المشروع يعد نموذج متكامل للتنمية المستدامة، إذ انه قائم علي الشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المحلى ويحقق المصالح الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.
المشروع يقدم خدمات لدعم السياحة البيئية و توفير تجربة سياحية فريدة للزوار ، مما يعود بالنفع علي السكان المحليين و المحمية والمحافظة ككل كما يوفر فرص عمل خضراء وغير تقليدية للشباب، مع التزام المنشات والرحلات السياحية، بالاشتراطات البيئية والتعليمات الخاصة بزيارة المحميات وممارسة الأنشطة البحرية، وأيضا أنشطة الغوص والسنوركلينج لحماية الموارد الطبيعية، بالإضافة إلى دراسة سبل دعم الاستثمار بمشاركة جهاز استخدمات الأراضى فى اطار تشجيع الاستثمار البيئى لتوفير تجربة سياحية بيئية متكاملة.
مركز الخدمات والزوار بمحمية وادى مال يقدم عدد من الخدمات لدعم السياحة البيئية، خاصة بعد إعادة التأهيل، وتأكيد وزيرة البيئة دوما على أهمية دور المجتمع المدني في المشاركة في العمل البيئي، وحماية الموارد الطبيعية كمحور أساسي للتنمية البيئية المستدامة لتحقيق رؤية وأهداف مصر التنموية.
يذكر أن جرز البحر الأحمر تعد أحد أهم المناطق الواعدة في السياحة البيئية لما تتمتع به من مقومات طبيعية فريدة من نوعها عالميا تجعلها أيقونة حقيقية للسياحة البيئية في مصر، مشيرًا إلى أن دعم السياحية البيئية والاستثمار بالمحميات يعد أحد المحاور الرئيسية ببرنامج الوزارة خلال الفترة القادمة بالتعاون مع القطاع الخاص لجلب فرص استثمارية جديدة وغير تقليدية تساهم في الوصول إلى المستوي العالمي في إدارة وتشغيل المحميات الطبيعية كأحد الموارد القومية بمصر.