أكد الدكتور محمد عثمان، الباحث في العلاقات الدولية، أن الإشادة الأمريكية بالدور المصري في التعامل مع الحرب الأخيرة في غزة لم تكن مفاجئة، بل جاءت نتيجة مباشرة للثبات والحرفية العالية التي أدارت بها القاهرة الأزمة منذ لحظتها الأولى.
وفي تحليله للإشادة التي صدرت عن الرئيس الأمريكي ومبعوثه للشرق الأوسط، أوضح الدكتور عثمان، خلال مداخلة هاتفية بقناة اكسترا نيوز، أن مصر تعاملت مع الملف "بقدر كبير جدًا من الحرفية والمهنية والتجرد"، وهو ما جعلها تكتسب احترام "الخصم قبل الصديق".
وشدد عثمان على أن الموقف المصري انطلق من ثوابت واضحة لم تتغير طوال فترة الحرب، قائلًا: "المنطلقات التي تحرك من خلالها الموقف المصري ظلت ثابتة منذ اللحظة الأولى لهذه الحرب وحتى نهايتها"، ولخص هذه المبادئ في النقاط التالية: الإصرار على وقف إطلاق النار، المطالبة بانسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، الرفض القاطع لمخططات التهجير، وقطع الطريق أمام أي محاولة لتصفية القضية الفلسطينية.
وأشار الدكتور عثمان إلى أن هذا الموقف الثابت تعارض في بعض الأحيان مع "مصالح الولايات المتحدة أو رؤية الولايات المتحدة في مرحلة معينة"، ومع ذلك، نجحت مصر من خلال الدبلوماسية الهادئة والرصينة في فرض رؤيتها، وأضاف: "ثبات الموقف المصري وتسويقها له بشكل هادئ ورصين من خلال الحوار، جعل مصر تكتسب قدرًا كبيرًا جدًا من الاحترام".