خنجر توت عنخ آمون هو واحد من أبرز الاكتشافات الأثرية في القرن العشرين، ويعد تحفة فنية فريدة تجسد عظمة الحضارة المصرية القديمة، هذا الخنجر الذي عثر عليه في مقبرة الملك الشاب، ليس مجرد قطعة سلاح، بل هو شهادة على التقدم التكنولوجي والمهارات الحرفية التي وصل إليها المصريون القدماء.
وفى حلقة جديدة من حلقات تليفزيون اليوم السابع المعلوماتية، إعداد وتقديم محمد فتحى عبد الغفار، نسلط الضوء على خنجر الملك الشاب النيزكى، فأكثر ما يثير الدهشة في هذا الخنجر هو أنه مصنوع من الحديد النيزكي، وهي مادة نادرة ومعقدة في صناعتها حتى في العصر الحديث، هذا يدل على أن المصريين القدماء كانوا يمتلكون معرفة عميقة بالمعادن وطريقة التعامل معها.
ويتميز الخنجر بتصميم فني رائع، حيث يجمع بين البساطة والأناقة، المقبض مزين بزخارف ذهبية دقيقة، والنصل مصقول بشكل مثالي، ويعتبر الخنجر شاهداً على العلاقات الدولية في عصر الفراعنة، حيث يعتقد بعض العلماء أنه كان هدية من ملوك ميتاني إلى الفراعنة المصريين.
ويعتبر هذا الخنجر لغزا لصعوبة صناعة الحديد النيزكي: حتى الآن، لا يزال العلماء يحاولون فهم كيف تمكن المصريون القدماء من صهر الحديد النيزكي وتشكيله بهذه الدقة، فهناك العديد من النظريات حول أصل هذا الخنجر، وهويته الحقيقية لا تزال محل نقاش بين العلماء، ويمكن رؤية خنجر توت عنخ آمون في المتحف المصري الكبير بالقاهرة، حيث يعرض ضمن مجموعة الآثار الملكية التي عُثر عليها في مقبرته.
