من رجال ريا وسكينة إلى هوامش المقريزى.. رحلة صلاح عيسى مع التاريخ الشعبى

فى مثل هذا اليوم، تحل ذكرى ميلاد الكاتب والمؤرخ والصحفى الكبير صلاح عيسى، الذى ولد فى 14 أكتوبر عام 1939، ويعتبر الراحل أحد أبرز الأصوات التي جمعت بين القلم والموقف، وبين الوثيقة والحكاية.

وثق صلاح عيسى في كتبه الكثير من الأحداث التاريخية، باعتباره شاهدًا عليها ونقدًا لها، فكان يقرأ الماضي بعين الحاضر، ويعيد صياغته بأسلوب يجمع بين دقة الباحث وسحر القاص، وعلى مدار أكثر من نصف قرن، ظلّ صوته مميزًا في المشهد الثقافي المصري والعربي، فكتبه ليست مجرد سردٍ للأحداث، بل إعادة كتابة للتاريخ من وجهة نظر الشعب لا الحكّام، ومن بين دفاتر المهمّشين لا قصور السلاطين.

أصدر خلال حياته نحو 20 كتابًا في التاريخ والفكر والسياسة والمجتمع، من بينها: رجال ريا وسكينة، ومثقفون وعسكر، ودستور في صندوق القمامة، ومأساة مدام فهمي، وحكايات من دفتر الوطن، وهوامش المقريزي، ورجال مرج دابق... وغيرها من الأعمال التي أصبحت علامات بارزة في الذاكرة الثقافية المصرية.

رجال ريا وسكينة.. سيرة سياسية واجتماعية للشر والسلطة

في هذا العمل الفريد، يقدّم صلاح عيسى قراءة غير مسبوقة لجريمة هزّت المجتمع المصري مطلع القرن العشرين، مستندًا إلى الوثائق الرسمية والأرشيفات الصحفية، ليحوّل الحكاية من أسطورة مخيفة إلى دراسة اجتماعية تكشف حال مصر السياسية والاقتصادية آنذاك.

حكايات من دفتر الوطن.. التاريخ كما لم يُكتب من قبل

مجموعة من ثلاث عشرة حكاية واقعية، يعيد من خلالها عيسى تقديم مصر من منظور الحكاية الشعبية والوثيقة التاريخية، كاشفًا عن وجوه منسية من تاريخ الوطن، ومؤكدًا أن التاريخ الحقيقي هو ما تصنعه الشعوب لا ما يكتبه الساسة.

مأساة مدام فهمي.. صراع الحضارات في قاعة المحكمة

يروي صلاح عيسى في هذا الكتاب حادثة مثيرة جمعت بين الأرستقراطية المصرية والاستعمار الثقافي، ليكشف كيف تحولت جريمة قتل إلى معركة فكرية بين الشرق والغرب، في واحدة من أكثر قضايا العشرينيات جدلًا.

هوامش المقريزي.. 180 حكاية من مصر التي لا يعرفها أحد

كتاب يمزج بين المتعة والمعرفة، يقدّم فيه عيسى حكايات منسية من العصور الوسطى حتى ثورة 1919، ويؤكد أن الشعب المصري هو البطل الحقيقي في كل الأزمنة.

رجال مرج دابق.. حين أعاد عيسى كتابة الفتح العثماني من منظور الناس

بأسلوبه المعتاد الذي يجعل التاريخ حيًّا نابضًا، كتب صلاح عيسى قصة الفتح العثماني لمصر والشام، لا من وجهة نظر السلاطين، بل من زاوية الجنود والفلاحين والناس الذين صنعوا الحدث بدمائهم ومعاناتهم.