دينا شرف الدين

لغتنا الجميلة

الجمعة، 10 يناير 2025 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

اللغة العربية عنوان هويتنا وحضارتنا وثقافتنا وتراثنا، ودرة لغات البشر.

تتميز اللغة العربية بأصالتها، فهى من أقدم اللغات فى العالم، كما أن أربعة من الأنبياء تكلموا بها قبل سيدنا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهم: هود، وصالح، وشعيب وإسماعيل ـ عليهم السلام ـ وهى اللغة التى نزل بها كلام الله تعالى "القرآن الكريم"؛ قبل 1400عام.
وقد اكتسبت اللغة العربية التميز والإبداع من جمال حروفها عندما تُنطق وتُسمع وتُكتب، وكما نعرف أن هناك لمسة فنية رائعة بالخط العربى إذ تتزين الأحرف بالزخارف، والنقوش، وكذلك حركات التشكيل كما تظهر فى القرآن الكريم.

وبما أننا نعمل جميعاً جاهدين بناءً على توجيهات القيادة السياسية بضرورة إعادة بناء الإنسان المصرى من جميع النواحى التى نال منها النقص والتدنى وعلى رأسها التعليم والثقافة والدين، فوجب علينا أن نعى جيداً أن اللغة العربية التى تم إهمالها أشد الإهمال لصالح إعلاء لغات أخرى على رأسها الإنجليزية كارثة حقيقية بكل المقاييس.

إذ كان الخطأ الأعظم الذى وقع به السادة المسئولون منذ عقود مضت هو دراسة المواد الأساسية كالعلوم والرياضيات بلغات أخرى على رأسها الإنجليزية.

ففى البداية كان الأمر يقتصر على مدارس اللغات الخاصة فقط، ثم سرعان ما قررت الوزارة افتتاح عدد من المدارس التجريبية التابعة للحكومة على نفس المنهج، فى حين كانت مدارس الحكومة المجانية غير التجريبية فى أوج تدهورها.

وكانت النتيجة:
أن تخرجت أجيال بعينها من المدارس ثم الجامعات لا تعرف لغتها الأصلية كما عرفناها وكما ينبغى أن يكون.
فلا يخفى على أحد منا هذا التدنى الذى أصاب اللغة العربية فى مقتل، فقد صادفت وغيرى مئات المرات أخطاء كتابية ولغوية من بعض خريجى كليات القمة أصابتنى بالذهول.. فما بالكم بخريجى الكليات الأخرى؟

وعلى سبيل المثال:
قال لى ابنى الطالب بالصف الثانى الجامعى إن اللغة العربية لا ضرورة لها، فالمناصب الهامة كلها تتطلب التفوق باللغات الأجنبية فقط!
وعندما لُمتُه بشدة وشرحت له أهمية أن تتمكن بلغة البلد الذى تنتمى إليه وتعتز بها وتفخر إن كنت بها بارع، ثم تأتى اللغات الأخرى فى مرتبة ثانية، وعليك أيضاً أن تتعلمها وتتقنها.
وحدثته عن بريطانيا التى كانت تحتل أراضينا مدة سبعين عاماً دون أن يتأثر المصريون باللغة الإنجليزية ويتفوقون بها لتطغى على لغتهم العربية كما حدث فى بلدان أخرى شقيقة، قد فقدت هويتها وضاعت لغتها الأصلية ليتحول الكلام إلى مسخ أو شبه لغة مختلطة متداخلة.

ثم شرحت له أن إنجلترا وفرنسا وألمانيا عندما تزور أراضيهم يوماً لن يحدثوك إلا بلغتهم حتى وإن كانوا يتقنون لغتك! فى حين تتحدث أنت بلغاتهم وتفتخر إن برعت بها، دون أن تشعر بالنقص أو الخجل أن تكون لغتك العربية الأصلية مشوهة ومنتقصة.

لذا:
فعلى السادة المسئولون والسادة أولياء الأمور أن يدركوا جيداً أن استمرار هذه الكارثة سوف يفقد اللغة العربية هيبتها وأهميتها، ليكون التعليم آنذاك سبباً جوهرياً فى تغيير الهوية المصرية الصلبة التى لم يقو الاستعمار يوماً على تغييرها!

فمعرفة ودراسة اللغات الأجنبية المتعددة ضرورة، ولكن بعد أن ندرس ونتعلم لغتنا العربية الجميلة الفخمة ونتقنها ونبرع فيها.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة