شهدت محافظة شمال سيناء خلال عام 2024 حدثًا استثنائيًا سيظل عالقًا في ذاكرة أبنائها، وهو وصول أول قطار توقف بمحطة بئر العبد، جاء هذا الحدث بعد غياب دام 57 عامًا عن حركة القطارات في سيناء ويُعد واحدًا من أبرز الإنجازات التي شهدتها المحافظة خلال عام 2024، وانطلق القطار من محافظة الإسماعيليةعابرًا كوبري الفردان المعدني الممتد فوق قناة السويس، ليصل أخيرًا إلى شمال سيناء وسط أجواء من الفرح والاحتفال.
استقبلت محطة بئر العبد القطار وسط حشد كبير من المواطنين والقيادات التنفيذية والشعبية. حضر الحدث عدد من الشخصيات البارزة، منهم الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير النقل والصناعة، واللواء الدكتور خالد مجاور، محافظ شمال سيناء، واللواء أكرم جلال، محافظ الإسماعيلية.
اصطف المواطنون من كل الأعمار على أرصفة المحطة، ملوحين بالأعلام المصرية، ومرددين هتافات "تحيا مصر" التي عبرت عن فرحتهم بهذا الحدث التاريخي. شارك أطفال المدارس أيضًا في الاحتفال، معربين عن فخرهم بهذا الإنجاز الذي يحمل آمالًا كبيرة لمستقبل أفضل في سيناء.
وفي كلمته خلال الاحتفال، وصف اللواء الدكتور خالد مجاور محافظ شمال سيناء وصول القطار بأنه لحظة فارقة في تاريخ شمال سيناء.
وقال، "إن عودة القطار إلى سيناء هي انتصار لإرادة المصريين ورسالة قوية على أن سيناء جزء لا يتجزأ من الوطن. هذا المشروع يُمثل خطوة كبيرة نحو تحقيق التنمية الشاملة للمحافظة، مضيفا: أن مشروع القطار سيُسهم في تعزيز البنية التحتية وربط سيناء ببقية المحافظات، مما يُساعد على زيادة فرص الاستثمار، وتحسين حركة النقل بين سيناء وباقي أنحاء الجمهورية".
من جانبه، أوضح الفريق مهندس كامل الوزير أن المشروع يُعد جزءًا من خطة الدولة لتحقيق التنمية المستدامة في سيناء، مشيرًا إلى أن إعادة تشغيل القطار هي بداية لتطوير شامل يهدف إلى رفع كفاءة شبكة السكك الحديدية في المنطقة.
وقال الوزير، "هذا الإنجاز يعكس رؤية الدولة في تحويل سيناء إلى مركز تنموي متكامل، وربطها بشبكة النقل القومية لتحقيق التكامل الاقتصادي."
يأتي تشغيل خط السكة الحديد من الفردان إلى بئر العبد كجزء من مشروع أوسع يُهدف إلى إنشاء شبكة سكك حديدية متكاملة في سيناء، وتشمل تطوير الخط بتحديث خط السكة الحديد من الفردان إلى بئر العبد بطول 100 كيلومتر، ليكون قادرًا على استيعاب حركة الركاب والبضائع ، وتأهيل المحطات وشملت الأعمال تحسين محطات بئر العبد، بالوظة، ونجيلة، لضمان تقديم خدمات متميزة للمسافرين ، وتطوير كوبري الفردان، و يُعد الكوبري الرابط الرئيسي بين سيناء وغرب القناة، وقد تم تحديثه ليكون ملائمًا لمتطلبات النقل الحديثة.
تتضمن المراحل القادمة استكمال الخط ليمتد إلى العريش، ومن ثم إلى طابا، ليُغطي طولًا إجماليًا يصل إلى 500 كيلومتر. يهدف هذا المشروع إلى تحسين الربط بين سيناء وبقية محافظات الجمهورية، وجعل المنطقة محورًا للنقل الإقليمي والدولي.
ويركز المشروع على تحقيق عدة أهداف استراتيجية، منها:
- ربط سيناء بالوطن حيث يُعزز القطار الترابط الجغرافي والاقتصادي بين سيناء وباقي محافظات الجمهورية، مما يُسهم في تحقيق التنمية المتوازنة.
- زيادة حركة التجارة حيث يُسهل المشروع نقل البضائع بين مناطق الإنتاج والاستهلاك، مما يُعزز من حركة التجارة الداخلية والخارجية.
- توفير فرص عمل بآن يُسهم تشغيل القطار في خلق فرص عمل جديدة في مجالات النقل، والخدمات اللوجستية، والصناعات المرتبطة بالمشروع.
- تشجيع الاستثمار مع تحسين البنية التحتية، تُصبح سيناء وجهة جذابة للمستثمرين المحليين والدوليين.
يُعتبر مشروع السكة الحديد جزءًا من الممر اللوجستي العريش – طابا، الذي يُعد أحد المشروعات القومية الكبرى في سيناء، ويهدف هذا الممر إلى دعم الصناعات الثقيلة، مثل الأسمنت والأسمدة، وتسهيل نقل البضائع بين شرق وغرب القناة.
واستقبل أهالي شمال سيناء هذا الإنجاز بمشاعر مختلطة بين الفخر والتفاؤل، ومن المتوقع أن يُسهم المشروع في تحسين الخدمات العامة، وتعزيز حركة التجارة، ودعم المشروعات الاستثمارية، خاصة في مجالات الزراعة والصناعة. كما يُسهل المشروع نقل البضائع إلى الموانئ المصرية، مثل ميناء شرق بورسعيد، مما يزيد من تنافسية الموانئ المصرية على المستوى الإقليمي والدولي.

استقبال القطار

اعادة التاهيل

افتتاح وصول القطار

القطار يسير في سيناء

القطار يعبر لسيناء

المسار يجرى العمل فيه

فرحة الاهالي

لحظة استقبال القطار

محطة قطارات حديثة ببئر العبد

مسار القطار

مسار الممر

وصول القطار