في واقعة هزّت الرأي العام وأثارت الجدل حول مستوى الأمان داخل المؤسسات التعليمية، تعرضت الطالبة كرمه أحمد، البالغة من العمر 13 عامًا، للاعتداء بالضرب من قبل ثلاث زميلات داخل ممر إحدى المدارس الدولية الشهيرة بالتجمع الخامس، فالحادثة لم تكن عادية، وكشف الكثير من المخالفات التي تحدث بين الطلاب داخل المدارس.
اعتداء في وضح النهار
في أحد أيام الدراسة العادية، وبينما كانت الطالبة كرمة تسير متجهة نحو حافلتها المدرسية، تفاجأت بإحدى زميلاتها تعترض طريقها وتبدأ بمضايقتها لفظيًا. سريعًا، تطور الأمر إلى اعتداء بدني عنيف، حيث قامت الفتاة وزميلتان أخريان بضربها على رأسها ووجهها. الحادثة انتهت بفقدان كرمة الوعي، ليتم نقلها على وجه السرعة إلى المستشفى.
التقرير الطبي لم يكن أقل صدمة من الواقعة نفسها؛ إذ أكد إصابة كرمة بكسر في الأنف وكدمات متفرقة في الرأس، ما استدعى التدخل الطبي العاجل.
أقوال الطالبة كرمه
استمعت نيابة القاهرة الجديدة، إلى أقوال الطالبة كرمه المجني عليها في واقعة التعدي عليها داخل مدرسة شهيرة بالتجمع، واتهمت الطالبة التي حضرت إلى النيابة على كرسى متحرك مع والدها، الفتيات الثلاثة بالتنمر عليها والتعدي عليها داخل المدرسة.
أقوال الطالبة المتهمة
ظهرت الطالبة المتهمة بالاعتداء على زميلتها "كرمه" في مدرسة بالتجمع، وكشفت أنها تعرضت هي أيضا للاعتداء والسب من الطالبة المجني عليها، مستطردة: "أنا اتعرضت للاعتداء واتضربت وكنت رايحة أعمل محضر هما قالولي نتصالح، أنا مستقبلي ضاع أنا كنت من الأوائل وعمي أول ما عرف بالقضية مات ومعرفتش أروح الدفنة، أنا مظلومة وليا حق".
والد الطالبة كرمه
قال والد الطالبة "كرمه" في تصريحات خاصة إنه لن يتنازل عن حق ابنته وسيستمر في اتخاذ الإجراءات القانونية وملاحقة الطالبات والمدرسة المتهمة بالإهمال.
تحقيقات النيابة
تم استجواب الطالبات الثلاث المتهمات، اللاتي لم ينكرن التهم المنسوبة إليهن، مؤكدات أن الاعتداء جاء كرد فعل على “استفزازات” سابقة من كرمة، وفق ادعائهن.
لكن فيديو الواقعة، الذي صوره بعض الطلاب وانتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، كان دليلًا قاطعًا يدينهن، بناءً عليه، قررت النيابة إخلاء سبيلهن بضمان مالي، مع استمرار التحقيقات لضمان العدالة.
ردود فعل غاضبة
عائلة الطالبة كرمة لم تلتزم الصمت، حيث أعرب والدها عن غضبه العارم، محمّلًا إدارة المدرسة مسؤولية الإهمال والتقصير. “أين كان المشرفون؟ لماذا تُركت ابنتي تواجه هذا المصير دون تدخل أحد؟” هكذا تساءل الوالد، وهو ما أثار تعاطفًا واسعًا على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تصدر وسم #حق_كرمة الترند في مصر.
إجراءات حاسمة من المدرسة والوزارة
في محاولة لاحتواء الأزمة، أعلنت إدارة المدرسة فصل الطالبات المتورطات في الاعتداء، وتحويل ملفاتهن إلى لجنة الحماية المدرسية، كما أصدرت قرارات صارمة بمعاقبة الطلاب الذين قاموا بتصوير الحادثة وتداولها بدلاً من التدخل لوقف الاعتداء.
وزارة التربية والتعليم لم تقف مكتوفة الأيدي، حيث قررت وضع المدرسة تحت الإشراف المالي والإداري، وشكّلت لجنة تحقيق لمراجعة سياسات المدرسة وضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث في المستقبل.