نظم مركز إعلام الفيوم لقاء تثقيفيا بعنوان الوعي المجتمعي في مواجهة ظاهرة الزواج المبكر، وذلك بالتعاون مع مديرية الصحة، والمنطقة الأزهرية بالفيوم ضمن مبادرة تنمية الأسرة المصرية، وذلك في إطار حملة إعلامية واسعة تطلقها الهيئة العامة للاستعلامات تحت رعاية ضياء رشوان رئيس الهيئة، والدكتور أحمد يحيى رئيس قطاع الإعلام الداخلي خلال شهري سبتمبر وأكتوبر بمحافظات الجمهورية تحت شعار «إيد فى إيد.. هننجح أكيد» لتشجيع المواطنين على التجاوب مع المبادرات الرئاسية والمشاركة في أنشطتها والاستفادة منها، بمصنع الغزل والنسيج بعزبة الصعيدى.
حاضر اللقاء الشيخ محمود عبد الستار مدير الدعوة بالمنطقة الأزهرية، غادة هلال مدير تنظيم الاسرة بمديرية الصحة وشارك به عدد كبير من العاملين والعاملات بالمصنع.
وفي كلمتها الافتتاحية أشارت سهام مصطفى مدير مركز الإعلام إلى أن الهدف من هذه الحملة توعية كافة المواطنين من أجل المشاركة، ودعم المبادرة الرئاسية "بداية جديدة للتنمية البشرية" التي تأتى ضمن المشروع القومى لبناء الإنسان الذى يعد حجر الزاوية في برنامج الحكومة حالياً، والذي يشتمل على توفير خدمات صحية وتعليمية وتدريبية واجتماعية وثقافية تركز جميعها على بناء القدرات ورفع مستويات المهارات لأعداد كبيرة من كافة الأعمار وتوفير الدعم الاجتماعى لقطاعات واسعة من المواطنين لتحقيق النمو والتقدم، الذى يهدف بدوره إلى تحقيق مصلحة المواطنين وتحسين مستوى المعيشة. مشيرةّ إلى اهتمام المبادرة بالأسرة المصرية عبر برنامج متكامل بإطلاق حملات توعوية وبرامج صحية وقوافل علاجية بالمحافظات لتحسين الخدمات الصحية، ونشر الوعي ومجابهة الظواهر التي تعرقل تحقيق ذلك ومن بينها ظاهرة الزواج المبكر لما لها من آثار سلبية عديدة على الأسرة والمجتمع.
ومن جانبه أكد الشيخ محمود عبد الستار، أن الأسرة هي اللبنة الأساسية لبناء المجتمع وهي المنوطة بإعداد أجيال جديدة تترسخ لديها قيم الانتماء والولاء للدولة المصرية، والحفاظ على مقدرات الوطن والمشاركة بفاعلية فى عملية التنمية الشاملة، قائلا إن زواج القاصرات حرام شرعًا، كما أنه مخالف للقانون، وأضاف أنه بالنظر إلى مقاصد الشريعة الإسلامية والحكمة من الزواج، يتبين أن ما يقدم عليه البعض من تزويج البنات القاصرات هو عمل منافٍ لهذه المقاصد وتلك الحكمة، ويمثل جريمة في حقهن؛ وذلك لعدم قدرة الفتاة القاصر على تحمل مسؤولية الحياة الزوجية والقيام بالأعباء المادية والمعنوية اللازمة لاستمرارها، مما ينتج عنه الكثير من الأضرار والمفاسد التي تؤدي لفشل هذه الزيجات وانتشار حالات الطلاق المبكر.
وشهدت الندوة نقاشاً حول هذه الظاهرة والتأكيد على أن مشكلة الزواج المبكر ترتبط ارتباطا وثيقا بالعديد من الظواهر المجتمعية السلبية الأخرى مثل التسرب من التعليم والأمية والزواج العرفى والزيادة السكانية وعمالة الأطفال وأطفال الشوارع وغيرها من المشكلات التي تؤثر على بناء الفرد والمجتمع.
وفي ختام اللقاء أكد الحاضرون ضرورة رفع الوعي المجتمعى بقيمة التعليم ، وأهمية محور التوعية والوعظ الديني ، ودعم المنظومة التعليمية والتربوية ، وضمان عنصر الاستمرارية للبرامج التى تستهدف مناهضة قضية زواج الأطفال ، والحاجة للعمل فى اطار مشروع توعية متكامل يشمل مختلف الجوانب وتوحيد الجهود والتنسيق بين منظمات المجتمع المدنى والمؤسسات الدينية المنوط بها الوعظ والتوعية الدينية ،والتركيز على تحقيق وبناء وعى قائم على مكون بناء الأسرة المصرية ودورها فى بناء الأخلاق والقيم ودور الجانب الدينى فى تحقيقه ، كما لفتوا إلى وجوب الالتزام بتعليمات الدولة في السن المعتبرة في الزواج وهي 18 عامًا.