عيد الشرطة 73.. أرملة الشهيد اللواء ياسر عصر لـ"اليوم السابع": التضحية لم تكن شعارًا فقط بل كانت حياة.. أبناء البطل التحقوا بكلية الشرطة لاستكمال المسيرة.. والدنيا بعد رحيل زوجى صعبة لكنى محاطة بحب أولادنا

السبت، 25 يناير 2025 10:30 ص
عيد الشرطة 73.. أرملة الشهيد اللواء ياسر عصر لـ"اليوم السابع": التضحية لم تكن شعارًا فقط بل كانت حياة.. أبناء البطل التحقوا بكلية الشرطة لاستكمال المسيرة.. والدنيا بعد رحيل زوجى صعبة لكنى محاطة بحب أولادنا حوار السيدة صفاء سليمان أرملة الشهيد اللواء ياسر عصر
حوار محمود عبد الراضي

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

في ذكرى عيد الشرطة الثالث والسبعين، تتحدث السيدة صفاء سليمان، أرملة الشهيد اللواء ياسر عصر، عن تجربتها الإنسانية التى تتجاوز الألم، وتكرس لحظة الفخر.

فى هذا الحوار، نستعرض جانبًا من حياة اللواء الراحل الذى ضحى بحياته في سبيل خدمة وطنه، ومسيرة زوجته المكلومة التي تؤمن بأن التضحية في سبيل الوطن ليس مجرد كلمة، بل فعل يومي.

-فى ذكرى عيد الشرطة.. كيف تشعرين اليوم ونحن نستذكر بطولة زوجك الشهيد اللواء ياسر عصر؟

أشعر بمزيج من الفخر والحزن، الفخر لأنه كان جزءًا من هذا الجهاز العظيم، جهاز الشرطة الذي يدافع عن الوطن والمواطنين بكل قوة، والحزن لأنني فقدت رفيق حياتي الذي ترك لي إرثًا من الشجاعة والمواقف البطولية، استشهاده في حادثة مترو مسرة كان له وقع شديد على قلبي، ولكنني أؤمن أن كل ما فعله كان جزءًا من قدره، وأنه سيظل في قلوبنا جميعًا.

يمكن القول إن اللواء ياسر عصر كان مثالًا للتضحية.. هل لكِ أن تخبرينا عن بعض المواقف التي أثرت فيك شخصيًا قبل استشهاده؟

بالتأكيد.. لو تكلمت عن كل المواقف التي جعلتني أفتخر به لن يكفي الحوار، لكن واحدة من أكثر اللحظات التي ستظل حية في ذاكرتي هي عندما كان يشغل منصب مأمور قسم شرطة الضواحي بمحطة مصر عام 2016، حينما اشتعلت النيران في القطار رقم 1551، لم ينتظر وصول الدعم، بل اقتحم النيران بنفسه ليطفئها وينقذ أرواح الركاب.

هذا كان طبيعته، لا يطلب الشكر ولا ينتظر أي تقدير على ما يفعله. كان يشعر أن هذه هي مسؤوليته، وهذا ما جعله دائمًا في مقدمة الصفوف.

حوار السيدة صفاء سليمان أرملة الشهيد اللواء ياسر عصر (2)
حوار السيدة صفاء سليمان أرملة الشهيد اللواء ياسر عصر

 

من خلال تلك المواقف البطولية.. هل كانت لديكِ فكرة عن الخطر الذى يواجهه يوميًا فى عمله؟

بالطبع، كنا نتحدث عن المخاطر، وكان دائمًا يقول لي: "يا صفاء، هذا هو عملي وأنا لا أستطيع أن أتراجع عنه" لم يكن يحب أن يشعر أحد بالخوف، كان يتعامل مع كل موقف بحكمة وشجاعة، دائمًا ما كان يقول لي: "مصر تستحق أكثر من ذلك". فقد كان يرى أن حياته فداء لوطنه، وكان يفخر بذلك، كما أننا كنا نعلم تمامًا أن أي لحظة قد تكون هي لحظة الوداع.

بعد استشهاد اللواء ياسر.. كيف تمضى حياتكِ الآن وكيف تتابعين سيرته وحياتكِ مع أولاده؟

الحياة بعد استشهاد ياسر ليست سهلة، لكنني محاطة بحب أولادي الذين يملأون حياتي، حسن، زياد، أسما وأمينة هم مصدر قوتي، وبعد استشهاد ياسر، قررت أن أُكمل ما بدأه، حسن وزياد، وكأنهما ورثا عن أبيهما روح التضحية، قررا الالتحاق بكلية الشرطة لاستكمال مسيرة والدهما، لا شيء يمكن أن يعوضني عن غيابه، ولكنني أرى في أولادي استمرارًا لقيمه وأخلاقه.

هل تعتقدين أن المجتمع بحاجة إلى المزيد من الوعى حول خطر الشائعات وكيفية مواجهة هذا التحدي في الوقت الراهن؟ 

بالطبع، الشائعات أصبحت أحد أكبر المخاطر التي تواجهنا اليوم. في رأيي، لا بد من ترسيخ الوعي لدى المواطنين بأن الشائعة لا تخدم أحدًا سوى أعداء الوطن.

علينا أن نكون أكثر حذرًا ووعيًا بما ننقله، وأن نلتزم بالحقيقة.. فالتحدي الأكبر الآن هو أن نكون مدركين لما يحدث حولنا وألا نكون أدوات في نشر الأكاذيب.

حوار السيدة صفاء سليمان أرملة الشهيد اللواء ياسر عصر (1)
أرملة الشهيد اللواء ياسر عصر خلال حوارها مع الزميل محمود عبد الراضى

 

كأم وزوجة شهيد.. ما الرسالة التي تودين توجيهها إلى المصريين في هذه المناسبة العظيمة عيد الشرطة؟

رسالتي هي أن نحتفل بتضحيات رجال الشرطة، وأن نُحسن تقديرهم في كل يوم، ليس فقط في الأعياد. تضحياتهم مستمرة، وكل لحظة يعيشونها في خدمة الوطن هي فخر لنا جميعًا.. أما نحن، فكل واحد منا يجب أن يؤدي دوره بوعي وصدق، وأن نتذكر دائمًا أن الوطن يحتاج إلى جهودنا جميعًا للحفاظ عليه.

في هذا الحوار، لم تكن صفاء سليمان مجرد أرملة لشهيد، بل كانت نموذجًا للأم الصبورة، والزوجة المخلصة، والإنسانة التي ما زالت تحمل راية التضحية والفخر.

قصة اللواء ياسر عصر هي قصة كل شهيد ضحى بحياته من أجل مصر، وشهادته حية في قلوبنا جميعًا.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة