في 11 أكتوبر عام 1910، دخل الرئيس الأمريكي الأسبق تيودور روزفلت التاريخ من بوابة جديدة، حين أصبح أول رئيس للولايات المتحدة (سابق أو حالي) يقوم برحلة طيران، في رحلة استغرقت نحو أربعة ساعات.
بهذه الرحلة القصيرة، دشّن تيودور روزفلت فصلًا جديدًا في التاريخ الأمريكي، من السماء هذه المرة، مؤكدًا أن الشجاعة والطموح لا يقتصران على ساحات السياسة فقط، بل يمتدان إلى كل ما يرمز إلى التقدم والجرأة والإقدام
جرت التجربة التاريخية في مطار كينلوخ بمدينة سانت لويس بولاية ميزوري، حيث صعد روزفلت إلى طائرة ثنائية السطح من طراز "رايت" يقودها الطيار الأمريكي الشجاع آرتش هوكسي (Arch Hoxsey)، أحد أبرز طياري شركة رايت في ذلك الوقت.
استغرقت الرحلة حوالي أربع دقائق، حلق خلالها الرئيس الأسبق على ارتفاع تجاوز المائة متر، وسط دهشة الحاضرين وتصفيقهم. وقد تم توثيق المشهد في فيلم قصير أصبح لاحقًا من أهم اللقطات التاريخية في أرشيف الطيران الأمريكي، وظهر فيه روزفلت مبتسمًا ومتحمسًا، يجسّد روح المغامرة التي عُرف بها طوال حياته.
ورغم أنه لم يكن في المنصب الرئاسي حينها، فقد مثّل هذا الحدث إنجازًا رمزيًا كبيرًا في التاريخ الأمريكي، حيث عبّر عن روح العصر الصناعي الجديد، وأظهر انفتاح قادة الولايات المتحدة على التكنولوجيا والابتكار في بدايات القرن العشرين.
تُظهر الصورة الشهيرة التي يحتفظ بها المتحف الوطني للطيران والفضاء في مؤسسة سميثسونيان الرئيس روزفلت جالسًا إلى جانب الطيار هوكسي في مقدمة الطائرة، قبيل الإقلاع مباشرة، في لقطة تُعد من أكثر الصور شهرة في تاريخ الطيران الرئاسي.
واعتبر كثير من المتابعين، أن مغامرة روزفلت لم تكن بهدف الاستعراض، بل كانت أيضًا إشارة مبكرة إلى العلاقة التي ستنشأ لاحقًا بين الرئاسة الأمريكية والطيران، فبعد ثلاثة عقود، سيصبح قريبه فرانكلين د. روزفلت أول رئيس أمريكي يطير في أثناء توليه المنصب، عندما استخدم طائرة عسكرية للسفر إلى مؤتمر الدار البيضاء في عام 1943 خلال الحرب العالمية الثانية.