يعد فصل الشتاء في مناطق جنوب البحر الأحمر، من مرسى علم إلى حلايب وشلاتين، موعدًا ينتظره السكان بشغف، لما يحمله من الخير والبركة، حيث تتحول الأرض الصحراوية إلى لوحات طبيعية ساحرة، حيث تنتشر المراعي العشبية وتكتسي الأرض باللون الأخضر، في مشهد يعيد الحياة إلى المنطقة.
وفي هذا الوقت من العام، تنقلب الصحراء القاحلة إلى أراض خصبة، يتناثر فيها العشب وتنتشر فيها قطعان الإبل والأغنام التي تجد غذاءً وفيرًا، ما يبعث في النفوس البهجة والفرح، هذه التغيرات التي تشهدها الأرض جعلت من المناطق الصحراوية جنوب البحر الأحمر، مكانًا يفوق جماله جمال الريف الأوروبي والغابات الأفريقية، حيث انها تسر الناظرين اليها .
من جانبه قال عبد الرحمن سر الختم أحد شباب قرية أبو رماد التابعة لمدينة حلايب، إن شتاء هذا العام كان مباركًا، حيث سقطت الأمطار على أودية مختلفة منذ بداية الموسم، مما أعطت فرصة لانتشار العشب فى كل مكان، وجعلها تبدو وكأنها جنة خضراء بعدما كانت صحراء جرداء.
وأضاف الشاب عبد الرحمن، أن هذه التغيرات تدفع العديد من السكان للتوجه مع أسرهم إلى الأودية الجبلية بحثًا عن المراعي، فى رحلات الشتاء والتي تعد من أهم الأنشطة التي يشتهر بها سكان المنطقة، حيث يقومون برحلات إلى المناطق الجبلية، ويعيشون هناك لفترات طويلة في أجواء من المرح، بعيدا عن الحياة اليومية.
وأوضح أنه مع الشتاء وانتشار المراعى تظهر بشكل كبير وملحوظ الحيوانات البرية، حيث أن هذه المناطق شهدت أيضا تزايدا ملحوظا في أعداد الغزلان المصرية والطيور المهاجرة، مثل الصقور والنسور، التي تتجه إلى سواحل البحر الأحمر في الشتاء.
وأضاف أن الشباب في المنطقة يخصصون أيامًا لتنظيم رحلات إلى أعماق الصحراء، حيث يقيمون حفلات شواء ويقضون أوقاتا ممتعة وسط الأجواء الشتوية الرائعة، ومع هذا المشهد الخلاب، تزداد المحاصيل والبركة، ويعود الخير على الجميع، لتستمر عجلة الحياة وتزدهر في جنوب البحر الأحمر.
وأكد أن المتعة الحقيقية للشباب في الصحراء الشرقية تجهيز الوجبة الأساسية لأهالي حلايب وشلاتين وهي شوي لحم الضأن علي أحجار الكوارتز، وكذلك تجهيز مشروب الجبنة المشروب الرسمي لأهالي المنطقة .
ولفت إلى أنه عندما يقوم الأهالى برحلات الرعي يقومون بتجهيز ما يستلزمهم فى رحلة رعيهم التى تستمر لأيام وشهور، فالكثير منهم يذهب بدون أسرته والأكثر من يقوم بالإقامة فى الوادى الملئ بالعشب، حيث يتم التجهيز لوجبة السلات المعروفة والتى يقوم بها أهالى القبائل بحلايب وشلاتين فى احتفالاتهم وأفراحهم، وهى عبارة عن شواء اللحم الضانى، كإحتفالبالعشب بعد تصفية العظم منه، على نوع من الحجارة المحماة، وهى حجارة البازلت الموضوعة على طبقة من الجمر.

احد أودية غرب الشلاتين

المراعى فى حلايب وشلاتين فى الشتاء

انتشار المراعي الخضراء فى الشلاتين

انتشار،المراعي فى صحراء الجنوب

جمال الطبيعة فى جنوب البحر الأحمر