أكد الدكتور محمد عبد العظيم الشيمي، أستاذ العلوم السياسية، أن الدور المصري في التوصل لاتفاق وقف الحرب في قطاع غزة لا يقتصر على الوساطة فحسب، بل يمثل الضمانة الأساسية لنجاحه وتنفيذه، وذلك بفضل ما تمتلكه القاهرة من خبرة تاريخية عميقة في التعامل مع كافة الأطراف وأدوات اتصال فريدة لا يمتلكها غيرها.
وفي تحليله للاتفاق الجديد، أوضح الشيمي، خلال لقائه بقناة "إكسترا نيوز"، أن الإصرار الدائم على الدور المصري من قبل جميع الأطراف الدولية والإقليمية ينبع من كون مصر "دولة محورية" لديها رؤية شاملة وخبرات تفاوضية طويلة، والأهم من ذلك، قدرتها على التواصل المباشر مع جميع الفصائل الفلسطينية دون استثناء، وهو ما يساعد على ترتيب البيت الفلسطيني من الداخل ورأب الصدع الذي حذرت منه مصر مراراً.
وشدد الشيمي، على أن التحدي الأكبر لا يكمن فقط في التوصل إلى اتفاق، بل في ضمان عدم "المراوغة والتحايل" من الجانب الإسرائيلي، وهي سمة تكررت في اتفاقيات سابقة. وأشار إلى أن القيادة المصرية، وعلى رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي، تدرك هذه الطبيعة جيداً، ولذلك كان الإصرار على وجود ضمانات دولية قوية، وتحديداً إشراك الإدارة الأمريكية بشكل مباشر، لمنع إسرائيل من التنصل من التزاماتها كما حدث في الماضي.
وأضاف أستاذ العلوم السياسية: "مصر لا تتعامل مع الأزمة من منظور اليوم فقط، بل تستحضر عقوداً طويلة من الخبرة في إدارة هذا الصراع. نحن نتحدث عن الوصول لاتفاق، والمرحلة الأصعب هي التنفيذ، وهنا يأتي ثقل الدور المصري الذي يمتلك أدوات الضغط والدبلوماسية اللازمة لمتابعة كل بند وضمان عدم خرقه".
واختتم الشيمي تحليله بالتأكيد على أن مصر تستخدم كل قنواتها الدبلوماسية والأمنية لضمان إتمام هذا الاتفاق وإنجاحه، ليس فقط لوقف نزيف الدم في غزة، ولكن كخطوة ضرورية على طريق إحياء مسار السلام الشامل والعادل في المنطقة.