عيد ميلاد الهضبة.. رحلة عمرو دياب في السينما.. ناشط اجتماعي داعم لأطفال الشوارع في العفاريت.. طموح يجري وراء حلمه بـ"آيس كريم في جليم".. وأهلا بيك في وطنك لازمة أدهم لبش فتوة مصر الجديدة في "ضحك ولعب وجد وحب"

عام جديد يُضاف إلى مسيرة الهضبة عمرو دياب، المطرب والفنان الذي كتب اسمه بحروف من نور وذهب في تاريخ الموسيقى العربية بل تجاوزت شهرته وأعماله حدود العالمية كواحدٍ من أبرز أساطير الغناء العربي والذي جعل من مسيرته الفنية عنوانًا للتجدد والاستمرار محافظًا على توهجه وبريقه الفني على مدار أكثر من 4 عقود من الزمان.

يحتفل الهضبة اليوم بعيد ميلاده الـ 64، إذ وُلد في 11 أكتوبر بمدينة بورسعيد الباسلة، وعلى مدار نحو 43 عامًا من مسيرته الفنية التي انطلقت عام 1983، جاء عيد ميلاده هذا العام تزامنًا مع نجاح ألبومه الأخير "ابتدينا"، الذي حقق نجاحًا خلابًا وفريدًا، مؤكدًا مكانته كأيقونة موسيقية حية في وجدان وذاكرة الأجيال.

إلى جانب مسيرته الغنائية التي قدّم خلالها عشرات الألبومات ومئات الأغاني، حقق عمرو دياب نجاحًا ملحوظًا في مجال السينما من خلال خوضه تجربة التمثيل، وعلى الرغم من أن هذه التجربة لم تكن طويلة مقارنة بمسيرته الغنائية، إلا أنها ساهمت في تعزيز مكانته كفنان شامل، ومع مرور الوقت قرر الهضبة التركيز بشكل أكبر على الغناء الذي حقق فيه نجاحًا منقطع النظير طوال سنوات عديدة.

الهضبة من فيلم العفاريت

ورغم ندرتها، شكّلت مشاركات عمرو دياب في السينما محطات مؤثرة، آخر هذه المحطات كان منذ نحو 32 عاماً وتحديداً في فيلم "ضحك ولعب وجد وحب" عام 1993، الذي جمعه بالنجمين عمر الشريف ويسرا، مسجلاً بصمة خالدة في تاريخ السينما المصرية، وقبل هذا العمل شارك الهضبة في ثلاثة أفلام أخرى اثنان منها بطولة مطلقة وواحد ةكضيف شرف، وهذه التجارب أضافت بُعداً جديداً لإبداعه وأكدت تنوع مواهبه الفنية سنسلط الضوء عليها في السطور القادمة.

عمرو مع الطفلة هديل في العفاريت

السجينتان "ضيف شرف"

ظهر عمرو دياب لأول مرة في السينما من خلال الفيلم الذي تشاركا في بطولته إلهام شاهين وسماح أنور، وتم عرضه عام 1988، وكان هذا الظهور بشخصيته ومهنته الحقيقة كمطرب في الملاهي الليلية، وهي أيضا في فترة حقيقية مقاربة لعمله في ملاهي شارع الهرم، فيما استغل صناع الفيلم نجاح الهضبة بألبوم "ميال" وأغنية "هلا هلا" اللي حققت نجاحا مدهشا وكانت نقطة نحول فارقة في مشوار دياب الغنائي.

الهضبة في السجينتان

العفاريت.. ناشط اجتماعي مدافع عن أطفال الشوارع

واصل عمرو دياب ظهوره بشخصيته الحقيقية في فيلم "العفاريت"، الذي يُعد أول بطولة سينمائية رئيسية له، بمشاركة نجمة الشباك في تلك الفترة النجمة الراحلة مديحة كامل، وقدّم عمرو في الفيلم دور مطرب، لكنه لم يقتصر على ذلك بل تجسّد دوره كناشط اجتماعي مدافع عن أطفال الشوارع وتشردهم، الذين تستغلهم عصابة "الكاتعة" في أعمال السرقة والنشل وتجارة المخدرات.

عمرو دياب ومديحة كامل في العفاريت

سعى "الهضبة" خلال أحداث الفيلم إلى مساعدة مديحة كامل في البحث عن ابنتها المخطوفة، لكن الرسالة الأعمق كانت تسليط الضوء على محاولاته لإنقاذ هؤلاء الأطفال من قسوة الشارع ومخاطره، والتأكيد على حقهم في حياة كريمة تشمل المأكل والمشرب والتعليم والرعاية، وقد وظف عمرو دياب أغنيتين من ألحانه وكلمات الشاعر الراحل مجدي النجار لخدمة سياق الفيلم، هما "عودي يا بلية" و"حرام" واللتان كان لهما دور فني ورسالة لتعزيز مضمون القضية.

فيلم العفاريت

آيس كريم في جليم.. متمرد وطموح وبداية تحديث الموسيقى

يُعد فيلم "آيس كريم في جليم" واحدًا من أبرز الأفلام التي ناقشت قضايا الشباب في تسعينيات القرن الماضي وقد تحوّل إلى أيقونة من أيقونات السينما المصرية، خلال تلك الفترة صُنّف الفيلم كأحد الأعمال التي عبّرت عن جيل متمرّد على الواقع المحبط وسعى لكسر القيود المفروضة على المواهب الحقيقية.

عمرو وسيمون آيس كريم في جليم

جسّد عمرو دياب في الفيلم شخصية الشاب الطموح الساعي لتحقيق حلمه في الغناء، في مواجهة العديد من الصعوبات والعقبات، ورغم التحديات لم يفقد الأمل بل انطلق في رحلة شاقة عبر الشوارع بحثًا عن فرصة، في قصة تعكس إلى حد كبير ملامح من سيرته الذاتية وكفاحه نحو النجومية.

الهضبة في آيس كريم في جليم

في هذا العمل قدّم "الهضبة" رؤية فنية حداثية من خلال دعمه لمنهج التحديث الموسيقي، حيث سعى لدمج الموسيقى العربية بالغربية، برز ذلك في إدراجه لأنماط موسيقية جديدة آنذاك، مثل الراب والراي، من خلال أغنيتي "Hello Africa" للرابرز النيجيري السويدي " Dr. Alban" و"Cheba" للشاب خالد، كما سلّط الضوء على الموسيقى الغربية باستخدام "الوكمان" في بعض المشاهد مع استعراض موسيقى موزارت، ليعكس تنوعه الموسيقي وجرأته في التجريب، ولخّص عمرو دياب هذه الفكرة في جملة حوارية مع صديقيه نور وزرياب حين قال: "عشان نوصل للناس والشباب، لازم نقدملهم الموسيقى بالشكل الجديد اللي هم بيسمعوه."

آيس كريم في جليم

ضحك ولعب وجد وحب.. فتوة مصر الجديدة

يُعد هذا الفيلم المحطة الأخيرة حتى الآن في المسيرة السينمائية لعمرو دياب، الذي شكّل تحولًا كبيرًا في طبيعة الأدوار التي قدّمها سابقًا، فجسّد في هذا العمل شخصية "أدهم لبش"، فتوة مصر الجديدة، مفتول العضلات وصاحب الهيبة الذي يهابه الناس، بينما يراه أصدقاؤه على طريقة "روبن هود" الرجل القوي الذي يستخدم نفوذه لحماية الضعفاء ونصرة المظلومين.

أدهم لبش

شارك في بطولة الفيلم إلى جانب "الهضبة" كل من النجم العالمي الراحل عمر الشريف، والنجمة الكبيرة يسرا، مما منح العمل بُعدًا فنيًا وثقلاً جماهيريًا، وتدور أحداثه في عام 1968، عقب نكسة يونيو، وتُختتم بانتصار أكتوبر عام 1973، بالتوازي مع نهاية "أدهم لبش" كفتوة الحي، بينما تُعزف في الخلفية أغنية "دوامة الحياة" التي تلخّص رمزيًا رحلة بطل العمل.

الهضبة مع النجم العالمي عمر الشريف

في هذا الفيلم، خرج عمرو دياب عن النمط التقليدي لأدواره السابقة، ليقدّم أداءً تمثيليًا مختلفًا، ويعبّر عن تمردٍ فني واجتماعي واضح، خاصة في صراعه مع القيم الطبقية والاجتماعية التي يمثلها والده ضابط المخابرات، ويتجلى هذا التمرّد في علاقة الحب التي جمعته بفتاة الليل "إش إش"، التي قررت التوبة والزواج به، ما أدخله في صدام مباشر مع والده تطوّر إلى تهديد سمعته ومكانته في العمل، كاشفًا صراعًا داخليًا بين الانتماء العائلي والاختيار الشخصي.

عمرو ويسرا ضحك ولعب وجد وحب

عمرو دياب فتوة مصر الجديدة وفي الخلفية هشام المليجي وهادي الباجوري

عمرو دياب في كواليس ضحك ولعب وجد وحب