أصبح بيت هيجسيث ثانى وزير حكومى فى تاريخ الولايات المتحدة يتم التصديق على تعيينه من قبل مجلس الشيوخ بصوت واحد فقط، هو صوت نائب الرئيس جيه دى فانس، والذى يقوم أيضا بعمل رئيس مجلس الشيوخ، الذى كسر التعادل 50/50 بين تأييد ورفض تولى هيجسيث المنصب الحكومى.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز إنه قبل ثماني سنوات، وفى إدارة ترامب الأولى، تم التصديق على وزيرة أخرى ىبفارق الصوات الحاسم لنائب الرئيس. كانت المرشحة فى هذا الوقت هى بتسى ديفوس، المانحة الجمهورية الثرية التى لم يكن لديها أى خبره تقريبا فى التعليم العام، والتى تم التصديق على تعيينها لقيادة وزارة التعليم.
فى 7 فبراير 2017، رفضت السيناتوران الجمهوريتان سوزان كولينز وليزا موكوسكى التصويت لمرشحة ترامب. لكن فى ظل عدم انضمام جمهورى ثالث لهما، تم التأكيد على تعيين ديفوس فى النهاية بـ 51 صوتا مقابل 50.
وكانت هذه هى المرة الأولى على الإطلاق التى يتم فيها استدعاء نائب الرئيس، والذى كان فى هذا الوقت مايك بنس، إلى الكابيتول لكسر التعادل فى التصديق على مرشح لمنصب حكومى.
وأصبح بيت هيجسيث ثانى شخص يتم التصديق على تعيينه فى منصب وزارى حكومى عندما أدلى جيه دى فانس بالصوت الحاسم لصالحه، ليضمن أن يتولى هيجسيث منصب وزير الدفاع. وصوتت موكوسكى وكولينز أيضا ضده ومعهما السيناتور ميتش ماكونيل، الجمهورى البارز، إلى جانب رفضه من كافة أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين.
وكان الديمقراطيون قد جادلوا بأن مزاعم سوء السلوك الجنسى والانتهاكات والسُكر العام والتعامل السيئ مع اثنتين من المنظمات غير الربحية المتخصصة فى شئون المحاربين تجعل هيجسيث غير مؤهل وغير لائق للإشراف على القوات الأمريكية الفاعلة والتى يبلغ عددها 1.3 مليون إلى جانب ميزانية البنتاجون التى تقدر بحوالى 850 مليار دولار.
من ناحية أخرى، قالت مجلة بولتيكو إن هيجسيث سيدخل إلى مقر البنتاجون برغبة معلنة، وتفويض من الرئيس ترامب، لقلب الممارسات التقليدية، بدءا من دور كبار الجنرالات إلى أماكن تمركز القوات الأمريكية فى الخارج.
وأشارت بولتيكو إلى أن قائد البنتاجون الجديد يجسد مظالم ترامب، خاصة فيما يتعلق بانتشار برامج التنوع والسماح بخدمة المثليين فى الجيش. ويصر على أنها صرفت الانتباه عن المهمة الأساسية للقوة المتمثلة فى الحفاظ على أمن البلاد.
ورجحت الصحيفة أن يقضى هيجسيث أيامه الأولى فى البنتاجون فى معالجة ضغوط ترامب لاستخدام قوات الجيش لترحيل المهاجرين، وتقييم نشر القوات العالمية، وإلغاء برامج التنوع وتحديد كبار الضباط العسكريين الذين سيبقون فى وظائفهم.
البنتاجون يستعد للتغيير
وقال أحد مسئولى الدفاع، الذى رفض الكشف عن هويته مقابل التحدث بصراحة عن رئيسهم الجديد: "لقد بدا فى جلسة استماعه مثل طالب جامعى متحمس لجميع المفاهيم الجديدة التى تعلمها فى الفصل". "يدرك الناس أن رابطة دول جنوب شرق آسيا ليست الاختصار الوحيد الذى لا يعرفه".
كان هيجسيث، الذى يعد بالفعل اختيارًا غير تقليدى لوظيفة البنتاجون، ملاحقًا باتهامات بسوء السلوك الجنسى، بما فى ذلك اتهام بالاعتداء الجنسى فى عام 2017 والذى ينكره ولكنه دفع تسوية مالية لمتهمته. وقبل أيام قليلة من التصويت للتصديق على تعيينه، تلقى أعضاء مجلس الشيوخ إفادة من شقيقة زوجة هيجسيث السابقة تزعم أنه أساء معاملة زوجته الثانية وأساء استخدام الكحول بانتظام. وقد نفى هيجسيث جميع المخالفات.
وفيما يتعلق بخططه، تقول بولتيكو أن الغموض يحيط بها. وقد ظهرت آراؤه بشأن ميزانية البنتاجون خلال جلسة الاستماع الخاصة به، لكنها لم تختلف كثيرًا عن جهود إدارة بايدن.
ووعد قائد البنتاجون الجديد بالفعل بإحضار حروب ثقافية إلى الوزارة، حيث قال هيجسيث، فى جلسة تأكيده، أن القوات "ستفرح" بدفعه بعيدًا عن السياسات الاجتماعية فى عهد بايدن.
وقال لأعضاء مجلس الشيوخ: "إنهم يريدون التركيز على القوة القاتلة وخوض الحرب، وإخراج كل الامتيازات السياسية الواعية والعدالة الاجتماعية الصحيحة سياسياً من الجيش".