سعيد الشحات يكتب: ذات يوم..13 يناير 1964.. اجتماع مسؤولين مصريين بقادة «حركة الحرية» المعارضة لحكم شاه إيران محمد رضا بهلوى والقادمين سرا للقاهرة من أوروبا بجوازات سفر مصرية

الإثنين، 13 يناير 2025 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم..13 يناير 1964.. اجتماع مسؤولين مصريين بقادة «حركة الحرية» المعارضة لحكم شاه إيران محمد رضا بهلوى والقادمين سرا للقاهرة من أوروبا بجوازات سفر مصرية   محمد رضا بهلوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى سرية مطلقة اكتمل وصول وفد «حركة الحرية» المعارضة لحكم شاه إيران محمد رضا بهلوى، إلى القاهرة يوم 7 يناير 1964، كانت المعلومات تدور بين عدد محدود من المسؤولين فى مصر وهم، الرئيس جمال عبدالناصر، ومساعديه، فتحى الديب وكمال الدين رفعت، ولاحقا ضابط المخابرات محمد نسيم، حسبما يذكر فتحى الديب فى كتابه «عبدالناصر وثورة إيران».

يذكر «الديب»، أن «حركة الحرية» كانت تقدمية تسعى إلى تطبيق نظام اشتراكى يتماشى والإسلام المستنير، ويقودها ثائرون على حكم الشاه أبرزهم، رئيسها محمود طلقانى المعتقل فى سجون الشاه لنحو 15 عاما، وأصبح بعد نجاح الثورة التى قادها الإمام الخمينى 1979 عضو مجلس خبراء الدستور، كما اختاره إماما لصلاة الجمعة فى طهران، وكان رئيس الحركة العلنى هو مهدى بازرجان أول رئيس وزراء بعد نجاح الثورة.

يكشف الديب، أسرار قصة اتصال «حركة الحرية» مع مصر، مشيرا إلى أنها بدأت وقت أن كان هو سفيرا فى سويسرا، ويذكر: «فى صباح الثانى عشر من أبريل 1963 حضر للقائى بمقر السفارة فى «برن» على شريفيان رضوى، مقدما نفسه باعتباره المندوب الذى كلفه محمود طلقانى رئيس حركة الحرية - المسجون فى ذلك الوقت - بالاتصال بالمسؤولين فى مصر التى تنال قيادتها كل ثقة الأحرار الإيرانيين، للوقوف على مدى المساعدات التى يمكن أن تقدمها للحركة ضد حكم الشاه».

كانت الأجواء السياسية بين طهران والقاهرة وقتئذ تشهد توترا بالغا والعلاقات مقطوعة بينهما بسبب موقف الشاه المؤيد لإسرائيل، ففى يوم 22 يوليو 1960 أعلن الشاه عن إقامة تمثيل دبلوماسى كامل بين طهران وتل أبيب، ورأى عبدالناصر فى ذلك سابقة خطيرة لأنها ستكون أول مرة تعترف دولة إسلامية بإسرائيل اعترافا كاملا، ووجه انتقادا عنيفا ضد الشاه فى خطاب علنى، قال فيه إن الشاه بهذا الاعتراف يؤكد للعالم كله أنه ألعوبة فى يد المخابرات الأمريكية بعد أن أعادته إلى العرش بالانقلاب على ثورة مصدق «محمد مصدق رئيس الحكومة الإيرانية وصاحب قرار تأميم البترول الإيرانى»، وأضاف عبدالناصر أن نهاية الشاه ستكون مثل نهاية غيره من العملاء.

يرصد فتحى الديب، فى كتابه «عبدالناصر وثورة إيران»، طبيعة العلاقات الإيرانية الإسرائيلية وقتئذ فى المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، ووصلت ذروتها باستقبال طهران لرئيس إسرائيل «بن زيفى» رسميا، وزيارة بن جوريون رئيس الحكومة فى يونيو 1962 وهو فى طريقه إلى بورما، وزيارة موشى ديان وزير الزراعة فى مايو 1963 لدراسة استغلال المياه الجوفية فى منطقة قزوين، وإمداد إيران لإسرائيل باحتياجاتها من البترول، وفيما كان هذا الاندفاع بين الشاه وإسرائيل يشهد نموه، جاء اندفاع «حركة الحرية» المعارضة للقاهرة، ويكشف «الديب» قصة زيارة خمسة من قياداتها للقاهرة يوم 7 يناير 1964، ولقاءاتهم السرية مع مسؤولين مصريين حتى يوم 15 يناير.

تكون الوفد الإيرانى من «إبراهيم يازدى» أول وزير خارجية لإيران بعد ثورة الإمام الخمينى، و«مصطفى تشمران» أول وزير دفاع بعد الثورة، وعلى شريفيان رضوى، وبهرام راستين، وبارفيز أمين، وطبقا لـ«الديب» فإنه تم تزويدهم بجوازات سفر مصرية، وتذاكر سفر من فرانكفورت إلى القاهرة لبهرام راستين، ومن زيورخ لإبراهيم يازدى وعلى شريفيان، ومن جنيف لبارفيز أمين، ومن نيويورك لمصطفى تشمران.

يكشف «الديب»، أنه فى 9 يناير 1964 بدأت الجلسة الأولى للاجتماعات فى مكتب كمال الدين رفعت «المسؤول عن متابعة قضية الشعب الإيرانى ممثلا للرئاسة»، وانعقدت الجلسة الثانية يوم 10 يناير، ثم شهد يوم 13 يناير - مثل هذا اليوم - 1964، أخطر جلستين، الأولى من الساعة العاشرة إلى الواحدة بعد الظهر، والثانية من السادسة مساء حتى التاسعة.

ويذكر «الديب»، أنه تمت مناقشة احتياجات خطة الإعداد الشاملة لكل نواحى مستلزمات تفجير الثورة فى إيران بمعرفة قيادة حركة الحرية، والاستفادة برجال الدين المنضوين تحت لواء الحركة فى جمع التبرعات بصورة منتظمة ومستمرة، واستعداد مصر لتدريب أى أعداد من المناضلين الإيرانيين على كل الأنشطة الثورية المطلوبة، وفى جميع مجالات التدريب على السلاح، وإمداد الحركة بالأسلحة ومستلزمات العمل الفدائى، على أن تتولى الحركة مسؤولية نقلها إلى داخل إيران بوسائلها المؤمنة الخاصة، والاتفاق على زيادة فترة إرسال الإذاعة الموجهة من القاهرة إلى الشعب الإيرانى وبلغته الفارسية، والاستفادة بإمكانات أجهزة الإعلام المصرية فى معاونة مسؤولى الدعاية فى الحركة لمخاطبة الرأى العام العربى والدولى.

يؤكد الديب، أنه فى نهاية الجلسة المسائية يوم 13 يناير أبدى الإيرانيون استعدادهم لتوقيع ميثاق مكتوب يتضمن الأسس والمبادئ الفكرية والعقائدية التى تحكم مخططهم، والاتفاق على كتابة الميثاق والتوقيع عليه فى الجلسة الختامية صباح يوم 15 يناير 1964.

ويكشف «الديب»، أنه فى يونيو 1964 تم استقبال أول دفعة من المناضلين الإيرانيين لتدريبهم فى معسكر سرى بقيادة محمد نسيم.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة