فيسبوك
واتساب
نشبت عدة خلافات وخناقات بين الرئيس الأمريكى دونالد ترامب مع قادة أمريكا اللاتينية، بعد أيام من وصوله للبيت الأبيض، وذلك بعد اتخاذه لعدة قرارات وسياسات صارمة، منها ترحيل المهاجرين وفرض تعريفات جمركية بالإضافة إلى إعادة تصنيف كوبا لدولة راعية للإرهاب وأيضا الانسحاب من اتفاقية باريس المناخية، مما أثار حالة من الغضب لدى رؤساء دول أمريكا اللاتينية.
ترحيل جماعى للمهاجرين
يعد الترحيل الجماعى للمهاجرين من أكثر الإجراءات المثيرة للجدل التى اتخذها ترامب، والتى أثارت غضب عدد من الدول فى أمريكا اللاتينية، وخاصة كولومبيا.
وفى كولومبيا، أعلنت الحكومة أنها ستستخدم الطائرة الرئاسية لنقل المهاجرين المرحلين من الولايات المتحدة الأمريكية بطريقة لائقة، وذلك ردا على تهديدات دونالد ترامب بفرض عقوبات واسعة النطاق ورسوما جمركية على كولومبيا.
وجاء فى بيان صادر عن الرئاسة: "تحت إشراف الرئيس جوستافو بيترو، أن الحكومة وضعت الطائرة الرئاسية فى الخدمة لتسهيل عودة المواطنين الذين كانوا سيصلون إلى البلاد صباح اليوم على متن رحلات ترحيل عسكرية رفضت بوجوتا استقبالها".
وقال ترامب فى وقت سابق، أن واشنطن ستبدأ بفرض رسوم جمركية طارئة بنسبة 25% على جميع السلع الكولومبية المصدرة إلى الولايات المتحدة، على أن تُرفع إلى 50% خلال أسبوع.
كما أضاف ترامب أن العقوبات لن تقتصر على الرسوم الجمركية، بل ستشمل إجراءات أوسع، منها حظر دخول الكولومبيين إلى الولايات المتحدة وإلغاء تأشيرات مسؤولى الحكومة الكولومبية.
وكانت كولومبيا قد رفضت استقبال طائرتين عسكريتين أمريكيتين تحملان مهاجرين فى إطار حملة ترامب المشددة على الهجرة، مما يجعلها ثانى دولة فى أمريكا اللاتينية، بعد المكسيك، ترفض السماح برحلات ترحيل عسكرية أمريكية.
وفى وقت سابق، أدان الرئيس بيترو استخدام الطائرات العسكرية فى ترحيل المهاجرين، واصفًا ذلك بأنه يعاملهم كمجرمين، وفى منشور عبر منصة "X"، قال بيترو: " لن نسمح للولايات المتحدة بنقل مهاجرين إلى كولومبيا فى طائرات عسكرية".
وأيضا البرازيل، هاجمت الحكومة البرازيلية، الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، بالمعاملة المهينة التى تعامل بها المهاجرين البرازيليين من تقييد أيديهم وأقدامهم وهم على متن رحلة العودة إلى البرازيل، وقالت إنها تنتهك شروط الاتفاقية الأمريكية.
وأشارت صحيفة بولسو البرازيلية إلى أن الشرطة البرازيلية عثرت على مهاجرين وهم مكبلى الأيدى على متن الطائرة، ولذلك أعربت الخارجية البرازيلية أن البلاد لن تقبل باستخدام تلك الطريقة المهينة للمهاجرين من تقييدهم وتكبلهم بسلاسل كما أن الطائرة التى كانت تقلهم بها مشاكل عديدة منها خلل فى نظام مكيفات الهواء.
وأشارت إلى أن الرحلة الأمريكية كانت متجهة إلى مدينة بيلو هوريزونتى البرازيلية لكنها هبطت فى ماناوس الجمعة الماضية بسبب "خطأ فنى".
وقالت الحكومة البرازيلية فى منشور على وسائل التواصل الاجتماعى أن الرئيس لولا دا سيلفا أبلغ بظروف الرحلة وأمر برحلة جوية تابعة للقوات الجوية البرازيلية لنقل المهاجرين من ماناوس إلى بيلو هوريزونتى يوم السبت.
كما هو الحال بالنسبة للمكسيك، حبث رفضت حكومة المكسيك طلبا من إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، بالسماح لطائرة عسكرية أمريكية بترحيل المهاجرين عبر أراضيها، وجاء هذا القرار بعد أن حاولت الطائرات العسكرية الأمريكية تنفيذ عمليتى ترحيل مماثلتين إلى جواتيمالا الجمعة الماضية، حيث حملت كل طائرة حوالى 80 مهاجرا.
وأشارت صحيفة لا اكسبانثيون المكسيكية إلى أن الحكومة المكسيكية لم تمنح إذنًا لطائرة نقل عسكرية من طراز C-17 بالهبوط فى أراضيها، وهو ما حال دون تنفيذ خطة ترحيل إضافية كانت تهدف لنقل المهاجرين إلى وجهتهم، وهذا الرفض تم تأكيده بعد أن حاولت الإدارة الأمريكية التنسيق مع المكسيك لتنفيذ هذه العملية، والتى كانت تُعتبر خطوة غير معتادة فى التعامل مع المهاجرين.
كوبا دولة راعية للارهاب
وقع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أمرا تنفيذيا بإعادة تصنيف كوبا "دولة راعية للإرهاب"، وبذلك فقد ألغى قرار الرئيس السابق جو بايدن، الذى رفع كوبا من قائمة الدول الراعية للارهاب، حيث كانت مدرجة فى القائمة منذ عام 2021، وقال البيت الأبيض فى بيان صدر بعد ساعات من تنصيبه أن الرئيس الأمريكى الذى أعيد انتخابه دونالد ترامب يلغى قرار سلفه بشأن كوبا إلى جانب سلسلة طويلة من الأوامر التنفيذية. وتعد هذه الخطوة واحدة من العديد من الخطوات التى أعلن عنها الرئيس الجمهورى البالغ من العمر 78 عامًا لدى عودته إلى البيت الأبيض.
وفى هافانا، وصف الرئيس الكوبى ميجيل دياز كانيل، على حسابه فى موقع "X"، القرار بأنه "عمل من أعمال الغطرسة وازدراء الحقيقة".
وردت حكومة كوبا على الفور بوعد بالإفراج عن 553 سجينًا "بسبب جرائم مختلفة". تم إطلاق سراح دفعة أولى مكونة من 127 سجينًا بموجب شروط معينة بعد وقت قصير من الإعلان. أن السجناء المفرج عنهم هم فى الغالب من المتظاهرين الذين تم اعتقالهم بسبب مشاركتهم فى احتجاجات 11 و12 يوليو 2021، والمعروفة باسم 11-ج.
وأعربت الحكومة الفنزويلية عن رفضها الشديد لقرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بإعادة إدراج كوبا فى قائمة الدول الراعية للإرهاب، وقالت وزارة الخارجية الفنزويلية فى بيان أن "هذا الإجراء غير المبرر والتعسفى يمثل عملا عدائيا يتناقض مع مبادئ القانون الدولى ويقوض الجهود العالمية الساعية للسلام والتعاون".
الانسحاب من اتفاقية باريس يثير غضب البرازيل
أما قرار انسحاب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب من اتفاقية باريس الخاصة بالمناخ، وقالت الحكومة البرازيلية إنها "تدرك" "التحدي" السياسى والمالى الذى تفرضه سياسات المناخ التى ينتهجها ترامب على مؤتمر المناخ COP30، الذى سيعقد فى نهاية هذا العام.
وقال الدبلوماسى البرازيلى أندريه كوريا دو لاجو، الرئيس المعين لمؤتمر المناخ، "سيتعين علينا أن نرى كيف ستتفاعل البلدان الأخرى مع هذا التغيير الضخم" وقرار ترامب بالتخلى عن اتفاقية باريس والرهان على الوقود الأحفورى.
وفى هذا الصدد، أشار إلى أن البرازيل "تدرك تمام الإدراك أن هناك انقساماً كبيراً فى السياق العالمي"، لكنه أعرب عن ثقته فى قدرة الدبلوماسية على التوصل إلى توافق، حتى لو كان ضئيلاً، لتعزيز الاتفاقيات المتعلقة بتغير المناخ، وخاصة فى مجال الطاقة.
