على الرغم من أن الملايين من الوثائق التى لها علاقة باغتيال الرئيس الأمريكى جون كينيدى فى دالاس قد تم الإفصاح عنها، إلا أن الرئيس الحالى دونالد ترامب أصدر قرار بإصدار الآلاف من الوثائق التى لا تزال مصنفة سرية.
ووقع ترامب قرارا تنفيذيا يوم الخميس ضمن مجموعة الإجراءات التنفيذية التى تم اتخاذها فى الأسبوع الأول لولايته الثانية.
وبحسب ما ذكرت وكالة أسوشيتدبرس، فقد درس العديد من الباحثون ما تم الكشف عنه من وثائق حتى الآن، ويقولون إنه لا ينبغى أن يتوقع الرأى العام أى كشف فريد، لكن لا يزال هناك اهتمام متزايد بالتفاصيل المتعلقة باغتيال كينيدى والأحداث التى المحيطة به. واحتمالية الكشف عن أى معلومات جديدة ذات أهمية مغرية الباحثين.
قرار ترامب
ينص الأمر الصادر أمس الخميس على توجيه مدير الاستخبارات الوطنية والمدعي العام بوضع خطة في غضون 15 يومًا لإصدار السجلات المتعلقة باغتيال كينيدي، لكن لم يتضح الموعد الذى قد يتم فيه نشر السجلات بالفعل.
ويهدف الأمر أيضًا إلى رفع السرية عن السجلات الفيدرالية المتبقية المتعلقة باغتيال كل من السيناتور روبرت ف. كينيدي والقس مارتن لوثر كينج جونيور عام 1968. ويقول إنه يجب وضع خطة في غضون 45 يومًا لإصدار هذه الملفات.
بعد التوقيع على الأمر، سلم ترامب القلم إلى أحد المساعدين وأمر بإعطائه لروبرت ف. كينيدي جونيور، الذي رشحه ترامب لمنصب وزير الصحة، وهو ابن شقيق جون كينيدي وابن روبرت ف. كينيدي. وقال كينيدي الأصغر، الذي أدى نشاطه المناهض للقاحات إلى عزله عن جزء كبير من عائلته، إنه غير مقتنع بأن مسلحًا منفردًا كان مسئولاً بشكل كامل عن اغتيال عمه.
في منشور يوم الجمعة على منصة X، شكر روبرت كينيدي جونيور ترامب على أمره بالإفراج عن الملفات و"الثقة بالمواطنين الأمريكيين".
ماذا نعرف عن ملفات جون كينيدى؟
فى أوائل التسعينيات من القرن الماضى، أصدرت الحكومة الفيدرالية قرارا يقضى بحفظ جميع الوثائق المتعلقة بالاغتيال فى مجموعة واحدة فى إدارة الأرشيف والسجلات الوطنية. وكان من المقرر فتح مجموعة تضم أكثر من 5 مليون سجل بحلول عام 2017، فيما عدا أى استثناءات يحددها الرئيس.
وقال ترامب الذى تولى منصب الرئيس لأول مرة فى 2017، أنه سيسمح بالكشف عن كافة السجلات الباقية، لكن انتهى بحجب البعض بسبب ما أسماه الضرر المحتمل للأمن القومى. وفى حين استمر الكشف عن الملفات خلال إدارة الرئيس السابق جو بايدن، إلا أن بعضها ظل غير مرئى.
ويقول لارى جيه ساباتو، مدير مركز السياسات بجامعة فرجينيا ومؤلف كتاب "نصف قرن كينيدى" إن أغلب الباحثين يتفقون على أن هناك 3 آلاف سجل لم يتم الكشف عنها بعد، سواء بشكل كلى أو جزئى، والكثير منها مصدره وكالة الاستخبارات المركزية CIA.
ويظل هناك بعض الوثائق فى مجموعة ملفات جون كينيدى، والتى لا يعتقد الباحثون أن الرئيس سيكون قادرا على إصدارها. وهناك نحو 500 وثيقة، منها عائدات ضريبية، لم تخضع لمتطلبات الكشف الصادر فى عام 2017.
وقد قدمت بعض الوثائق التي تم الكشف عنها حتى الآن بالفعل تفاصيل عن الطريقة التي عملت بها أجهزة الاستخبارات في ذلك الوقت، بما في ذلك برقيات وكالة الاستخبارات المركزية ومذكرات تناقش زيارات هارولد أوزوالد، الذى أطلق النار على كينيدى، إلى السفارتين السوفييتية والكوبية خلال رحلة إلى مدينة مكسيكو قبل أسابيع فقط من الاغتيال. وكان اوزوالد، الجندي السابق في البحرية قد انشق إلى الاتحاد السوفييتي قبل أن يعود إلى منزله في تكساس.
وتصف إحدى مذكرات السى أى إيه كيف اتصل أوزوالد بالسفارة السوفييتية أثناء وجوده في مدينة مكسيكو لطلب تأشيرة لزيارة الاتحاد السوفييتي. كما زار السفارة الكوبية، مهتمًا على ما يبدو بتأشيرة سفر تسمح له بزيارة كوبا والانتظار هناك للحصول على تأشيرة سوفييتية. في 3 أكتوبر، قبل أكثر من شهر من الاغتيال، عاد إلى الولايات المتحدة عبر نقطة عبور على حدود تكساس.
تقول مذكرة أخرى، مؤرخة في اليوم التالي لاغتيال كينيدي، أنه وفقًا لمكالمة هاتفية تم اعتراضها في مدينة مكسيكو، تواصل أوزوالد مع ضابط في المخابرات السوفييتية أثناء وجوده في السفارة السوفييتية في سبتمبر من ذلك العام.