الإخوان جماعة الخطايا.. مثلث السلطة والمال والجنس سيطر على عقول وقلوب قيادات وعناصر التنظيم .. التحرش والانحرافات الجنسية بدأت من واقعة زوج أخت حسن البنا.. وقضايا الاختلاس والصندوق الأسود للتنظيم ملئ بالرذائل

الأربعاء، 22 يناير 2025 09:00 م
 الإخوان جماعة الخطايا.. مثلث السلطة والمال والجنس سيطر على عقول وقلوب قيادات وعناصر التنظيم .. التحرش والانحرافات الجنسية بدأت من واقعة زوج أخت حسن البنا.. وقضايا الاختلاس والصندوق الأسود للتنظيم ملئ بالرذائل الاخوان

كتبت إسراء بدر

** باحث في شئون الجماعات المتطرفة: يعمدون لإشباع رغباتهم ثم يبحثون عن مخرج في تفسيرات مغلوطة في الدين

** خبيرة علم نفس: نرجسية الجماعة تعوض للشخص نقص الإشباعات الجنسية التي يسعى لها

يخرج أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية وما انبثق منها من جماعات متطرفة ، بهيئة رجال الدين الواعظين مرتدين الوجه الملائكى لاستقطاب أكبر عدد ممكن من الشعوب في مختلف الدول خاصة الشعوب ذات الطابع الديني، وعن جذب الإستعطاف باسم الدين فحدث ولا حرج، ولكن هل هذا هو الوجه الحقيقي للجماعة؟، فمن تعامل بقرب مع أفراد الجماعة الإرهابية من السهل ملاحظة أن هناك وجوه أخرى لهؤلاء، وحتى من لم يقترب منهم ويكتفى بمتابعتهم يعلم أن المتحدثين بشعارات الدين تقودهم الشهوات وتسيطر على عقولهم فما بين عشق السلطة والمال والجنس والطعام يأتي هوس الإخوان وهو ما يجعلهم يسعون بكل الطرق لإرضاء هذه الشهوات التي يظنوها حقا مشروعا لهم فالعقيدة الإخوانية ترسخ لديهم أنهم مختارون ومصطفون، وأنهم فوق البشر، وحراس على العقيدة والشريعة.

فعن السلطة لدينا الكثير من الأدلة لعل أبرزها ما ارتكبه الإخوان من مجازر في حق الشعب المصري من أجل الاستمرار في الحكم وكانت فترة عصيبة عاشها الشعب أثناء تولى الجماعة الإرهابية لذمام الأمور، فالإرهاب والترويع أداتهم في الوصول إلى الحكم وعندما تصدى لهم الشعب المصرى وجيشه العظيم وطهر رجال القوات المسلحة الأراضى المصرية من كافة البؤر الإرهابية والتي راح ضحيتها عدد من خير أجناد الأرض، فنجد الهاربين منهم يستخدمون أسلحة مختلفة في وجه الدولة المصرية فسلاحهم هذه المرة متمثل في بث الشائعات ومحاولة تفكيك النسيج الوطنى وعلى الرغم من محاولاتهم المستميتة للوصول إلى غايتهم إلا أن وعي الشعب المصري تصدى لمخططتهم وهم على يقين بأن التفاف الشعب حول القيادة والجيش لن يجعل لهم مدخلا ثانية.

أما عن شهوة الجنس فجماعة الإخوان لها باع طويل في التحرش والاغتصاب، فإذا عدنا إلى التاريخ نجد واقعة عبد الحكيم عابدين  زوج أخت حسن البنا، وهو من تولى منصب الأمين العام للإخوان فى بداية أربعينيات القرن الماضى، وكان أحد أقرب القيادات لمؤسس الإخوان وتولى منصب رئاسة لجنة التزاور بين الأسر الإخوانية، وانحاز حسن البنا لزوج أخته رغم تصويت أغلبية أعضاء مكتب الإرشاد حينها من بينهم أحمد السكرى نائب المرشد على فصله من التنظيم، إلا أن حسن البنا دافع عنه ليتسبب هذا فى انشقاق عدد كبير من قيادات الإخوان وهى الواقعة التي ستظل سبة على جبين الجماعة الإرهابية خاصة أن عبد الحكيم عابدين استغل منصبه فى عقد علاقات عاطفية مع زوجات قيادات الإخوان بجانب علاقات جنسية مع بعض نساء التنظيم، حيث ظهرت هذه الفضيحة على السطح فى منتصف أربعينيات القرن الماضى.

ومن بين تلك الفضائح ما تردد منذ سنوات حول إقدام الإعلامى المحسوب على جماعة الإخوان أحمد منصور على الزواج العرفى من سيدة مغربية، وهى الواقعة التى حاول أحمد منصور المراوغة للهروب من الاتهامات الموجهة له، بالإضافة إلى قضية طارق رمضان، حفيد مؤسس الإخوان، والذى يتهمه القضاء الفرنسى باغتصاب عدد من السيدات، هى الأكثر جدلاً، خاصة مع اعتراف حفيد مؤسس الجماعة بتلك الجرائم، وهو ما كان له  انعكاسات كبيرة على صورة الجماعة أمام الغرب

ولم تقتصر الإنحرافات الجنسية داخل الجماعة الإرهابية، والجماعات الأصولية، على العلاقات النسائية، لكنها وصلت إلى حالات الشذوذ الجنسي، والتي تطرق إليها الإعلامي خالد البري، في كتابه "الدنيا أجمل من الجنة.. سيرة أصولي مصري"، الذي انتمى إلى الجماعة الإسلامية في بداية حياته، وكذلك واقعة القيادي "الإخواني" إبراهيم إسماعيل، التي فضح تفاصيلها شباب الجماعة في تركيا.

وعن المال فهناك الفضيحة الأشهر للاختلاس والتي تحدث عنها عام 2017، القيادي الإخواني الهارب عز الدين دويدار، حين كتب عن قيام قيادات بالجماعة ومقربين منهم من رجال أعمال عرب بسرقة 2 مليار جنيه من صناديق الاشتراكات والاستثمارات الخاصة بالإخوان في بريطانيا.

ومن الأمور المثيرة للسخرية، والدالة على مدى تفشي الفساد داخل الجماعة، وسخاء التمويل بلا حساب، هو محاولة قيادات الإخوان التخفيف من حدة واقعة السرقة على المتابعين، فقالوا إن المبلغ المسروق هو 150 مليون جنيه فقط‍!.

ورغم ذلك فإن عز الدين دويدار الإخواني الهارب خرج لينفي الأمر قائلا، إن واقعة الاختلاس فعلا هي لـ 2 مليار جنيه، وليس 150 مليون فقط !.

وتوالت بعدها الفضائح والتسريبات التي تؤكد الفساد المالى للجماعة الإرهابية التي ترتدي ثوب الفضيلة والعفة والأمانة أمام الناس لجلب مزيد من المطامع والملذات باسم الدين، فالخطايا كثيرة ومتنوعة لهؤلاء المتطرفون والتاريخ خير شاهد، وفى عصر التكنولوجيا لم يكن الأمر بعسير على أحد أن يكشف حقيقتهم، فإذا حاولوا استغلال التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعى حاليا كسلاح في حرب الشائعات التي يطلقونها على الدولة المصرية فالسلاح ذاته مسلط في وجوههم بتدوين فضائحهم الصادمة وتعريتهم أمام العالم وإظهار الوجه الحقيقي لهؤلاء المتطرفون.

وفى هذا السياق، قال الدكتور هشام النجار، الباحث في شئون الجماعات المتطرفة أن هناك العديد من الظواهر داخل الجماعات التكفيرية والمتطرفة عموما تعود في المقام الأول للعوامل النفسية وأيضا الرغبوية والشهوانية سواء فيما يتعلق بالرغبة والشهوة في الوصول للسلطة وامتلاكها والانفراد بها للأبد أو الرغبات الجسدية المتعلقة بالجنس والطعام.

وأضاف "النجار" خلال حواره لـ "اليوم السابع" أن كل هذا لا يتعلق بتفسير صحيح لنصوص دينية بل هم يعمدون لإشباع هذه الرغبة أو تلك أولا وبعد ذلك يبحثون لها عن أي مخرج أو مسوغ عبر تفسير مغلوط أو رواية مدسوسة مكذوبة على النبي عليه السلام، حيث أن كل هذه النوازع لا علاقة لها بالدين الاسلامي وفهمه الصحيح وتعاليمه السامية، إنما برغبوية جامحة لدى قيادات وعناصر الجماعات التكفيرية والمتطرفة، وإذا أردنا التطبيق فعلى سبيل المثال هناك رغبة مريضة بالفعل تدل على خلل نفسي جماعي ونزعة شهوانية لامتلاك السلطة لدى قيادات الاخوان والجماعات التكفيرية الرديفة وما يطلق عليها زورا الجهادية.

وأكد الباحث في شئون الجماعات المتطرفة، أنه ما من قائد أو زعيم جماعة إلا وكان يحلم ليل نهار وتتسلط عليه رغبة أن يصبح رئيسا للدولة بل هناك قادة لتلك الجماعات انشأوا جماعاتهم خصيصا لتقودهم لرئاسة الدولة، ولهذا لاحظنا مثلا التنافس بينهم على منصب رئيس الدولة بعد حراك يناير 2011 منهم باسم خفاجي وحازم أبو اسماعيل وصفوت حجازي وخيرت الشاطر ومحمد مرسي وعبد المنعم أبو الفتوح وكان عبود الزمر يحلم أيضا بالمنصب، وهذا عائد للعامل النفسي الرغبوي في الامتلاك.

وأوضح أنه كذلك الأمر في شهوة الجنس حيث جعلت غالبية تلك الجماعات الأصل هو التعدد رغم أن التفسير الصحيح هو أن الأصل في زوجة واحدة وهناك من يدخل تلك الجماعات خصيصا ليتزوج مثنى وثلاث ورباع ناهيك عن ممارسات جماعات كداعش بشأن السبايا وملك اليمين والتركيز على عامل المرأة لتجنيد العناصر بأن يكون للعنصر عدد لا حصر له من الفتيات والنساء، وهنا الأمر متعلق فقط بطغيان الشهوة ولا علاقة له بالإسلام وتعاليمه التي أنهت الرق والاستعباد وحفظت كرامة المرأة.

وأشار إلى أن الإسلام الصحيح ينهى عن الإسراف والتبذير في الطعام بخلاف ما هو ملحوظ لدى تلك الجماعات من طغيان لشهوة الطعام وجميعها سواء شهوة امتلاك السلطة والانفراد بها وشهوة الجنس وطغيانها وشهوة الطعام متعلقة بعوامل نفسية ولا دخل للدين وصحيح تعاليمه وفهم مقاصده وجوهره بها.

وعن الجانب النفسي قالت الدكتورة أمل الشافعى خبيرة علم النفس، إن الجماعات الإرهابية يستغلون الدين بشكل نفعي لتحقيق رغباتهم سواء كانت سلطة أو مال أو شهوة جنسية، والتطرف يعطى للشخص المتطرف امتيازات، ففي الناحية النفسية يجعله يستخدم السلوك العدوانى خارج الذات ويسقطه على الآخر بشكل طائفى ويرى دائما نفسه أنه الأفضل مقارنة بأى شخص آخر، بالإضافة إلى أنه يبرئ نفسه من جرائمه بالعنف والقتل أنه يقتل الخطأ وبالتالي تصحيح للخطأ وهو ما يزيد من عدوانية المتطرف.

وأضافت "الشافعى" خلال حوارها مع "اليوم السابع" أنه دائما ما يشعر المتطرف بالسمو خاصة انتمائه إلى جماعة تعطى له شعور بالزيادة والترفع عن الآخرين والعظمة عن الباقيين وبالتالي مواجهة الاختلاف عند المتطرف تكون بالقوة ويستبيح دماء المعارضين له، بخلاف سرعة الاستجابة للمواقف بدون تفكير وذلك دليل على عدم النضج الإنفعالى والفكرى للمتطرف.

وأكدت أن التطرف يعطل الطاقة الإنسانية في مقابل زرع عنف مجتمعى وعدوانى وصراعات طوال الوقت فيفقد الشخص الطاقة الإنسانية التي فيها الخير، ويترك نفسه وفكره إلى الجماعة، ويمثل أمير الجماعة للمتطرفين النموذج الأبوى وهو ما يفتقده أعضاء الجماعة خاصة لمن يفتقد الدور الأبوي في الأسرة وبالتالي يكون له إنتماء شديد لأمير الجماعة.

وأشارت إلى أن الصراع النفسي بين الذات الأصلية وهى أننى شخص خاوى ليس لدى أي قدرات أو مواهب وبين الذات المثالية التي يريد الوصول إليها بأنه مميز وأفضل هذه الذات المثالية تعطيها له الجماعة وتعطى له حقوق بالاستحقاق والجدارة عن غيره وهو ما يحدث فجوة بين ذاته الأصلية والذات المثالية فتتسبب في خلل نفسي لأن الموضوع لا يحقق المعادلة في التوافق بين النوعين من الذات.

وأضافت أن نرجسية الجماعة تعوض للشخص نقص الإشباعات الجنسية التي يسعى لها الفرد ليحقق هوية تتوافق مع تصوره لذاته وانتماءه للجماعة يعوض هذا الشعور وبالتالي تتضخم الهوية النرجسية له ويصل إلى ما يريد من شعور العظمة وهو جزء من الإضطرابات النفسية.

وشددت على أن دائما المرأة توضع كنوع من أنواع تفريغ الطاقات العدوانية وبالتالي يستخدموا المرأة في الجماعات المتطرفة كخادة للجنس من خلال إغواء واستقطاب للشباب، فالنساء تسخر للجهاد عن طريق ممارسة الجنس مثلما يسخر الشباب في القتال، وهو ما يعطى راحة للشباب والرجال بأنه سيتزوج ويمارس الجنس بشراهة بدون أي مسؤوليات وبالتالي يكون متعة وراحة نفسية للرجال ويزيد الأمر إلى أن يصل إلى الشذوذ.

الأمر هنا أصبح ليس مجرد اغتصاب جسد المرأة ولكنه اغتصاب عقول وأفكار، فاغتصبوا من النساء الشعور بالحياة ومكانتها لتكون مجرد قيمة إشباع للرجال، ودائما ما يستقطبون النساء اللاتى ليس لديهن انتماء للأسرة أو من تعرضن للعنف الأسرى واضطرت للهروب ويتم استقطباهن من خلال مواقع التواصل الاجتماعى وبالتالي لم يكن لديها بديل عن استغلالها بهذه الطريقة.

ومن أهم مظاهر الاضطرابات النفسية نتيجة التطرف أيضا هو الشره، سواء شره للجنس أو الطعام، وهو ناتج عن تجاوزات في المتطلبات الشرعية الطبيعية فيريد المزيد والمزيد سواء من الطعام أو الجنس فيصبح الأمر مرتبط بمكافأة له عن سلوكه المتطرف حيث تكافئه الجماعة بسلوكيات إشباع رغباته الشرهة.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة