عالم فيزياء مصرى، وأول عميد مصرى لكلية العلوم، كما مُنح لقب أستاذ من جامعة القاهرة وهو دون الثلاثين من عمره، ويُعد أحد القلائل الذين عرفوا سر تفتت الذرة وأحد العلماء الذين ناهضوا استخدامها فى صنع أسلحة فى الحروب، هو العالم المصرى على مصطفى مشرفة، الملقب بـ"أينشتاين العرب"، والذى تمر اليوم ذكرى وفاته إذ رحل عن عالمنا فى مثل هذا اليوم 15 يناير من عام 1950.
يعد مصطفى مشرفة أول من أضاف فكرة إمكانية صنع قنبلة من الهيدروجين، إلا أنه لم يكن يتمنى أن تصنع القنبلة الهيدروجينية أبداً، وقد وصفه أينشتاين بواحد من أعظم علماء الفيزياء.
دارت أبحاث الدكتور مشرفة حول تطبيقه الشروط الكمية بصورة معدلة تسمح بإيجاد تفسير لظاهرتي شتارك وزيمان، كذلك كان أول من قام ببحوث علمية حول إيجاد مقياس للفراغ، حيث كانت هندسة الفراغ المبنية على نظرية "أينشتاين" تتعرض فقط لحركة الجسيم المتحرك فى مجال الجاذبية، كما أضاف نظريات جديدة فى تفسير الإشعاع الصادر من الشمس؛ والتى تُعد من أهم نظرياته وسبباً فى شهرته وعالميته؛ حيث أثبت الدكتور مشرفة أن المادة إشعاع فى أصلها، ويمكن اعتبارهما صورتين لشىء واحد يتحول أحدهما للآخر، وذلك حسب ما ذكره موقع الهيئة العامة للاستعلامات.
وتقدر أبحاث الدكتور مشرفة المتميزة في نظريات الكم، الذرة والإشعاع، الميكانيكا والديناميكا بنحو خمسة عشر بحثاً، وقد بلغت مسودات أبحاثه العلمية قبل وفاته إلى حوالى مائتين، وإلى جانب إسهاماته العلمية، كان مشرفة حافظاً للشعر.. ملمًّاً بقواعد اللغة العربية.. عضواً بالمجمع المصري للثقافة العلمية باللغة العربية؛ حيث ترجم مباحث كثيرة إلى اللغة العربية، كما نُشر له ما يقرب من ثلاثين مقالاً منها: سياحة في فضاء العالمين ـ العلم والصوفية ـ اللغة العربية كأداة علمية ـ اصطدام حضارتين ـ مقام الإنسان في الكون.. إضافة إلى ذلك شارك في مشاريع مصرية عديدة تشجيعاً للصناعات الوطنية.. كما شارك في إنشاء جماعة الطفولة المشردة.
وألف الدكتور علي مصطفى مشرفة الجمعية المصرية لهواة الموسيقى في سنة 1945؛ وكوّن لجنة لترجمة "الأوبريتات الأجنبية" إلى اللغة العربية.. وكتب كتاباً في الموسيقى المصرية.
وإضافة إلى جهود مشرفة العلمية المباشرة، فقد أنشأ ورأس الجمعية المصرية للعلوم الرياضية والفيزيائية عام 1936، وساهم فى إنشاء الأكاديمية المصرية للعلوم ووضع مشرفة بنفسه نظام التعليم والدراسات العليا لقسمى الرياضيات (البحتة والتطبيقية) والفيزياء بكلية العلوم جامعة القاهرة، وفى عهده اعتبرت دراسة الرياضيات والفيزياء النظرية فى جامعة القاهرة فى مستوى نظيرتها البريطانية، وتوفى الدكتور العالم على مصطفى مشرفة في 15 يناير 1950، على إثر أزمة قلبية.