وسط 120 عارضا شاركوا فى معرض كنوز الذى نظمته وزارة التضامن الاجتماعى بالتنسيق مع محافظة البحر الأحمر، بمدينة الغردقة فى منطقة الممشى السياحى، تعرض إيمان عبد الحميد، البالغة من العمر 69 عاماً مشغولات يدوية عبارة عن سلاسل وحلقان وإكسسوارات صنعتها من صدف وودع البحر الأحمر.
قالت إيمان عبد الحميد، المشاركة فى معرض كنوز، إنها كانت تعيش فى مدينة برلين بألمانيا، واستقرت بها لمدة 42 عاماً، وهى خريجة كلية الفنون الجميلة، وكانت تعمل هناك فى تصميم الفاترين، واستقرت فى مصر وتحديدا فى الغردقة منذ 9 سنوات.
أضافت لـ "اليوم السابع" أن عند الذهاب للبحر فى الغردقة كانت تشاهد الودع والصدف بأشكال جذابة وجميلة، فقامت بصناعة مشغولات خاصة بها، وسرعان ما طلب منها أصدقائها أن تصنع لهم سلاسل وحلقان من الودع والصدف، فقامت بصناعتها وكثر الطلب عليها.
وأكدت أنها حالياً تذهب للبحر مرتين أسبوعيا، وتقوم بركوب الجلاس بوت وتقوم بعمل السنوركلينج لجمع الصدف والودع وعمل حلقان وسلال ومشغولات أخرى وعرضها وبيعها، حتى أصبحت تشارك فى معظم المعارض.
أكدت إيمان عبد الحميد أن الأجانب يعشقون تلك المشغولات اليدوية ويهتمون بشرائها، وهناك من يطلب طلب معين، مؤكدة أنها تستخدم الودع المكسّر والمتهالك وتعيد مزجه بالفضة ليصبح تحفة جميلة.
وأوضحت أن العمل بشكل عام شيء مهم، ورغم تقدمها فى العمر، فإنها لا تزال تتمتع بحيوية وشغف، بل وتعتبر عملها جزءاً أساسياً من حياتها اليومية، موضحا أنه لابد من وجود عزيمة وإرادة لتواصل العمل بلا ملل، فكل قطعة تصنعها تحمل قصة وتاريخًا.
وقررت أن تنتهز فرصة التواجد فى الغردقة، المدينة السياحية الجميلة على البحر الأحمر، ومنذ عودتها إلى مصر قبل تسع سنوات أصبحت الغردقة بالنسبة لها مصدرًا للإلهام، فى كل رحلة تقوم بها إلى البحر مرتين أسبوعيًا، تبحث عن الصدف والودع الذى يجلبه البحر إلى الشاطئ، وعندما تجد الصدف، حتى وإن كان به كسور، فتقوم بإصلاحه وتحويله إلى قطع فنية جميلة.
لفتت أن الجهد الكبير فى البحث والاختيار يعكس مدى حبها لما تقوم به، ويظهر تقديرها الكبير للطبيعة البحرية، وتبدأ عملية التصنيع التى تعتمد على دقة عالية لتشكيل حلقان، ميداليات، وسلاسل، يتوقف أمامها السياح فى المعارض لشراء هذه القطع التى تحمل عبق البحر وسحر الطبيعة.
وكشفت إيمان عبد الحميد أن كل قطعة سواء كانت حلق أو ميدالية أو سلاسل، أو تميمة تحمل حكاية البحر المصرى وجماله، والسياح الأجانب يندهشون دائمًا من دقة العمل وجودة الصدف والودع المستخدمين فى هذه المشغولات.
تؤمن صاحبة الـ 69 عاماً أن العمل هو جوهر الحياة، وتقول أن حياتها لم تكن لتكتمل من دون هذا الشغف الذى تحمله لعملها، وتصف عملها بأنه "حياة"، مشيرة إلى أن العمل يجعلها تشعر أنها على قيد الحياة.
وحثّت الشباب على بدء مشاريعهم الصغيرة، معتبرة أن حب العمل هو مفتاح النجاح، مؤكدة أنها نشأت فى بيئة أوروبية، لكن ترى أن الحياة فى مصر جميلة، وتعشق الغردقة بكل تفاصيلها، وتشعر أن الغردقة هى المكان الذى تنتمى إليه، وأن هذا هو المكان الذى يمكن أن يحقق فيه الإنسان سعادته الحقيقية، أضافت قائلة: "بلدنا جنة، والغردقة جميلة، والأجانب يحبونها، ونحن المصريين نحبهم أيضًا".

تبدع فى تحويل صدف البحر لمشغولات يدوية

تقوم بعمل سنوركلينج مرتين أسبوعيا لجمع الصدف

صاحبة الـ 69 عاما خلال المعرض

تحويل الصدف إلى حلقان وسلاسل

من إبداعات إيمان عبد الحميد

جانب من أعمالها

تستخدم الصدف المكسور

جانب من أعمالها

إيمان عبد الحميد أثناء مشاركتها فى معرض كنوز

أثناء ابتكار مشغولات يدوية باستخدام الصدف