وصف الدكتور سعيد الزغبي، أستاذ العلوم السياسية، اتفاق وقف الحرب في قطاع غزة الذي تم التوصل إليه في شرم الشيخ بأنه "هدنة مستدامة" تختلف جوهريًا عن الهدن السابقة المؤقتة، مؤكدًا أن هذا الإنجاز يمثل انتصارًا للدبلوماسية المصرية ويعكس الرؤية الاستشرافية للقيادة السياسية.
وفي مداخلة هاتفية مع الإعلامية حنان بديني عبر قناة "إكسترا نيوز"، أشار الزغبي إلى أن شهر أكتوبر يحمل رمزية خاصة بكونه شهر الانتصارات للأمة العربية منذ عام 1973، مؤكدًا أن شرم الشيخ، "أيقونة السلام"، كانت دائمًا منصة للقاء صناع السلام، مما جعلها المكان الطبيعي لاحتضان هذا الاتفاق التاريخي.
وقال الزغبي: "هذه المرة، الأمر مختلف. نحن لا نتحدث عن هدنة لأسابيع أو أشهر، بل عن هدنة مستدامة، وهذا ما سعت إليه مصر منذ البداية". وأضاف أن بنود الاتفاق تتوافق إلى حد كبير مع "الروشتة المصرية" التي طُرحت في قمة القاهرة للسلام في 21 أكتوبر الماضي، والتي تبنتها لاحقًا الإدارة الأمريكية في خطتها، خاصة فيما يتعلق بربط إعادة الإعمار برفض التهجير القسري.
وحول الدور الأمريكي، اعتبر الزغبي أن الولايات المتحدة منحت "تفويضًا سياسيًا" للرئيس عبد الفتاح السيسي لإدارة ملف السلام في المنطقة، إيمانًا منها بقدرة مصر على استشراف المستقبل والتعامل مع تعقيدات المشهد. وأضاف: "الولايات المتحدة أدركت أن مصر لديها رؤية استشرافية عالية جدًا، وهذا ما دفعها لدعم الدور المصري المحوري".
وعن السيناريوهات المستقبلية، أوضح الزغبي أن السيناريو الأول هو التطبيق الكامل للاتفاق، بينما يتمثل السيناريو الثاني في ظهور عراقيل من الجانب الإسرائيلي أو شروط جديدة من حركة حماس. ورغم ذلك، أكد أن وجود إرادة سياسية دولية وعربية، بقيادة مصر، يرجح كفة إنجاح الاتفاق.
واختتم الدكتور الزغبي حديثه بالتأكيد على أن دور مصر ليس مجرد وساطة، بل هو دور فاعل في حل الأزمة، نابع من كون القضية الفلسطينية ثابتًا من ثوابت السياسة الخارجية المصرية، مشيرًا إلى أن مصر لم ولن تنسى القضية الفلسطينية، ووقفت حائط صد منيع أمام مخططات تصفيتها.