شاء التاريخ المصري أن يكون فن العمارة واحدًا من أعظم فنونها وحجر زاوية في بناء هذا التاريخ عبر العصور، بدءًا من المصريين القدماء الذين جعلوا من معابدهم وقبورهم وأهراماتهم وتماثيلهم إحدى عجائب الدنيا، ويستمر تشييد المعمار في العصور التالية، ليزخر التاريخ المصري في العصور الرومانية واليونانية والقبطية والإسلامية بسيمفونية من المعمار النادر والمميز، تقص كل قطعة فيه جزءًا من تاريخ الإنسانية الذي تحتضنه الأراضي المصرية ليس لأبنائها فقط بل للعالم أجمع. وتضم القاهرة الكبرى العديد من المواقع والمعالم الأثرية من العصور المختلفة.
ووفق موقع وزارة السياحة والآثار، فقد تأسست القاهرة، عاصمة مصر، في عام 969م على يد جوهر الصقلي، قائد الجيش في عهد الخليفة الفاطمي المعز لدين الله. ومع توسع المدينة بمرور الوقت، أصبحت تضم العواصم القديمة التي تأسست في الجوار منذ الفتح الإسلامي في 20 ه / 641 م ، مثل الفسطاط.
وتعد منطقة القاهرة التاريخية واحدة من المناطق التي تعج بأنسجة عمرانية مختلفة؛ فالتنزه بشوارعها بمثابة تنقل عبر العصور الفاطمية والأيوبية والمملوكية والعثمانية، لتخرج منها إلى القاهرة الخديوية أو القاهرة الإسماعيلية الحديثة أو باريس الشرق كما يطلق عليها أحيانًا؛ فقد أنشأها الخديوي إسماعيل واستحضر لتخطيطها جورج هوسمان الذي خطط باريس الحالية؛ في محاولة إنشاء مشروع “باريس على النيل”، ثم إلى منطقة المسارح، لتختلط مع بعض من حاضرنا لتشكل نسيجًا حضريًا وعمرانيًا فريدًا يمتد إلى عدة طبقات من الحقب التاريخية للإنسان المصري.
وقد ضُمّت منطقة القاهرة التاريخية إلى قائمة التراث العالمي لليونسكو في عام 1979، وتغطي نحو 32 كيلومترًا مربعًا على الضفة الشرقية لنهر النيل. وتضم المنطقة نحو 537 مبنى أثريًا مسجلًا في التراث العالمي ومنظمة اليونسكو، وتحيط بها من كل الاتجاهات أحياء معاصرة من القاهرة الكبرى. وقد وُصف الموقع وقتها بأنه نسيج تاريخي لا يزال متماسكًا على نطاق واسع، وتبرز فيه المناطق المحورية التالية:
يرصد التقرير صور قديمة تحكى تاريخ فن العمارة فى شوارع وسط البلد، حيث تظل القاهرة الخديوية شاهدًا دائمًا على مرحلة مهمة من جمال مصر ونهضتها المعمارية، ورغم تعرض الكثير من المبانى لأضرار مختلفة مع الزمن، لكنها لا تزال تقاوم فى وسط البلد فيما تتصدر شوارع وسط البلد قمة هرم فن العمارة الحديثة فى العالم نظرًا لما تحتضنه من بنايات تفوح بثقافات مختلفة وتصميمات مبهرة تؤرخ ثقافات مصمميها وتفصح عن هوية مشيديها، مبانى تؤرخ لشوارع القاهرة فتكتب التاريخ وتسطر الواقع.
وشهدت شوارع القاهرة فى عصر الخديوي إسماعيل أبهى مراحل التطور المعماري وذلك ضمن سلسلة أسرار القاهرة التى ترصد مرحلة مهمة من جمال مصر ونهضتها المعمارية، صامدة رغم تعرض الكثير من المبانى لأضرار مختلفة مع الزمن، لكنها لا تزال شامخة فى منطقة وسط البلد.
شغف الخديوي إسماعيل بفن العمارة الحديثة فى شوارع أوروبا، دفعه إلى فكرة تصميم القاهرة الخديوية أو ماعرفت بالقاهرة الحديثة، متأثرًا بما رآه فى فرنسا وإيطاليا من جمال معمارى، صممت المبانى بنظرية الحفاظ على التراث فى بعض المناطق المتأثرة بحقبة الفاطميين والمماليك وشوارع خالصة بالطراز المعماري الحديث لفن العمارة المقتبس من مختلف دول العالم، فظهرت شوارع وسط البلد بشكلها الفريد المختلف عن الأبنية والعقارات الموجودة آنذاك، فقد شيدها مصممون ومعماريون من مختلف دول أوروبا استقر عدد كبير منهم في مصر، واستدعي آخرون للتصميم ثم غادروا إلى بلادهم، وإن كان مهندسو الجالية اليونانية هم أقرب من استقروا في مصر واستعين بهم فى بواكير التصميم والبناء وذلك تأثرا باعتماد محمد على والى مصر عليهم، الذي شرع في بناء دولته الحديثة، فقرر الاستعانة بخبراء أجانب في مختلف التخصصات.
فكان اليونانيون في المرتبة الأولى، وذلك لأنها أكثر الجاليات الأجنبية انتشارًا في مصر وأكبرها، فالجالية اليونانية تأسست بمصر في مدينة الإسكندرية عام 1843 على أيدى عدد من رجال الاقتصاد اليونانى المقيمين في مصر وقتها، أعقبها تدشين مقار للجالية في عدد من المدن الأخرى، أبرزها القاهرة وبورسعيد والإسماعيلية وميت غمر وأسيوط. ونتيجة لنظام الامتيازات الأجنبية الذي كان يعفى اليونانيين من دفع الضرائب فقد نزحت الأغلبية منهم إلى القاهرة وجعلوا منها مركزًا تجاريًا لهم.

عمارات وسط البلد عام 1900

عمارات وسط البلد ذات الطرز المعماري الفريد

عمارة جروبي

ميدان الأوبرا فى بدايات القرن الماضى
-بوسط-البلد-فى-القاهرة-حوالى-العام-1900م00.jpg)
شارع المغربى عدلى حاليا عام 1900م

شارع فؤاد 26 يوليو حالياعام 1945م

شارع عماد الدين

القاهرة عام 1962

عابدين عام 1893م

عابدين عام 1900

شوارع وسط البلد عام 1896م

شارع طلعت حرب 1924

شارع عماد الدين والقباب التى تميز البنايات