يترقب أبناء الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة لا سيما في قطاع غزة الإعلان الرسمي للتوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة ودخوله حيز التنفيذ، وذلك بعد الجهود المكثفة التي بذلها الوسطاء خاصة الوسيط المصري الذي نجح في وضع العناصر الأسياسية للاتفاق بين حركة حماس وإسرائيل خلال الاجتماعات المكثفة التي احتضنتها القاهرة والدوحة خلال العام الماضي.
ومنذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي على غزة تكثف مؤسسات الدولة المصرية المعنية من جهودها لوقف العدوان والتوصل لاتفاق تهدئة وصفقة لتبادل الأسرى بين حركة حماس والجانب الإسرائيلي، ورغم عدم توافر الإرادة السياسية اللازمة من كلا الطرفين لتقديم تنازلات لإنجاح الصفقة إلا أن القاهرة استمرت في جهودها الرامية لإرساء الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط التي تعاني من استقطاب سياسي وعسكري، ونجحت الجهود التي قادتها مصر والوسطاء الآخرين في تحقيق اختراق حقيقي بمفاوضات التهدئة.
وتتمسك الدولة المصرية بممارسة دورها الهام والتاريخي الداعم لأبناء الشعب الفلسطيني بالدفع نحو التوصل لاتفاق تهدئة وإبرام صفقة لتبادل الأسرى، بالإضافة إلى مضاعفة حجم المساعدات الإنسانية إلى غزة حيث وفّرت الدولة المصرية النصيب الأكبر من المساعدات إلى غزة، حيث شكلت المساعدات المصرية 70% من حجم المساعدات التي دخلت إلى غزة رغم فرض إسرائيل لحصار وعقاب جماعي على الفلسطينيين، وتضع العراقيل غير القانونية أمام النفاذ الآمن والسريع والمستدام للمساعدات الإنسانية.
وتعمل الدولة المصرية على تشكيل جبهة إقليمية ودولية للتصدي لأية تحركات إسرائيلية تهدف لتصفية القضية الفلسطينية عبر التهجير القسري للفلسطينيين من الضفة الغربية وغزة، ويرفض مئات الالاف الفلسطينيين الخروج من أرضهم المحتلة بالمخالفة لكافة المواثيق الدولية.
ونجحت الدولة المصرية عقب أحداث 7 أكتوبر الماضي من فرض إرادتها على كافة دول العالم والجانب الإسرائيلي بإجباره على إدخال المساعدات الإنسانية واستمرار العمل في معبر رفح بإدخال الجرحى والمصابين الفلسطينيين لعلاجهم في مستشفيات القاهرة، فضلا عن استضافة مؤتمر القاهرة للسلام 2023 وكذلك شن حملة سياسية ودبلوماسية لتعرية جرائم الاحتلال الإسرائيلي في غزة، يأتي ذلك ضمن الدور التاريخي الذي تلعبه مصر تجاه القضية الفلسطينية.
خلال جولة التفاوض الحالية التي تعمل على إرساء التهدئة وإبرام صفقة لتبادل الأسرى لعبت مصر دورا محوريا في العملية التفاوضية، وتمثل كافة الأفكار المصرية أساسا لكافة المبادرات التي طرحت على الطاولة لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة والعودة إلى مربع التهدئة وإبرام صفقة تبادل للأسرى.
أكد مراقبون أن مصر نجحت في وضع كافة التفاصيل الفنية الدقيقة الخاصة بعملية التفاوض على عدة مراحل، موضحين أن الجانبين الأمريكي والقطري أشادوا بشدة بالأفكار والرؤى المصرية التي قدمت للجانبين الإسرائيلي والفلسطيني خلال الأشهر الماضية، للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار.
وترحب الفصائل الفلسطينية في غزة والجانب الإسرائيلي بالوساطة المصرية في أيا من جولات التصعيد أو الحرب الشاملة، وذلك لثقتهم في الدور الذي تلعبه مصر من أجل إرساء الأمن والاستقرار في الإقليم، وسعيها الدؤوب على إيجاد حل للقضية الفلسطينية عبر الطرق والمسارات السياسية بعيدا عن الصراع العسكري المسلح الذي يخلف خسائر مادية وبشرية كبيرة للغاية.
وحرصت قيادات وزعماء الدول الشقيقة والصديقة على زيارة العاصمة المصرية القاهرة خلال الفترة الماضية، لمتابعة التحركات التي يقوم بها الوسيط المصري من أجل التوصل لاتفاق لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة وإبرام صفقة لتبادل الأسرى، حيث تمثل مصر الوسيط الفاعل والمحوري في العملية التفاوضية التي جرت خلال الأشهر الماضية، وعمل الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال لقاءاته واجتماعاته مع زعماء وقادة العالم على وضعهم في حقيقة الأوضاع بالأراضي الفلسطينية المحتلة وضرورة الدفع نحو الحل السلمي لإرساء الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط بعيدا عن الاستقطاب العسكري.