فيسبوك
واتساب
عرضت قناة الوثائقية تقريرا ضمن سلسلة "فى مثل هذا اليوم".. الأول من أكتوبر عام 1973، كانت مصر على بعد خمسة أيام فقط من لحظة تاريخية ستغير وجه المنطقة. بينما كانت عقارب الساعة تدق معلنةً اقتراب ساعة الصفر، كانت عناوين الصحف المصرية والعالمية تعج بأحداث تبدو في ظاهرها بعيدة كل البعد عن جبهة القتال.
كانت الأزمة الدولية الأبرز تتمحور حول النمسا، حيث غطت الصحف المصرية باهتمام التوتر المتصاعد بين فيينا وتل أبيب، عقب استيلاء فدائيين فلسطينيين على قطار يقل مهاجرين يهوداً سوفييت.
وقد أدت الحادثة إلى قرار المستشار النمساوي "برونو كرايسكي" إغلاق مركز تجمع المهاجرين، وهو ما أشعل غضب إسرائيل التي طالبت بسحب القرار فوراً. لكن ما لم تعلنه الصحف الإسرائيلية بوضوح هو الدور الدبلوماسي الذي لعبه السفير المصري في فيينا، صلاح جوهر، مع البعثات العربية، في دعم الموقف النمساوي.
وعلى الصعيد المحلي في مصر، بدت عجلة الدولة تسير بشكل روتيني. تابعت الصحف اجتماع الرئيس أنور السادات بوزير البترول لمناقشة خط أنابيب جديد، وخطط وزارة النقل لبناء أسطول بحري.
إلا أن خبراً اقتصادياً لافتاً، ربما مر مرور الكرام على الكثيرين، كان يحمل في طياته إشارة بالغة الدلالة. فقد أعلن وزير الإسكان عن صرف كميات إضافية ضخمة من حديد التسليح والأسمنت والزجاج للمحافظات، تعادل 50% من المقررات.
وهنا يكمن السؤال الذي يجيب عنه التاريخ: هل كانت هذه الكميات الهائلة مخصصة بالفعل للمشروعات المدنية، أم كانت جزءاً من تمويه استراتيجي متقن لتُشحن سراً إلى الجبهة لدعم المجهود الحربي؟
وفي خضم هذه الأحداث، كانت الحياة الفنية والرياضية تسير كالمعتاد، فالجماهير تحتفي بنجاح فيلم "خللي بالك من زوزو"، والمشجعون يتابعون لقاءً حماسياً في الدوري المصري. وكأنها ستار يخفي خلفه ترقباً عظيماً لمعركة لم تكن قد اندلعت بعد.
وهكذا، في الأول من أكتوبر 1973، كان المشهد مزيجاً فريداً من التوتر الدولي، والهدوء المحلي المفتعل، والتجهيز العسكري السري. يومٌ بدا عادياً في ظاهره، لكنه كان فصلاً حاسماً في رواية "الخداع الاستراتيجي" التي سبقت نصر أكتوبر العظيم.
https://www.facebook.com/AlWathaeqya/videos/630407166797898
