2025 بشرة خير للعاملين في الطماطم المجففة.. بدء الحصاد والفرز والنشر في جبال غرب الأقصر.. المناشر تشهد بداية مبشرة للموسم الجديد ووصول الكيلو لـ3 دولار قبل تصديره.. ودراسة إنشاء خط إضافي لإنتاج عجينة الصلصة

الإثنين، 13 يناير 2025 09:00 م

الفتيات خلال عمليات تجفيف الطماطم وفرزها

الأقصر – أحمد مرعى

تشهد مناشر ومحطات فرز وتجفيف الطماطم في جبال غرب محافظة الأقصر، العمل على قدم وساق في موسم التجفيف مع بدايات العام الجديد 2025، لتجهيزه وتصديره للخارج بأسعار تزيد عن 3 دولار للكيلو المجفف من الطماطم، حيث حقق مشروع "تجفيف الطماطم" فى شمس الظهير الصحراوى خطوات كبيرة وناجحة بالحصول على الدعم من وزارة الزراعة بصورة أكبر لتوفير كافة مستلزمات مناشر تجفيف الطماطم، لفتح أسواق عالمية حقيقية تنجذب لتلك المحاصيل الغنية بالخيرات من جنوب الصعيد.

وعلى مدار السنوات الماضية لاقت مناشر "تجفيف الطماطم" بمحافظة الأقصر نجاحاً كبيراً، وذلك بعد حصول المزارعين على مكاسب وأرباح مميزة من تلك الخطوات الناجحة، حيث ساهمت تلك المشروعات الجديدة زيادة الصادرات من الطماطم المجففة لمختلف دول العالم، وحالياً أصبح ملاذ جميع المزارعين التفكير فى تلك الخطوة وإقامة منشر لتجفيف الطماطم لوضع جزء من محصوله فيها لتحقيق التوازن المادي بين بيعه جزء من المحصول للأهالى بالشوادر والشوارع وبيع جزء آخر من المحصول للأجانب وتصديره للخارج بعد تجفيفه.

ومن جانبه يقول المهندس أحمد عبد الحميد أحد كبار مزارعى الطماطم بالأقصر، إن محافظات الصعيد تمتاز بإنتاج الطماطم المجففة شمسيا فى فصل الشتاء، وقد تم تجهيز المناشر بالمعدات اللازمة، وكذلك تدريب السيدات والفتيات بالإضافة إلى ربط المنتجين بالأسواق العالمية وتذليل العقبات التسويقية، حيث ساهمت هذه الوحدات فى زيادة قيمة الطماطم المنتجة بنسبة 100% بإجمالى يفوق 40 ألف فدان طماطم هذا العام، بالإضافة إلى توفير مايزيد عن 200 فرصة عمل بالفدان الواحد فى الموسم للسيدات الريفيات فى صعيد مصر.

ويضيف المهندس أحمد عبد الحميد لـ"اليوم السابع"، أنه بالنسبة لمواعيد زراعة الطماطم فهي تزرع في أربعة فترات من السنة أي حوالي أربعة عروات على مدار العام، وتشمل "العروة الصيفية المبكرة ويزرع المشتل فى أول يناير وتنقل للأرض المستديمة فى منتصف فبراير وهذه العروة تزرع تحت الأقبية - العروة الصيفية يزرع المشتل فى نصف فبراير وتنقل للأرض المستديمة فى أول أبريل - العروة النيلية يزرع المشتل فى شهر يونيو ــ يوليو وتزرع فى الأرض المستديمة فى أغسطس وسبتمبر - العروة الشتوية يزرع المشتل فى شهر سبتمبر وأكتوبر وينقل للأرض المستديمة فى شهر اكتوبر ونوفمبر".

فيما يقول المهندس عادل زيدان مؤسس فكرة مدينة الطماطم بالظهير الصحراوى، أن المشروع يأتى فى إطار الدعم الكبير من المسئولين بمحافظة الأقصر، وسعى وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى إلى تعزيز سلاسل القيمة للحاصلات البستانية لتعظيم العائد الاقتصادي بما يخدم صغار الحائزين فى المناطق الجغرافية الأولى بالرعاية فى صعيد مصر، وذلك تماشياً مع خطة الدولة فى توفير فرص عمل المجتمعات الريفية مع التركيز على السيدات، حيث أنشأ الجهاز التنفيذى لمشروعات التنمية الشاملة من خلال مشروع التغيرات المناخية بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمى سبعة مناشر شمسية لتجفيف الطماطم لإنتاج طماطم مجففة وتصديرها للأسواق الأوروبية.

ويضيف المهندس عادل زيدان، لـ"اليوم السابع"، إن محصول الطماطم ثانى أهم محصول بعد قصب السكر فى الشتاء بتلك المدينة، إذ إنه فى تلك الفترة من العام يقوم الجميع بحصاد وفرز محصول الطماطم لبيع جزء منه فى الشوادر بأسعار أقل من طوال العام، والطماطم الأفضل يتم تجفيفها فى مناشر التجفيف المنتشرة بمختلف أرجاء الأقصر لتصديرها للخارج، حيث يصل سعر الكيلو 3 دولار للمجفف هذا العام وقد يزيد مع دخول الموسم الجديد، موضحاً أن مشروعات تجفيف الطماطم ساهمت في رفع مستوى الشباب والفتيات وتوفير فرص عمل مميزة للجميع من أبناء تلك القرى والنجوع، حيث أن زيادة مساحة الأراضى المزروعة بالطماطم وزيادة مناشر التجفيف أدت لزيادة العمالة وتوفير فرص عمل للشباب والفتيات من إسنا وأرمنت.

وأكد زيدان، أن الأقصر أصبحت خلال السنوات الماضية مصدر رئيسي ومحطة هامة في تصدير الطماطم المجففة لدول أوروبا والخليج وحول العالم، حيث أن طلبات الطماطم المجففة تخرج من الأقصر مباشرة إلى دول إيطاليا والبرازيل وألمانيا وأسبانيا والإمارات والسعودية ودول إفريقيا أيضاً التى بدأ الطلب يزيد بها على الطماطم المجففة لإستخداماتها المتنوعة، حيث إن الطماطم تدخل فى مختلف الأكلات فى المنازل، وينتج الفدان من 30 لـ40 طن طماطم حسب جودة الأرض ورى المحصول والاهتمام به طوال فترة الموسم، موضحاً أن الطماطم المجففة تستهدف سوقين هما الإيطالية وحالياً يتم التجهيز للتصدير للسوق البرازيلية، وتوجد المحطة داخل قرية طفنيس والكيمان والنجوع وهناك 3 جمعيات تشترك فى ذلك المنشر، والذي يهدف فى الأساس للتنمية وفتح مجال لخلق فرص عمل عبر العمل فى الإنتاج الزراعى.

وعلى جانب دعم المسئولين للموسم الجديد من تجفيف الطماطم، فقد أعلن المهندس عبد المطلب عمارة محافظ الأقصر، عن استعداد المحافظة بالتعاون مع هيئة تنمية الصعيد، لطرح مجمع الصناعات الغذائية والتعبئة أمام المستثمرين، تمهيداً لتشغيله واستغلاله في الإنتاج الزراعي والصناعات الغذائية، بما يساهم في جذب الاستثمار، وتوفير فرص عمل، حيث جاء ذلك خلال جولة المحافظ بالمجمع بقرية الكيمان بمدينة إسنا، والتي تابع خلالها مراحل التجارب الأولية للمجمع تمهيداً لطرحه أمام المستثمرين قريباً.

وأبدى محافظ الأقصر إعجابه بنموذج تجربة تجفيف الطماطم لتصديرها للأسواق العالمية مشيداً بآلية عمل المجمع، ومساهمته في توفير فرص عمل، لافتا إلى ضرورة تكرار هذا النموذج في مناطق متفرقة والتوسع في إقامة مشروعات صناعية زراعية، مع دراسة إمكانية عمل قيمة مضافة للحاصلات الزراعية "الطماطم" من خلال إقامة خط انتاج اضافي مع تجفيف الطماطم لإنتاج عجينة الصلصة أو المنتجات الصناعية الغذائية من محصول الطماطم بما يسهم في تنمية الاستثمار وجذب المستثمرين، وتوفير فرص عمل وتحقيق نمو صناعي وزراعى للنهوض بالاقتصاد وفتح آفاق تنموية جديدة بالمحافظة.

كما شملت خطوات الدعم الحكومى لتجفيف الطماطم هذا العام، إعلان وحدة تكافؤ الفرص بمحافظة الأقصر، بقيادة نورا عثمان، عن تنظيم جولات لحصر التكتلات الاقتصادية بالمحافظة من تجفيف الطماطم والفلفل، وذلك فى إطار دعم الدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية، والعمل بصورة مستمرة لتنفيذ توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي بالاهتمام بتنمية التكتلات الاقتصادية بجميع المحافظات وبصفة خاصة محافظات الصعيد، ومساعدة أصحاب الحرف التراثية والمنتجات اليدوية في تطوير منتجاتهم وتسويقها وفقاً لأحدث أساليب العرض والتسويق.

وأكدت نورا عثمان مدير إدارة الاستثمار ورئيس وحدة تكافؤ الفرص والمسئول عن التكتلات الاقتصادية بمحافظة الأقصر، على قيامها بجولة بغرض حصر التكتلات الاقتصادية بالشراكة مع أعضاء وحدة تكافؤ الفرص ووحدة حقوق الإنسان بالمحافظة ووحدة حقوق الإنسان بجامعة الأقصر، وبالتنسيق مع جهاز شباب الخريجين وأعضاء لجنة التنمية الاقتصادية للوقوف على حصر أكبر تكتلات اقتصادية بالمحافظة ؛ وهي تجفيف الطماطم والفلفل الهالبينو والمانجو ، مضيفةً أن الحصر مستمر لمعرفة أية محاصيل جديدة مع البدء في التدريب على المحاصيل والحرف سالفة الذكر، حتى تنمو وتزدهر أكثر ولكي لا نسمح بالإندثار لكل ما يميز المحافظة.