يعد الكاتب الراحل محمد جبريل، والذي رحل عن عالمنا أمس، عن عمر يناهز 87 عاما، واحدًا من أبرز الروائيين المصريين الذين ارتبطت أعمالهم بمدينة الإسكندرية، حيث شكلت عروس البحر المتوسط خلفية أساسية للعديد من رواياته، واحتلت مكانة خاصة في إبداعه الأدبي وكانت الإسكندرية بالنسبة له أكثر من مجرد مدينة، بل عالمًا متكاملًا ينبض بالحياة والتاريخ والثقافة، وهو ما انعكس بوضوح في أعماله الروائية التي جسدت روح المدينة وتحولاتها على مدار العقود.
من أبرز أعماله التي تناولت الإسكندرية “رباعية بحرى”، وهي سلسلة من أربع روايات قدمت رؤية متكاملة عن المدينة وسكانها، موثقةً جوانبها الاجتماعية والثقافية والتاريخية.
وقد استطاع جبريل بأسلوبه المميز أن يجعل القارئ يعيش تفاصيل الإسكندرية القديمة والحديثة، متنقلًا بين أحيائها، ومتابعًا أحلام شخصياتها التي عكست تحولات المجتمع المصري بشكل عام.
إلى جانب الرباعية، كتب محمد جبريل العديد من الأعمال الأخرى التي استلهمت أجواء الإسكندرية، مقدمًا صورة أدبية غنية عن هذه المدينة الفريدة، مما جعله أحد أهم الأدباء الذين أرّخوا لها أدبيًا.
وقد تميزت رواياته بالسرد العميق والأسلوب البديع الذي يجمع بين التوثيق التاريخي والخيال الأدبي، مما رسّخ اسمه كواحد من رواد الرواية العربية في العصر الحديث.