انطلقت فعاليات الدورتين التدريبيتين للأئمة والواعظات بالتعاون مع وزارة الصحة والسكان حول التوعية الأسرية والسكانية وتنظيم الأسرة والقضايا المجتمعية بمديرية أوقاف الفيوم، بالمركز الثقافي الإسلامي بمسجد ناصر الكبير ـ
بمديرية أوقاف الفيوم، اليوم الثلاثاء 2025/1/14م.،جاء ذلك لتوجيهات الدكتور أسامة السيد الأزهري، وبحضور كل من الدكتور محمود الشيمي،مدير المديرية، والدكتور عبد الكريم مصطفى ،أستاذ الحديث بجامعة الأزهر،والدكتوره أمل عاشور، مدير إدارة التثقيف الصحي، وإيناس جبيلي،مدير فرع المجلس القومي للسكان، والشيخ محمد عثمان البسطويسي، منسق دورات تنظيم الأسرة والتوعية السكانية بوزارة الأوقاف.
وفي كلمته رحَّب الدكتور محمود الشيمي ،وكيل وزارة الأوقاف بالفيوم بالمحاضرين، والواعظات وبالأئمة المشاركين في الدورة، متمنيًا لهم دوام التوفيق والسداد، مشيرًا إلى أن وزارة الأوقاف لا تألوا جهدًا في تحسين وضع الأئمة ماديًّا ومعنويًّا كما تحرص الوزارة على وقوف الدعاة على آخر المستجدات العصرية التي تطرأ على المجتمع ،ومواجهتها بالفكر السليم الصحيح.
وفي محاضرته بين الدكتور عبد الكريم مصطفى، أستاذ الحديث بجامعة الأزهر أن تنظيم الأسرة حق مشروع للحفاظ على النسل، تعلمناه من كتاب الله (عز وجل) ومن السنة النبوية المشرفة ، حيث يقول الله تعالى : ” وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ” ، ويقول تعالى : ” وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا” ، ويقول سيدنا جابر بن عبدالله (رضي الله عنهما) : ” كنا نَعْزِلُ على عهدِ رسولِ اللهِ والقرآنُ ينزلُ : وقال : كنا نَعْزِلُ على عهدِ رسولِ اللهِ فبَلغ ذلك رسولَ اللهِ فلم يَنْهَنا” ، وهذا التنظيم يؤدي في النهاية إلى القوة والعلم والصحة وحسن الإنتاج ، وهو ما يطلبه منا الإسلام دائمًا ، يقول سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : “الْمُؤْمِنُ الْقَوِىُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وَفِى كُلٍّ خَيْرٌ ” ،فالتنظيم يعطي فترة زمنية تسترد فيها الأم صحتها وعافيتها ،وينشأ الطفل سليما وقويا ، نافعًا لدينه ووطنه وأسرته ،موضحًا أن الثمرة المرجوة من الزواج هي الذرية الصالحة الطيبة ، كما قال تعالي:” رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ ” ، وأن الذرية الصالحة المقصودة هنا ، هي الذرية القوية الفتية السليمة النافعة ، وليست الذرية الهزيلة الضعيفة ولا الذرية المريضة .
وفي محاضرتها أوضحت الدكتوره.أمل عاشور أن قرار الاتفاق بين الزوجين على المباعدة بين فترة الحمل والآخر من ثلاث سنوات إلى خمس سنوات هو قرار راقٍ جدًا ، ومعبر عن اختيار الزوجين لحياة أفضل ؛ حتى يتم إشباع رغبة الطفل من حنان وعطف أمه ، وتعويض للأم باسترجاع ما فقدته أثناء حملها من عناصر الحديد والكالسيوم التي هي قوام حياتها ، موجهة بضرورة وأهمية التعليم سواء للولد أم البنت ، فالتعليم الصحيح أساس نجاح الحياة ، وبه تصبح الأسرة صالحة وقوية وسوية ، وأن الزواج المبكر للبنت يؤثر بشكل كبير على الجانب التعليمي لها ،مشيدة بدور وزارة الأوقاف في حرصها على الجانب التعليمي في مختلف المجالات ، ومن ذلك تعليم الدعاة الجانب الطبي وربطها بين الدين والطب ، ناصحة كل أم بضرورة تنظيم الأسرة ، والتزامها بالتعليمات في هذا الشأن من خلال غرفة المشورة بالوحدات الصحية .
وفي محاضرتها أكدت إيناس جبيلي أن المشكلة السكانية لها تأثير كبير وسلبي على التنمية الاقتصادية ، وأن القيادة السياسية تولي اهتمامًا كبيرًا لهذا الملف الهام ، مشيدًا بالدور الكبير لعلماء وزارة الأوقاف في هذا المجال وأن لهم دورا مؤثرا وملحوظا بين جميع أفراد المجتمع ، موضحة أن الزيادة السكانية تحدث خللًا في التوازن بين الموارد المتاحة والنمو السكاني .