"سلامة الإنترنت" السر وراء استهداف إيلون ماسك لبريطانيا.. خبراء لأوبزرفر: هجوم الملياردير الأمريكى على المسئولين البريطانيين خدعة لإخفاء أجندته الاقتصادية.. وتطبيق القانون يهدد نفوذ مالك X ويقوض شرعيته سياسيا

الإثنين، 27 يناير 2025 01:00 ص
"سلامة الإنترنت" السر وراء استهداف إيلون ماسك لبريطانيا.. خبراء لأوبزرفر: هجوم الملياردير الأمريكى على المسئولين البريطانيين خدعة لإخفاء أجندته الاقتصادية.. وتطبيق القانون يهدد نفوذ مالك X ويقوض شرعيته سياسيا إيلون ماسك - الملياردير الأمريكى

كتبت رباب فتحى

أثار الملياردير الأمريكى إيلون ماسك الكثير من الجدل فى الآونة الأخيرة بتدخلاته فى شئون الكثير من الدول حول العالم ومن بينها الحليف المملكة المتحدة. واعتبرت صحيفة "الأوبزرفر" البريطانية أن الخلافات التى اجتذبت أنظار الخبراء على مدار الأشهر الماضية بين الملياردير الأمريكى، إيلون ماسك ومسئولين بريطانيين لا تتعلق بالخلافات السياسية فحسب، وإنما بتشريعات سلامة الإنترنت والتنظيم التكنولوجى.

ويشتبه الخبراء فى أن اهتمام مالك موقع X للتواصل الاجتماعى، بالمملكة المتحدة يهدف إلى الضغط على السلطات التى تعمل على تدوين قانون جديد للسلامة على الإنترنت.

وفى موجة شرسة من التغريدات على منصة X الخاصة به هذا الشهر، قبل أيام من الانضمام رسميًا إلى إدارة ترامب، صور أغنى رجل فى العالم بريطانيا على أنها "دولة بوليسية" تديرها "حكومة استبدادية" حيث يتم اختطاف النساء الشابات من الطبقة العاملة بشكل روتينى من الشوارع من قبل عصابات من المهاجرين.

وذهب إلى أبعد من ذلك، حيث أشار إلى رئيس الوزراء وزعيم حزب العمال، كير ستارمر، باعتباره "متواطئًا بشكل عميق فى عمليات الاغتصاب الجماعى مقابل الأصوات" ووصف عضو مجلس الوزراء، جيس فيليبس، وزيرة الحماية (حماية الفتيات الصغيرات من الأذى، على سبيل المثال)، بأنها "مدافعة عن الاغتصاب والإبادة الجماعية".

ووجد تحليل أجرته صحيفة فاينانشال تايمز لتغريدات ماسك فى الأسبوع الأول من شهر يناير أن 225 من أصل 616 تغريدة وإعادة تغريد لماسك فى تلك الفترة كانت تتعلق بالسياسة فى المملكة المتحدة.

وأوضحت الصحيفة أن هذا الهجوم لا يبدو أنه كان بسبب أى حدث سياسى جديد. بل ركز على قضايا الاغتصاب فى شمال إنجلترا التى شملت رجالًا من أصل باكستانى والتى مضى عليها أكثر من عقد من الزمان.

وأوضح ماسك اهتمامه بالإشارة إلى جدته المولودة فى بريطانيا كورا أميليا روبنسون، والتى كان قريبًا منها عندما كان طفلاً. وقال أن "جدته" كانت "واحدة من فتيات الطبقة العاملة الفقيرة التى ليس لديها من يحميها والتى ربما اختطفت فى بريطانيا الحالية".

ويزعم جاوين تاولر، رئيس الاتصالات السابق والمخطط الاستراتيجى لحزب الإصلاح اليمينى المتشدد (الذى دعمه ماسك بحماس ضد احتكار حزب العمال والمحافظين) أن قطب الأعمال يشعر بارتباط حقيقى ببريطانيا. وأشار إلى أن زوجة ماسك الثانية، تالولا رايلى، بريطانية، وبعض أطفاله من أصل أنجلو أمريكى.

وقال تاولر: "ينظر ماسك إلى المملكة المتحدة باعتبارها وطنًا بعيدًا. أعتقد أنه يرى بريطانيا مثل أثينا بالنسبة لروما الأمريكية، وهو قلق بشأن ذلك".

وزعم أن توقيت تدخل ماسك الدرامى فى السياسة البريطانية كان مسألة مصادفة - فقد رأى محاضر المحاكمات التى شملت "عصابات الاغتصاب" الإنجليزية الشمالية التى أساءت معاملة مئات الفتيات الصغيرات على مدى عقود من الزمان، بفضل التقاعس الكارثى من جانب الشرطة والنظام القضائى.

كان كير ستارمر مديرًا للادعاء العام من عام 2008 إلى عام 2013. وفشل مكتبه فى التصرف فى وقت مبكر من ولايته بسبب الشكوك حول مصداقية شاهد رئيسى وضحية، لكنه تصرف بحزم فى النصف الثانى من ولايته، وحصل على إدانات رئيسية وفكك العصابات.

يزعم المحللون السياسيون والإعلاميون أن توقيت الهجوم السياسى الذى شنه ماسك لا علاقة له بالصدفة ولكنه يهدف إلى الضغط على السلطات البريطانية أثناء عملها على تدوين قانون السلامة على الإنترنت (OSA)، وهو جهد لتنظيم المنصات عبر الإنترنت. أصبح قانون السلامة على الإنترنت قانونًا فى عام 2023 ولكن لم يتم تنفيذه بعد فى الممارسة العملية. ومن المقرر أن يتم تحديد كيفية القيام بذلك بحلول الربيع.

واعتبر عمران أحمد، المستشار السابق لحزب العمال والذى يعيش الآن فى واشنطن، حيث يدير مركز مكافحة الكراهية الرقمية، ولديه خبرة واسعة فى التعرض لاستياء ماسك بسبب دعوته إلى تنظيم محتوى موقع X أن الضجة حول "عصابات الاغتصاب" فى شمال إنجلترا هى تحويل للانتباه عن أهداف ماسك الحقيقية: صد التنظيم الصارم.

وقال أحمد: "إن وسائل الإعلام والطبقات السياسية بشكل عام تشتت انتباهها بخفة يده. كل هذا مجرد خدعة لإخفاء ما يخطط له حقًا، وأجندته اقتصادية بحتة".

وقال أندرو تشادويك، أستاذ الاتصال السياسى فى جامعة لوفبورو بالمملكة المتحدة، أن تركيز ماسك على صد التنظيم له دوافع اقتصادية وسياسية.

وقال تشادويك: "إن السياق التنظيمى يهدد فكرة ماسك عن النفوذ وكيفية عمله فى العالم ويقود أجندة عالمية تتوافق مع إدارة ترامب، وبالتالى فإن أى تهديد لذلك من شأنه أن يقلل من شرعيته كفاعل سياسى، يمثل مشكلة بالنسبة له".

وقالت الصحيفة أن قانون سلامة الانترنت يهدف إلى تحميل منصات التواصل الاجتماعى الكبرى مسئولية منع الأطفال من مشاهدة المحتوى الضار المحتمل، مثل المواد الإباحية والمواد التى تشجع على إيذاء النفس والانتحار واضطرابات الأكل. وهذا يتطلب أنظمة التحقق من السن. ويجب منح المشاهدين البالغين الوسائل اللازمة لاختيار عدم مشاهدة مثل هذا المحتوى، وسيتطلب القانون من الشركات ضمان عدم استضافة منصاتها لمواد غير قانونية، مع استخدام قواعد السلوك التى يتم تنفيذها باستمرار.

وتم تخفيف قانون سلامة الانترنت بشكل كبير من قبل الحكومة المحافظة قبل أن يتم إقراره قبل عامين، وفى شكله الحالى لن يفعل الكثير لوقف انتشار المعلومات المضللة من خلال مواقع التواصل الاجتماعى مثل X، والتى غذت أعمال الشغب اليمينية المناهضة للمهاجرين فى بريطانيا الصيف الماضى.

فى البرازيل، رضخ ماسك لضغوط الحكومة ووافق على حظر حسابات X المتهمة بنشر معلومات مضللة، بالإضافة إلى دفع غرامة قدرها 5 ملايين دولار. وقال تشادويك أن التنفيذ الفعال لقانون سلامة الانترنت يمكن أن يعطى زخمًا إضافيًا للحكومات فى جميع أنحاء العالم فى محاولتها صد نفوذ ماسك.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة