طرحت دور العرض السينمائية مؤخرًا الفيلم الجديد "بضع ساعات في يوم ما"، المقتبس من رواية تحمل الاسم ذاته، ليجذب الأنظار بمزيج من الدراما الإنسانية والرسائل العميقة، وعلى الرغم من قوة القصة وتشابك أحداثها، إلا أن الأداء اللافت للفنانة مايان السيد كان محور الحديث، حيث قدمت شخصية تعاني من متلازمة توريت، في تجربة فنية فريدة من نوعها.
يتناول الفيلم قصصًا متشابكة لمجموعة من الشخصيات خلال يوم واحد، حيث تكشف الأحداث عن تفاصيل حياتهم والصراعات التي يواجهونها، وقد برزت شخصية مايان السيد بشكل خاص، حيث جسدت ببراعة شخصية مصابة بمتلازمة توريت، وهو اضطراب عصبي يتميز بظهور حركات وأصوات لا إرادية تُعرف بـ"العُرّات".
استطاعت مايان السيد أن تقدم أداءً متقنًا يعكس بواقعية معاناة المصابين بهذا الاضطراب، مُظهرة تحدياتهم اليومية وكيفية تعاملهم مع المجتمع، وأشاد النقاد بتفاصيل الأداء، مشيرين إلى دقة تمثيل الحركات اللاإرادية وطريقة تعبيرها عن الأبعاد النفسية للشخصية.
ما هي متلازمة توريت؟
متلازمة توريت هي اضطراب عصبي يبدأ غالبًا في مرحلة الطفولة، حيث يظهر على هيئة حركات أو أصوات متكررة وغير إرادية. هذه الأعراض، التي تُعرف بالعُرّات، قد تكون بسيطة مثل رمش العين، أو أكثر تعقيدًا كحركات جسدية مفاجئة أو كلمات غير متوقعة، ورغم أن المصاب يدرك ما يحدث، إلا أنه لا يستطيع السيطرة عليه، ما يجعله عرضة لسوء الفهم من الآخرين.
يُعد فيلم "بضع ساعات في يوم ما" خطوة جريئة في السينما العربية، حيث يسلط الضوء على قضية حساسة، ويعكس أهمية التقبل المجتمعي للاختلافات، الفيلم يحمل رسالة إنسانية تدعو إلى تفهم التحديات التي يواجهها المصابون بمتلازمة توريت، والتعامل معهم بتعاطف واحترام.
نال الفيلم استحسان الجمهور منذ عرضه الأول، حيث أشاد الحاضرون بأداء مايان السيد، ووصفوه بأنه نقلة نوعية في تناول موضوعات إنسانية نادرة في السينما، واعتبر العديد من المشاهدين أن الفيلم يفتح باب النقاش حول أهمية تمثيل الفئات المهمشة في الأعمال الفنية، مع التركيز على إيصال معاناتهم الحقيقية.
"بضع ساعات في يوم ما" ليس مجرد فيلم درامي، بل هو عمل يحمل رسالة أعمق عن التقبل والتعايش مع الاختلافات. وقد نجحت مايان السيد في تقديم نموذج إنساني مؤثر يعكس التحديات التي يواجهها المصابون بمتلازمة توريت، ما يجعل الفيلم إضافة مهمة في مسيرة السينما العربية