تناولت الصحف الإسبانية الصادرة اليوم باهتمام واسع القمة الدولية المرتقبة في مدينة شرم الشيخ ، والتى من المقرر أن تجمع قادة العالم لتوقيع اتفاق السلام النهائي بين إسرائيل وحركة حماس، بعد حرب مدمرة استمرت قرابة عامين وأوقعت آلاف الضحايا فى غزة.
وأكدت صحيفة الباييس أن رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز سيكون من بين القادة الحاضرين في القمة التي يستضيفها الرئيس عبد الفتاح السيسي، بمشاركة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وعدد من زعماء الدول الأوروبية والعربية، ووصفت الصحيفة اللقاء بأنه ، الفرصة الأهم منذ سنوات لإحلال سلام دائم في الشرق الأوسط بعد حرب أرهقت الجميع.
وأوضحت الصحيفة أن مشاركة سانشيز تأتي في إطار دعم الاتحاد الأوروبي للمبادرة المصرية ، التي نجحت في انتزاع اتفاق لوقف إطلاق النار تم التوصل إليه الأسبوع الماضي في شرم الشيخ، بعد مفاوضات قادها جاريد كوشنر المبعوث الأمريكي السابق للشرق الأوسط بمشاركة دبلوماسيين من مصر وقطر.
وقالت الصحيفة إن حضور سانشيز يعكس ، رغبة مدريد في لعب دور فاعل داخل الاتحاد الأوروبي لدعم الاستقرار في المنطقة"، مشيرة إلى أن سانشيز سيُلقي كلمة خلال القمة يؤكد فيها التزام بلاده بـ إعادة إعمار غزة وتعزيز فرص التنمية في الأراضي الفلسطينية، إضافة إلى دعم حل الدولتين باعتباره ،الطريق الوحيد لتحقيق سلام دائم وعادل.
من جانبها، وصفت صحيفة لابانجورديا الإسبانية القمة بأنها لحظة مفصلية في تاريخ الشرق الأوسط، مشيرةً إلى أن مصر نجحت في توظيف ثقلها الإقليمي لإقناع الأطراف المتنازعة بالجلوس إلى طاولة واحدة، وأشادت الصحيفة بـ الجهود المتواصلة للقاهرة التي جمعت على أرضها المفاوضين طوال الأشهر الماضية، في وقت كانت الحرب في غزة تهدد بانفجار شامل في المنطقة.
أما صحيفة الموندو، فنقلت إلى أن إسبانيا كانت من أوائل الدول الأوروبية التى رحبت رسميا بالاتفاق المبدئى ، معتبرة أن مشاركة سانشيز تمنح بعدا سياسيا أوروبيا جديدا للجهود الرامية إلى تثبيت الهدنة، وأضافت أن مدريد تنسق بشكل وثيق مع بروكسل والقاهرة، من أجل ضمان إطلاق خطة إنسانية أوروبية لدعم القطاع الصحى والتعليمى فى غزة ضمن المرحلة الثانية من الاتفاق.
ونقلت الصحيفة عن مصادر دبلوماسية أن القمة ستشهد الإعلان عن خطة ثلاثية لإعادة إعمار غزة بتمويل مشترك من الاتحاد الأوروبي ودول الخليج، إلى جانب إنشاء آلية رقابة دولية للإشراف على تنفيذ بنود الاتفاق وضمان استمرارية وقف إطلاق النار.
وأبرزت وسائل الإعلام الإسبانية أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيزور إسرائيل قبل توجهه إلى مصر، حيث سيلتقي برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ويلقي خطابا أمام الكنيست، فيما من المنتظر أن يجتمع مع عائلات الرهائن الإسرائيليين.
وأشارت صحيفة إيه بى سى الإسبانية إلى أن سانشيز إلى جانب قادة الولايات المتحدة ومصر وإيطاليا وفرنسا ، ويعزز موقع إسبانيا كصوت معتدل داخل الاتحاد الأوروبى يدعو إلى التوازن بين أمن إسرائيل وحقوق الفلسطينيين.
وفي ختام تغطيتها، أكدت الصحف الإسبانية أن القمة تأتى فى لحظة تاريخية بعد عامين من الدمار والمعاناة في غزة، مشيرة إلى أن المشاركة الأوروبية، وخصوصا الإسبانية، تشكل ضمانة سياسية لمتابعة تنفيذ الاتفاق على أرض الواقع.