في مثل هذا اليوم رحل عن عالمنا الشاعر الكبير أحمد شوقي، الذي يعد أحد أبرز أعلام الشعر العربي في العصر الحديث، إذ رحل عن عالمنا في 14 أكتوبر عام 1932م، وقد لقب بأمير الشعراء تتويجًا لشعره وإبداعه المميز، كما أنه رمز من رموز الشعر العربى فى مصر والوطن العربى، شعره يدرس في مدارسنا إلى يومنا هذا، كما ترك أرث من الكتب والدواوين الشعرية التى دائمًا ما تقاوم الزمن.
وقد عبر شوقي كثيرًا عن حبه لوطنه وانتمائه لمصر وكل ما تقدمه الدولة لأبنائها منذ القدم، فقد كتب لها وعنها الكثير من القصائد والأبيات الشعرية المختلفة، فدائمًا ما تجد شعره موجود في كل مناسبة مرت في تلك الفترة، حيث كتب عن النيل وعن الأهرامات وعن ملوك مصر والأمراء وغيرهم، ومن بين تلك القصائد قصيدة "اختلاف النهار والليل ينسي" التي يقول فيها:
اِختِلافُ النَهارِ وَاللَيلِ يُنسي
اُذكُرا لِيَ الصِبا وَأَيّامَ أُنسي
وَصِفا لي مُلاوَةً مِن شَبابٍ
صُوِّرَت مِن تَصَوُّراتٍ وَمَسِّ
عَصَفَت كالصَّبَا اللَعوبِ وَمَرَّت
سِنَةً حُلوَةً وَلَذَّةُ خَلسِ
وَسَلا مِصرَ هَل سَلا القَلبُ عَنها
أَو أَسا جُرحَهُ الزَمانَ المُؤَسّي
كُلَّما مَرَّتِ اللَيالي عَلَيهِ
رَقَّ وَالعَهدُ في اللَيالي تُقَسّي
مُستَطارٌ إِذا البَواخِرُ رَنَّت
أَوَّلَ اللَيلِ أَو عَوَت بَعدَ جَرسِ
راهِبٌ في الضُلوعِ لِلسُفنِ فَطنُ
كُلَّما ثُرنَ شاعَهُنَّ بِنَقسِ
يا اِبنَةَ اليَمِّ ما أَبوكِ بَخيلٌ
ما لَهُ مولَعاً بِمَنعٍ وَحَبسِ
أَحرامٌ عَلى بَلابِلِهِ الدَو
حُ حَلالٌ لِلطَيرِ مِن كُلِّ جِنسِ
كُلُّ دارٍ أَحَقُّ بِالأَهلِ إِلّا
في خَبيثٍ مِنَ المَذاهِبِ رِجسِ
نَفسي مِرجَلٌ وَقَلبي شِراعٌ
بِهِما في الدُموعِ سيري وَأَرسي
وَاِجعَلي وَجهَكِ الفَنارَ وَمَجرا
كِ يَدَ الثَغرِ بَينَ رَملٍ وَمَكسِ
وَطَني لَو شُغِلتُ بِالخُلدِ عَنهُ
نازَعَتني إِلَيهِ في الخُلدِ نَفسي