أكد ميسرة بكور، مدير المركز العربي الأوروبي للدراسات، أن العلاقات الاستراتيجية العميقة بين مصر وإيطاليا تمثل ركيزة أساسية لجهود تحقيق الاستقرار في المنطقة، مشيراً إلى أن الموقف الإيطالي المتقدم، على عكس مواقف أوروبية أخرى، يعزز من فرص إيجاد حلول حقيقية للأزمة الحالية.
وفي مداخلة هاتفية من برلين مع قناة "إكسترا نيوز"، أوضح بكور أن رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجيا ميلوني، على الرغم من انتمائها لليمين المتطرف، أظهرت مواقف متقدمة وإدراكًا لأهمية التعاون مع دول المنطقة، وهو ما يعكس فهمها بأن أزمات الشرق الأوسط لم تعد بعيدة عن أوروبا. وقال: "لقد أثبتت الأحداث أن أوروبا ليست فاعلاً رئيسياً في الملفات الدولية، حتى في أزمتها الأوكرانية، وأن زمن الدبلوماسية الناعمة قد انتهى، والمطلوب الآن سياسة ذات أنياب وإجراءات حاسمة".
وشدد بكور على أن القضية الفلسطينية ليست أزمة عابرة بالنسبة لمصر، بل هي "ثابت تاريخي" منذ قرار التقسيم عام 1948. وأضاف أن الهدف الأسمى الآن يتجاوز مجرد وقف الحرب وإعادة الإعمار، ليصل إلى إيجاد ضمانات حقيقية تمنع تكرار الصراع.
وفي هذا السياق، طالب بكور الدول الأوروبية باتخاذ خطوات ملموسة، قائلاً: "أكبر ضمانة يمكن تقديمها هي الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين وتبادل السفراء. حينها، لن يكون أي اعتداء إسرائيلي مجرد عملية عسكرية، بل عدوان على دولة معترف بها، مما يفتح الباب لمحاكمات دولية وفقاً لقوانين مجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية". واعتبر أن هذه الخطوة هي السبيل الوحيد لكسر دائرة العنف المتكررة وتحقيق استقرار دائم.