يوم تلو الآخر، تثبت المرأة قوتها فى عالم السياسة وقدراتها الكبيرة فى الريادة السياسية، فقد أصبحت تتولى مناصب غير مسبوقة فى دول العالم المختلفة، ومع فوز ماريا كورينا ماتشادو، بـ جائزة نويل للسلام لعام 2025، عاد الحديث للدور المتصاعد للقيادات النسائية فى رسم مستقبل خاص بالدول.
فماريا كورينا، الملقبة بالمرأة الحديدية فى فنزويلا، تحولت إلى رمز عالمى للنضال ضد الديكتاتورية، نالت الجائرة اعترافا بشجاعتها فى مواجهة نظام نيكولاس مادورو، وتأكيدا على أن الصوت النسائى أصبح اليوم قوة تغيير عالمية.

أما فى أوروبا فقد تمكنت النساء من تحقيق تقدما فى الحياة السياسية، وهو ما ظهر اثر فوز أورسولا فون دير لاين، للمفوضية الأوروبية لولاية ثانية، بالإضافة إلى كاجا كالاس، رئيسة دبلوماسية الاتحاد الأوروبى، وأيضا روبرتا ميتسولا، رئيسة للبرلمان الأوروبى، كما تتقدم رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلونى بشكل ملحوظ.
وبرزت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، كواحدة من أقوى النساء فى العالم. قادت الاتحاد الأوروبى خلال أزمات متلاحقة - من جائحة كورونا إلى الحرب فى أوكرانيا - واستطاعت الحفاظ على وحدة الموقف الأوروبى رغم الانقسامات، بصوت هادئ وقرارات محسوبة، أرست مبدأ الصلابة بالعقل، وأثبتت أن القيادة النسائية ليست ناعمة بالضرورة، بل قادرة على إدارة أصعب الملفات بذكاء ومرونة.

كما هو الحال فى إيطاليا، حيث أن ميلونى فاجأت العالم بصعودها السريع إلى رئاسة الحكومة فى 2022، كأول امرأة تتولى هذا المنصب، وأصبحت رقما صعبا فى السياسة الأوروبية، بفضل نجاحها فى الحفاظ على استقرار حكومتها.
كما تظهر تجربة كاميلا فاليخو، وزيرة شئون الرئاسة فى تشيلى، التى كانت قائدة طلابية تواجه قوات الأمن فى الشوراع ثم تحولت إلى أحد أعمدة الحكم الديمقراطى فى بلادها، حيث تمثل فاليخو جيلا جددا من النساء اللاتى يدخلن السياسة بعقلية التجديد والعدالة الاجتماعية.
كما برزت فى آسيا جاسيندا أرديرن، التى قادت نيوزيلندا باحترافية وإنسانية نادرتين. واجهت الإرهاب بجسد الدولة لا بسلاحها، وأدارت جائحة كورونا بقرارات حاسمة جعلت بلادها من أكثر الدول أمانًا. تركت الحكم طوعًا عام 2023، لكنها غادرت المشهد السياسى، هى تلقب بـ الزعيمة التى أعادت تعريف القوة بالرحمة.
وفى أفريقيا، يظل اسم إلين جونسون سيرليف محفورًا فى الذاكرة بوصفها أول رئيسة منتخبة فى القارة السوداء. قادت ليبيريا بعد حرب أهلية، وأعادت بناء مؤسساتها، ونالت جائزة نوبل للسلام عام 2011، لتصبح أيقونة للنساء فى القيادة والتنمية.

أما فى المكسيك، فقد تمكنت كلوديا شينباوم، من الوصول إلى رئاسة المكسيك لتصبح أول امرأة تصل إلى هذا المنصب، لتنضم إلى مجموعة من النساء اللاتى تربعن على العرش، من أمريكا اللاتينية وأوروبا، حيث تمكنت سيدات من تحقيق نجاحات.
وتعتبر كلوديا شينباوم، الرئيسة السابقة لحكومة مكسيكو سيتى، هى أول امرأة تتولى رئاسة البلاد فى تاريخها، وأصبحت خليفة أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، وشكلت شينباوم علامة فارقة بكونها أول امرأة يتم انتخابها رئيسة لحكومة مكسيكو سيتى، وولدت كلوديا البالغة 61 عاما فى مدينة مكسيكو، وحاصلة على شهادة فى الفيزياء والماجستير والدكتوراه فى الهندسة.