أكد الكاتب الصحفي عماد الدين حسين، رئيس تحرير جريدة الشروق، أن النجاح الدبلوماسي الذي شهدته "قمة شرم الشيخ للسلام" لم يكن متوقعًا قبل أسابيع قليلة، مشيرًا إلى أن الموقف المصري الحاسم، إلى جانب تحولات استراتيجية في المنطقة، شكّلا نقطة تحول أجبرت القوى الدولية على تغيير مسارها والتوجه نحو الحل.
وأوضح حسين، خلال حوار مع الإعلامي أحمد سالم في برنامج "كلمة أخيرة" على قناة "ON"، أن الأجواء الدولية في بداية الأزمة كانت تشير إلى استمرار الحرب، في ظل إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على مواصلة العمليات العسكرية وغياب ضغط حقيقي من الإدارة الأمريكية آنذاك.
واعتبر حسين أن "نقطة التحول" الجوهرية جاءت من عدة عوامل، أبرزها: الموقف المصري الثابت: حيث أعلنت مصر منذ اليوم الأول رفضها القاطع لمخطط تهجير الفلسطينيين، وهو ما عبر عنه الرئيس عبد الفتاح السيسي بوضوح، مما وضع خطًا أحمر أمام أي محاولة لتصفية القضية.. التحولات الإقليمية: حيث أشار إلى أن الاعتداءات الإسرائيلية على دول مثل قطر، أدت إلى اهتزاز ثقة دول الخليج في الحماية الأمريكية، مما دفعها للبحث عن تحالفات جديدة، مثل الاتفاق الدفاعي السعودي الباكستاني، وهو ما أرسل رسالة قوية لواشنطن بأن مصالحها في المنطقة أصبحت مهددة.
وأضاف حسين: "العالم لا يدار بالعواطف بل بالمصالح وأوراق القوة. عندما شعرت الولايات المتحدة أن مصالحها قد تتأثر بسبب استمرار دعمها غير المشروط لإسرائيل، بدأت في ممارسة ضغط حقيقي لوقف الحرب".
واختتم حسين تحليله مؤكدًا أن انعقاد القمة في شرم الشيخ بهذا الحضور الدولي الرفيع، ومجيء قادة العالم إلى مصر، هو في حد ذاته شهادة على ثقل مصر الدبلوماسي ودورها المحوري الذي لا يمكن تجاوزه في المنطقة. وقد تخلل اللقاء عرض مشاهد لوصول مواكب قادة العالم إلى شرم الشيخ واستقبال الرئيس السيسي لهم، مما عكس الأهمية الكبرى للقمة.