فيسبوك
واتساب
حظى الإعلان عن اتفاق لوقف إطلاق النار فى غزة باهتمام كبير فى وسائل الإعلام البريطانية، التى أعربت عن ارتياح هذه الخطوة التى تأخرت طويلا، مع قلق بشأن صمود الاتفاق، وركزت على دور الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب فى إنجاز هذه الصفقة.
وصفت صحيفة التليجراف البريطانية التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة بأنه أول انتصار لإدارة ترامب الجديدة، مشيرة إلى أن الرئيس الأمريكى القادم، ومثلما حدث مع رونالد ريجان فى عام 1981، فى إشارة إلى إطلاق سراح الرهائن الأمريكيين فى إيران، يدخل البيت الأبيض بانتصار هام فى السياسة الخارجية.
وأوضحت الصحيفة أن رئاسة دونالد ترامب ستبدأ بداية قوية تشبه تنصيب ريجان. فقد نجا الرئيس المنتخب من السجن، والاقتصاد بوضع جيد ومعدلات تأييده مرتفعة فى حين أن شعبية بايدن متدنية. والآن، ينسب له الفضل فى التوصل إلى اتفاق إطلاق سراح الرهائن، حتى قبل دخوله البيت الأبيض.
وذهبت التليجراف إلى القول بأن الإعلان عن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس قبل أداء ترامب اليمين الدستورى يوم الاثنين المقبل ليس مجرد حظ سعيد، ولكنه تأييد لنظرية "الرجل المجنون" فى العلاقات الدولية، وتشير إلى أن تفانى ترامب للمصالح الوطنية والشخصية يمكن أن يكسر الجمود.
صحيح أن الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن ينُسب لإدارته فضلا كبير فى العمل المضنى على مدار أشهر خلف الكواليس، لكن جو، كممثل النظام العالمى الليبرالى وعبد للتفكير الجماعى المؤسسى، قد فشل أيضا فى الضغط بما يكفى من أجل الحصول على وقف إطلاق النار، خاصة على الإسرائيليين، وهو ما يجعل دور ستيف ويتكوف، مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط مثيرا للاهتمام.
وتتابع الصحيفة قائلة إن ترامب بلا شك مؤيد لإسرائيل، لكنه مؤيد لنفسه أيضا، لذلك أراد أن يتم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار قبل التنصيب. ومن هنا، بذل ويتكوف وهو رجل أعمال وليس دبلوماسيا محنكا، قصارى جهده لإجبار بنيامين نتنياهو على الموافقة. ومن التفاصيل اللطيفة أن نتنياهو أراد تأجيل الاتفاق بسبب عطلة السبت، لكن ويتكوف رد عليه بأن الأعضاء اليهود فى الفريق الأمريكى سعداء بالعمل خلال العطلة، فلماذا لا يفعل الإسرائيليون ذلك.
وقال مسئولون إن ويتكوف فعل الكثير لإقناع نتنياهو بالاتفاق خلال اجتماع واحد، أكثر مما فعله بايدن فى عام.
كما علقت هيئة الإذاعة البريطانية "بى بى سى" على التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة، وقالت إنه يعتبر إنجازا دبلوماسيا كبير وقد تأخر طويلا، حيث كانت هناك نسخا من الاتفاق مطروحة على الطاولة منذ أن أعلن عنه الرئيس الأمريكى جو بايدن فى مايو العام الماضى، لكن حماس وإسرائيل ألقيا باللوم على بعضهما البعض فى التأجيل.
وذكرت بى بى سى أن أول التحديات الكبرى التى تواجه الاتفاق هى التأكد من استمرار وقف إطلاق النار، حيث يخشى عدد من كبار المسئولين الغربيين أن تستأنف الحرب بعد انتهاء المرحلة الأولى من الاتفاق بعد 42 يوما.
ورأى تقرير "بى بى سى" أن وقف إطلاق النار يوقف القتل لكنه لن ينهى الصراع، مشيرة إلى أن تداعيات الحرب، من موت ودمار، والتى استمرت أكثر من 15 شهرا، سيتردد صداها عبر عقود، وفقا لأقل تقدير.
من ناحية أخرى، تطرقت صحيفة الجارديان البريطانية إلى الكيفية التى خيمت بها عودة ترامب المرتقبة إلى البيت الأبيض على مفاوضات وقف إطلاق النار، وقالت الصحيفة إن مبعوث ترامب للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، فاجأ الإسرائيليون بمكالمة هاتفية مساء الجمعة، بعد بداية عطلة السبت اليهودية، وقال إنه قادم لإسرائيل وأصر على أن يلتقى بنتياهو فى صباح اليوم التالى.
وفي ما وصفته بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية بأنه "اجتماع متوتر"، ألقى ويتكوف رسالته. فقد أكد الرئيس الأمريكى المنتخب أنه يريد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مقابل الإفراج عن الرهائن. وكان ترامب يريد إنهاء الحرب في غزة. وكان لديه أمر آخر ليفعله.
وقال مسئول حكومى إسرائيلى لقناة 14 الإسرائيلية التى تعد بوقا لنتنياهو، إن ما حدث هو أن ويتكوف سلم رسالة صارمة من ترامب الذى طالب بشكل لا لبس فيه بإبرام اتفاق.
ولخص الكاتب ناداف إيال الموقف الجديد الذى واجهه نتنياهو ومساعديه، وقال فى مقال بصحيفة يديعوت احرونوت إن الأخير أدرك فجأة أين يقف مع الرئيس الأمريكى الجديد، وأدرك هو ومساعديه أن ترامب يتحدث بوتيرة الإملاء ولن يتمكنوا أبدا من الإلتفاف عليه من اليمين، وأن ترامب يريد مرة أخرى اتفاقا.
