غرفة لا تتجاوز مساحتها الـ4 أمتار، يتكدس بداخلها أكثر من 5 نزلاء، فيضطروا أحيانا للنوم واقفين، هذا هو الحال بداخل سجن ميندوزا بالأرجنتين، أحد أخطر سجون التعذيب فى العالم، حيث لا تتخطى مساحة الزنزانة الـ 43 قدماً، حيث أن عدد سكانه 3 أضعاف طاقته الاستيعابية تقريبا.
ويسير هذا السجن على خطى معتقل "جوانتانامو" الأكثر غموضا وكثيرا لاحتوائه أسرارا بعضها لم يكشف بعد رغم مرور 23 عاما على افتتاحه ولا ينطبق عليه أى من قوانين حقوق الإنسان إلى الحد الذى جعل منظمة العفو الدولية تقول أن معتقل جوانتانامو الأمريكى يمثل همجية هذا العصر.
لم يقف الأمر سجن "ميندوزا" فى عند حد المساحة فقطن بل شمل هذا السجن أسوأ صنوف التعذيب التى أوصلت نزلاءه إلى الموت، وكان السجن يفتقر إلى نظام صرف صحى مناسب، مما اضطر النزلاء لاستخدام الأكياس والقوارير البلاستيكية لقضاء حاجتهم.
دفع هذا الوضع المزرى منظمة العفو الدولية لنشر تقريرعام 2005 عن الظروف الصعبة التى يعانى منها السجناء؛ محذرة من أن النزلاء فى وضع متدهور للغاية لدرجة أن بعضهم لجأ إلى خياطة أفواههم للمطالبة بظروف معيشية أفضل.
"جيتاراما " برواندا
ومن الأرجنتين إلى رواندا، تختلف أسماء السجون والتعذيب واحد، فهناك يقبع أحد أشهر السجون فى فنون التعذيب ومعظم السجناء مشتبه بهم فى ارتكابهم لجرائم الإبادة الجماعية التى وقعت فى رواندا عام 1994، به 7 آلاف سجين رغم أن طاقته الاستيعابية 600 نزيل فقط، ونظرا للاكتظاظ الشديد، يجبر المساجين من الرجال والنساء على الوقوف حفاة الأقدام على الأرض القذرة طوال ساعات اليوم، مما يتسبب فى تعفن أقدامهم وإصابتهم بالغرغرينا.
بل والاشد قساوة هو عدم إتاحة إجراء عمليات البتر لكل من يحتاجها، حيث يخصص طبيب واحد فقط للسجن، ما يصعب إجراء العديد من العمليات الجراحية فيضطر عدد كبير للاستسلام للموت بسببب الغرغرينا، وتصل حالات الوفاة إلى 6 حالات يوميا.
"بلاك دولفين"
فى روسيا وتحديدا فى منطقة بالقرب من الحدود مع كازاخستان تقع "المستعمرة الجزائية رقم 6"، أو سجن "بلاك دولفين"، وهو مخصص للمجرمين الأكثر خطورة من بينهم آكلة لحوم البشر ومغتصبو الأطفال.
سمى بهذا الاسم نسبة إلى "تمثال الدولفين" أنشأه النزلاء ويجلس على العشب أمام مكتب الاستقبال فى السجن، ويُسمح للسجناء بالخروج من زنازينهم 90 دقيقة فى اليوم، إلى ساحة تمرى، ويتم تقييدهم وعصب أعينهم وإجبارهم على المشى منحنين حتى لا يتمكنوا من معرفة تصميم السجن.
تتم مراقبة السجناء على مدار 24 ساعة عبر الفيديو، ويقوم الحراس بجولات كل 15 دقيقة. ويتم وضع نزيلين فى كل زنزانة ومساحتها 4.6 أمتار، خلف 3 أبواب فولاذية لإبقائها معزولة جيدا عن الحراس والسجناء الآخرين.
"إى دى إكس" سجن المشاهير
يعد "إى دى إكس فلورنس" أو"سوبر ماكس" السجن الذى يقطن به أشهر المتهمين فى العالم، من بينهم "تيد كاتشينسكي" (المفجر)، و"رمزى يوسف" (المتهم بتفجير مركز التجارة العالمى عام 1993)، وزكريا موسوى (المتهم فى تفجيرات 11 سبتمبر)، ومايكل سوانجو (الطبيب المتهم بتسميم وقتل 60 من مرضاه) وغيرهم.
وهو السجن الأشد حراسة فى الولايات المتحدة، تم إنشاؤه عام 1994 فى سفوح جبال روكى بولاية كولورادو الأمريكية، وصفه السجان السابق "روبرت" بأنه نسخة مصغرة من "الجحيم".
ويقضى النزلاء 23 ساعة يوميا فى الحبس الانفرادى فى زنزانات خرسانية صغيرة مساحتها 7×12 قدما (2×3.6 أمتار)، وفق صحيفة "نيويورك تايمز".
السجن الأسوأ سمعة
"سجن جزيرة ريكرز" يعد الأسوأ سمعة فى العالم، وكان مجلس مدينة نيويورك صوت على إغلاقه عام 2019، يتكون السجن من مبانٍ متهالكة وظروف غير صحية وأن حراسه يسيئون معاملة النزلاء بشكل منهجى.
ويعتبر سجن جزيرة ريكرز أحد أكثر المرافق العقابية جحيما فى الولايات المتحدة، و85% من نزلائه ينتظرون المحاكمة، كما يبلغ متوسط احتجاز المعتقلين فى المنشأة مدة 4 أشهر (ما يعنى 4 أضعاف المعدل الوطنى فى الولايات المتحدة)، وانتهى الأمر بعدد كبير من نزلائه بالموت.
