رئيس إدارة الهيدروجين الأخضر فى شركة مصدر: مصر سوق استراتيجى لمشروعات الطاقة المتجددة إقليميا وعالميا.. ضاعفنا هدف 2030 إلى 100 جيجاوات وتحديات كثيرة تواجه الشركات العالمية فى السعر والبنية التحتية

الخميس، 16 يناير 2025 11:00 م

محمد عبدالقادر الرمحي

رسالة أبو ظبي: أحمد مصطفى - شعبان هدية

أكد الرئيس التنفيذي لإدارة الهيدروجين الأخضر في شركة أبو ظبي لطاقة المستقبل ”مصدر”، محمد عبدالقادر الرمحي، أن مصر من أهم الدول التي تعمل فيها مصدر للتوسع في مشروعات الطاقة المتجددة، وذلك لعدة أسباب أهمها السوق المحلي الكبير الذي يخدم أكثر من 110 مليون نسمة، بجانب القطاع الصناعي الذي يشهد توسعا، بجانب الموقع الجغرافي لاستهداف السوق الخارجي سواء في إفريقيا أو أوروبا خاصة وأنه متوقع أن تكون أوروبا سوقا هاما للهيدروجين وتستحوذ على 40-50% من الاحتياجات العالمية من الهيدروجين.

وأوضح الرمحي في حواره مع اليوم السابع بالعاصمة الإماراتية أبوظبي على هامش أسبوع أبوظبي للاستدامة، أن مصر سوقا وشريكا استراتيجيا لمصدر، وتم ترجمة هذا في المشروعات التي تم التوقيع عليها والبدء في تنفيذها بالفعل، خاصة أن توسع نطاق الاقتصاد المصري يتوازى مع إتاحة فرص جديدة لإنتاج الطاقة من مصادر متجددة، ومصدر تتطلع إلى تسخير خبرتها الواسعة في مشاريع الطاقة المتجددة والتعاون مع الدولة وخبراء في القطاع.

إنتاج 4 جيجاوات من الهيدروجين

كما أضاف، أن "مصدر" تسعى إلى الاستحواذ على مشاريع وتشكيل تحالفات بناءة لتطوير مشاريع عالمية المستوى في مختلف مراحل كامل سلسلة القيمة لقطاع الهيدروجين، وتركز الشركة في نهج عملها على توظيف أفضل التقنيات لبناء سلسلة قيمة موثوقة للهيدروجين، مع الأخذ بالاعتبار متطلبات وعوامل النجاح لكل مشروع، وأن هناك توسعات جديدة في مشاريع الشركة في مجال الهيدروجين الأخضر، تتركز في مصر وتنطلق منها إلى دول عدة في أفريقيا، مشيرا إلى استهداف إنتاج 4 جيجاوات من الهيدروجين الأخضر من خلال تحالف مصدر وأنفنتي مصر وحسن علام، وتم وضع احتمالات رفع المستهدف النهائي من هذا المشروع حسب توافر البنية التحتية في جدول زمني محدد للانتقال إلى التنفيذ الفعلي على أرض الواقع.

وأضاف الرمحي أن تحالف شركات (مصدر وإنفنيتي باور وحسن علام للمرافق) يساهم بدور فاعل في تحقيق أهداف مصر للطاقة المتجددة وبناء مستقبل أكثر استدامة للأجيال القادمة.

ولفت الرمحي الانتباه إلى أن إنتاج الهيدروجين الأخضر من القطاعات الجديدة الناشئة عالميًا التي تعد بمستقبل واعد باستثمارات تصل إلى 11 تريليون دولار بحلول عام 2050 حسب تقديرات البنك الدولي، لكنه لا يزال في مراحل التصميم ، ويحتاج إلى التسريع بتطوير التكنولوجيا رغم الوعود الاستثمارية الضخمة من قبل المستثمرين في قطاع الطاقة المتجددة حول العالم.

وذكر الرمحي في حديثه لليوم السابع، أن مصدر تم تصنيفها كأحدي شركات الطاقة المتجددة الأسرع نمواً في العالم، ورائدة عالمياً في مجال الطاقة النظيفة، لذا تم رفع الأهداف الخاصة بالإنتاج لتصل إلى 100 جيجاوات من الطاقة الجديدة والمتجددة في 2030 بدلا من الخطط السابقة التي كانت 23 جيجاوات، بما يعني زيادة 4 أضعاف في المستهدفات والإنتاج باستثمارات تزيد عن 20 مليار دولار، لتسهم في تسريع وتيرة التحول في قطاع الطاقة العالمية وتحقيق هدف إجماع الإمارات ومخرجات مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ بدبي 2023، إلى مضاعفة الطاقة المتجددة عالميا 3 مرات بحلول 2030.

تحديات سوق الهيدروجين

وحول التحديات التي تواجه سوق وشركات الهيدروجين في العالم بوجه عام، أكد المرحي أن السوق العالمية لا تزال تواجه العديد من التحديات على مستوى الكميات المنتجة وكذلك الأسعار، مشيرا إلى أنه تم في وقت سابق ترويج ” الفقاعة” لسوق الهيدروجين فيما يتعلق بسرعة وقدرات الإنتاج، لكن على أرض الواقع هناك عقبات عالمية تواجه الكثير من دول العالم تتعلق بمدى توافر البنية التحتية في الدول والتكلفة الكبيرة للإنتاج مقابل التقيمة غير المناسبة للبيع، بجانب عدم تسارع التقنيات اللازمة كالمحللات الكهربائية لمواكبة الطلب والمدخلات الأخرى والتقنيات اللازمة لمراحل الإنتاج، خلافا إلى الصعوبات اللوجستية في النقل والبنية التحتية، مضيفا أن هناك حاجة لتطبيق أطر تنظيمية واضحة على مستوى العالم لاستهلاك الهيدروجين في قطاع الصناعة، كما أن سعره لا زال غير مغري بالنسبة للشركات، ولابد أن يتم وضع قواعد عالمية ومعايير والتزامات للشركات والدول، بجانب حوافز للمستخدم أو الشركات أو المستهلك النهائي.

ويعد السؤال الأساسي الذي يتوجب الإجابة عليه الآن فيما يتعلق بمشروعات الهيدروجين بصفة عامة هو ( متى، وكم؟) ففي حال الإجابة على هذا السؤال سيتم تحديد الكثير من التوقعات أو التوجهات في سوق الهيدروجين العالمي، مشددا على أن شركة مصدر تسعى لإنتاج نوعية متوافقة مع القواعد والمواصفات التي وضعها الاتحاد الأوروبي للإنتاج الأخضر أو منخفض الكربون، ليكون أعلى فئة من حيث السعر ومن حيث الجودة ومن حيث السوق.

زيادة المدخلات المحلية

ولفت الرمحي الانتباه إلى وجود قواعد لدى شركة مصدر خاصة في الدول العربية أو الإفريقية، وهي محاولة زيادة المدخلات المحلية في أي بلد تعمل فيه مثل الأيدي العاملة وما يمكن المساهمة به من الموارد المحلية لزيادة الاستفادة لهذه الدول وخاصة أن هدف مصدر ليس فقط الربح لكن الاستدامة ودعم النمو المستدام وتقليل استهلاك الموارد، وترك أثر جيد في أي موقع تعمل فيه حيث تعمل حاليا في أكثر من 40 دولة بطاقة إنتاجية من الطاقة المتجددة تتجاوز 31 جيجاوات.

وحول مواقع العمل لشركة مصدر في إنتاج الهيدروجين الأخضر بالمنطقة العربية أكد الرمحي أنه بجانب مصر هناك سلطنة عمان التي بدأت الخطوات التنفيذية للمشروع وقد يبدا الإنتاج الفعلي خلال 3 سنوات، وكذلك السعودية والإمارات والمغرب وهذه هي الدول التي قطعت شوطا كبيرا في التحرك في قطاع الهيدروجين الأخضر ومشروعات الطاقة المتجددة بوجه عام، مؤكدا تسارع الخطى لأن هذا القطاع سيساعد المجتمع الدولي في التصدي لتداعيات التغير المناخي وتحييد البصمة الكربونية عالمياً لا سيما في ظل أهميته للعديد من الصناعات العملاقة مثل صناعات الحديد والصلب والألومنيوم، بالإضافة إلى القطاعات الحيوية مثل الطيران والنقل البحري.

وعن مراحل العمل في مشروع إنتاج الهيدروجين في مصر أكد الرمحي أنهتم تحديد الأرض للمطورين ويتم الإنتهاء من الإجراءات التنفيذية مع الحكومة المصرية، وتضع الحكومة الجدول الزمني للانتهاء من البنية التحتية سواء ما يتعلق بالمرافق وخطوط الإمداد للكهرباء المتجددة وشبكة النقل.