أكد الدكتور هاني البسوس، أستاذ العلوم السياسية، أن كلمة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمام الكنيست الإسرائيلي لم تحمل أي جديد، بل جاءت كتأكيد على مواقفه السابقة القائمة على مبدأ "السلام عبر القوة"، مشيرًا إلى أن التطور الحقيقي يكمن في التحول البراغماتي لحركة حماس التي أصبحت مستعدة لتسليم "كل ما لديها" مقابل وقف دائم لإطلاق النار.
وفي مداخلة هاتفية مع الإعلامي أحمد سالم عبر برنامج "كلمة أخيرة"، أوضح البسوس أن ترامب يتحدث كشخصية سياسية ذات رؤية استراتيجية، ولن يخوض في التفاصيل الدقيقة خلال خطاباته العامة. وقال: "ترامب يركز على الصورة الكبرى: السلام والأمن والاستثمار طويل الأمد في المنطقة، وسيستبعد الخوض في تفاصيل القضية الفلسطينية، باستثناء التركيز على نزع سلاح حماس وتوسيع التطبيع".
واعتبر البسوس أن التغيير الجذري يكمن في موقف حركة حماس، التي "فقدت معظم قاعدتها الشعبية" بعد عامين من الحرب. وأضاف: "حماس أصبحت أكثر براجماتية، وسلمت بأن معادلة المحتجزين والسلاح مقابل وقف دائم لإطلاق النار هي الحل الوحيد. لقد تخلصت من الورقة التي كانت تمتلكها، ويبدو أن فكرها قد تغير، حيث أصبحت مستعدة للقبول بكل الإملاءات التي جاءت في خطة ترامب".
وأكد البسوس أن هذا التحول لم يكن ليحدث لولا الضغوط التي مارسها الوسطاء، وعلى رأسهم مصر وقطر وتركيا، لإقناع حماس بالتنازل عن اشتراطاتها السابقة.
وربط البسوس بين التطورات الحالية ومستقبل التطبيع في المنطقة، مشيرًا إلى أن إقامة الدولة الفلسطينية تظل شرطًا أساسيًا. وقال: "لا يمكن أن تنفصل هذه الجهود عن الحالة الفلسطينية الأوسع. المملكة العربية السعودية، كمرشد للعالم الإسلامي، أوضحت أن التطبيع مع إسرائيل لن يتم دون إقامة دولة فلسطينية". واعتبر أن قمة شرم الشيخ تمثل بداية لمفاوضات جديدة قد تقود إلى تسوية شاملة، وليس مجرد حل لأزمة غزة.